تحذيرات جدية من موجة "ركود مزدوج" ستضرب أوروبا
- 19-10-2020, 07:33
- اقتصاد
- 1005
أوردت صحيفة الفاينانشال تايمز في عددها الصادر، الاثنين (19 تشرين الأول 2020)، مقالا كتبه مارتن أرنولد بعنوان "الموجة الثانية من فيروس كورونا في أوروبا تثير مخاوف حدوث ركود مزدوج".
ويشير المقال إلى أن هناك مخاوف من انزلاق الاقتصاد الأوروبي نحو ركود مزدوج، حيث حذر الاقتصاديون من أن زيادة الإصابات بفيروس كورونا والقيود الحكومية الجديدة على حركة الناس، قد تقطع على الأرجح الطريق على تعافي الاقتصاد الذي شهدته المنطقة مؤخرا.
وأعلنت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وهولندا عن إجراءات في الأسبوع الماضي لاحتواء الموجة الثانية من انتشار الفيروس، وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب ارتفاع حاد في أعداد الحالات، والذي من المتوقع أن يزداد في الأسابيع القادمة، بحسب المقال.
وتقول كبيرة الاقتصاديين في شركة أليانز، كاتارينا أوترمول "لا أستطيع أن أصدق مدى السرعة التي انتشرت بها الموجة الثانية" وتضيف "نرى الآن نموا سلبيا في العديد من البلدان في الربع الرابع، ومن الممكن تماما حدوث ركود آخر".
وعلى الرغم من توقع أن تظهر أرقام الربع الثالث نموا قياسيا في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو عند نشرها في نهاية هذا الشهر، فإن الكاتب يؤكد أن عددا متزايدا من الاقتصاديين يقطعون بالفعل توقعاتهم للربع الأخير إلى المنطقة السلبية. إذ تقول لينا كوميليفا، كبيرة الاقتصاديين في شركة جي بلس إيكونوميكس للاستشارات وبحوث الاستثمار أن اضطراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "سيزيد من تضخيم" الانكماش الاقتصادي.
هذه التنبؤات بأن اقتصاد منطقة اليورو سوف ينزلق مرة أخرى إلى الركود وإن كان أقل بكثير مما كان عليه في وقت سابق من العام هي أخبار سيئة للبنك المركزي الأوروبي، الذي توقع الشهر الماضي فقط نموا في الربع الأخير يزيد عن 3 %. كما أنها نكسة أخرى من شأنها أن تعرض للخطر اعتقاد البنك المركزي الأوروبي بأن اقتصاد منطقة اليورو سيعود إلى حجمه الذي كان عليه قبل الوباء بحلول عام 2022.
وفي حين يتوقع معظم المحللين أن يتفاعل البنك المركزي الأوروبي مع الاقتصاد المتعثرعن طريق إضافة 500 مليار يورو إضافية إلى برنامج شراء السندات الطارئ في ديسمبر، يبين الكاتب أن القادة السياسيين لا يزالون يأملون في تجنب بلدانهم الإغلاق الصارم الذي تسبب في ركود قياسي في الربع الثاني من هذا العام، الأمر الذي أكده يورج كرامر، كبير الاقتصاديين في بنك كوميرزبانك الألماني في تصريحه "لقد تعلم السياسيون دروسهم من الموجة الأولى"، مضيفا "لا يُتوقع حدوث إغلاق ثانٍ بسبب التكاليف الاقتصادية الهائلة".
لكن الكاتب يرى أنه مع ارتفاع مستويات العدوى اليومية في العديد من البلدان بوتيرة أعلى بكثيرمن موجة الوباء السابقة في مارس وأبريل، وامتلاء أسرة المستشفيات مرة أخرى، فقد لا يكون أمام الحكومات خيار سوى تشديد القيود أكثر.