"السلة الغذائية" و"الحديد".. خبراء يقيمون تأثر العراق بغزو روسيا لأوكرانيا
- 12-02-2022, 20:40
- اقتصاد
- 4287
بغداد - IQ
تهتم معظم دول العالم، بالأزمة الأوكرانية - الروسية الناشبة منذ أشهر مع تحشيد روسيا قواتها على حدود جارتها أوكرانيا وسط ترجيحات دولية رسمية بحصول "الغزو" في أية لحظة رغم نفي موسكو نيتها ذلك وأنها تريد فقط احتواء خطر نشر صواريخ وقوات للناتو على حدودها.
والعراق، واحد من الدول الذي تعنيه هذه الأزمة، فبغداد لديها تبادل تجاري سنوي، تجاوز 644 مليون دولار أميركي في 2018، ويشمل المواد الغذائية المتعددة والزيوت النباتية واللحوم ومعادن الحديد وغيرها فضلاً عن مجالي النقل والسياحة إضافة إلى الأسلحة، وأجرى الطرفان مباحثات عدة لتنشيط التجارة بينهما وافتتحت كييف غرفة تجارة خاصة بها في إقليم كردستان العام الماضي.
ويقع العراق في المرتبة السادسة من بين أكثر 15 دولة نمت فيها صادرات البضائع من أوكرانيا، كما يدرس آلاف من مواطنيه في جامعات أوكرانية وهم يشعرون بالقلق الآن خاصة بعدما دعتهم بغداد إلى المغادرة وعدم السفر إلى هذا البلد في الوقت الراهن.
"تعاون كبير.. سيتوقف"
"نشوب الحرب بين أوكرانيا وروسيا سيؤثر على الاقتصاد العالمي، والعراقي أيضاً"، يقول الخبير الاقتصادي رشيد السعيدي لموقع IQ NEWS، مبيناً أن "النظام الاقتصادي العراقي هو ريعي ويستورد مع جهة واحدة وبالتالي يتأثر بشكل مباشر حال تأثر وجهة الاستيراد".
ويصنف السعيدي التعاون العراقي الأوكراني في مجال الحنطة والحديد والزيوت والحليب والبقوليات بـ"الكبير جداً" سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، فهناك دول مجاورة للعراق، كتركيا وإيران تستوردان منتجات من أوكرانيا وتعيدان تصديرها إلى العراق، لذا فإن هذا الخبير الاقتصادي يصف أوكرانيا بأنها "سلة غذائية للعراق".
ومن غير المعروف لأجهزة الاستخبارات العالمية السيناريو الذي قد تتبعه روسيا لـ"غزو أوكرانيا"، والذي تؤكد بعضها أنه "وشيك جداً"، لكن بعض الاقتصاديين يعتقدون أن هكذا حرب "لن تطول وربما تقتصر على الصواريخ فقط" بالنظر إلى أهمية أوكرانيا الاقتصادية وتأثر العالم "أجمع" حال تعرضها للغزو، وهذا رأي رشيد السعيدي أيضاً.
"الأسعار سترتفع"
ويتوقع الخبير الاقتصادي العراقي، الآخر، همام الشماع، حصول ارتفاع في الأسعار العالمية حال نشوب الحرب، ويقول لموقع IQ NEWS، إن "أسعار النفط قد ترتفع إلى 150 دولاراً للبرميل الواحد وهكذا يمكن للعراق تعويض ارتفاع السلع الأساسية"، التي كانت تصله من أوكرانيا مباشرة أو عن طريق تركيا وإيران وغيرهما من الدول.
وتجري حالياً اتصالات رسمية مكثفة لحل الأزمة، وآخرها جرى قبل قليل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين و"لفت" الأخير خلال الاتصال "انتباه ماكرون إلى الحملة الاستفزازية المتعلقة بمزاعم نوايا روسيا غزو أوكرانيا" و"غياب الضمانات" الأمنية من جانب الغرب والناتو لموسكو بشأن الصواريخ على الحدود الروسية وتوسع الحلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا.
وفي إطار تلك التجاذبات، كان بوتين قد رد على المخاوف التي تثيرها الولايات المتحدة الأميركية بتذكيرها أنها "غزت العراق ودمرته بناءً على مخاوف تتعلق بأمنها القومي، مثل أسلحة الدمار الشامل التي تبيّن لاحقاً أن لا وجود لها".