يهدد تراجع اسعار النفط وفيروس كورونا المستجد، سلطنة عمان التي عرفت بحياديتها حتى سميت بـ"سويسرا الشرق الأوسط"، من التخلي عن هذا اللقب.
وترى صحيفة "فايننشال تايمز"، البريطانية بحسب تقرير لها، إن "الأزمة الاقتصاديةالتي تواجه سلطنة عمان قد تجبرها على طلب العون من جيرانها".
وذكر التقرير، إن "عمان المحاطة من السعودية وإيران ظلت تتمسك بحيادها مما جعلها تعرف بسويسرا الشرق الأوسط. ولكن قدرة هذا البلد الخليجي ليخط مساره الخاص في خضم النزاعات وصراع السلطة في المنطقة تضع عقبات أمامها بسبب معاناته الاقتصاديةالتي تفاقمت بسبب انتشار فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط. ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشا اقتصاديا بنسبة 10% لهذا العام وهي نسبة حادة أكثر من معدل الشرق الأوسط".
ورأى التقرير، أن "الأزمة هي بمثابة تعميد بالنار للسلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد الذي خلف قابوس بن سعيد آل سعيد في كانون الثاني بعد وفاة الزعيم الذي شكل عمان الحديثة أثناء نصف قرن من توليه عرش السلطنة".
وتابع، "في الوقت الذي يحاول فيه السلطان البالغ من العمر 65 عاما وعمل سابقا وزيرا للثقافة مكافحة العجز المتضخم بالميزانية فإنه يواجه معضلة تتمثل فيما إن كان سيطلب مساعدة من جيرانه الأثرياء أو يحاول الحفاظ على استقرار الميزانية بطرق أخرى بدون التأثير على الاستقرار الاجتماعي".
ولو قرر المضي في الخيار الأول "فستجد عمان نفسها وسط النزاع الذي وضع السعودية والإمارات ضد قطر بشكل يضعف من قدرتها على لعب دور الوسيط الإقليمي".
ويرى جون سفاكيناكس، الباحث في جامعة كامبريدج، "في ضوء الأعباء المالية فعلى عمان أن تلتفت إلى جيرانها للحصول على دعم مالي مباشر وغير مباشر"، مضيفاً "لكن المأزق الحالي أن أخذ المال من الإمارات سيعرض حيادية عمان للخطر ويعني اصطفاف مسقط مع التحالف السعودي- الإماراتي" و"نفس الأمر ينسحب على قطر" أي إذا التفت السلطان للدوحة طلبا للمساعدة.
ولطالما تمسكت عمان الحليفة القريبة للغرب باستقلالية سياستها الخارجية، حيث حافظت على علاقات جيدة مع السعودية وإيران. وفي الوقت نفسه ساعدت قطر للتغلب على الحصار الذي قادته السعودية ضدها.
ولعبت عمان دورا في المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن ملفها النووي. وهي التي قادت لاحقا إلى الاتفاقية التي وقعت عام 2015.