بدأ الدولار الأميركي في الانتعاش وتحقيق مكاسب أمام العملات الرئيسية الأخرى، الاثنين، (5 نيسان 2021)، إذ تتسارع وتيرة التطعيمات في الولايات المتحدة، مع تدني معدل البطالة، في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار النفط بعد اتفاق الدول المنتجة للنفط على زيادة الإنتاج بدءا من الشهر المقبل.
وتحقيق الدولار لمكاسب، جاء بعد أن أظهر تقرير الوظائف الأميركي، نهاية الأسبوع الماضي أن سوق العمل في البلاد يتعافى من تأثير صدمة وباء كورونا.
فقد خلق الاقتصاد الأميركي 916 ألف وظيفة في مارس، بفضل تكثيف التطعيم الذي سمح بتخفيف الإجراءات التقييدية، ما يمثل بارقة "أمل" وفق الرئيس الأميركي.
وفي الفترة من كانون الثاني إلى اذار، سجل الدولار أفضل ربع سنوي له مقابل العملات الرئيسية فيما يقرب من ثلاث سنوات بفضل تحسن الاقتصاد الأميركي وارتفاع عوائد سندات الخزانة.
ويرجح محللون أن تبني العملة الأميركية على هذه المكاسب حيث يبحث المستثمرون عن طرق للمراهنة على التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19.
كما أن رقم التوظيف الذي أظهره التقرير، أعلى بكثير من تقديرات المحللين الذين توقعوا خلق 627 ألف فرصة عمل جديدة، وقريب من أكثر التقديرات تفاؤلا (مليون وظيفة).
وقطاع الترفيه والفنادق والمطاعم الذي تضرر بشدة من تداعيات كورونا، شهد الانتعاش الأكبر بخلقه 280 ألف وظيفة، وفق وزارة العمل.
أما قطاع البناء الذي مر بوضع صعب في فبراير، فشهد إنشاء 110 آلاف وظيفة جديدة، فيما خلقت الصناعات التحويلية 53 ألف فرصة عمل.
تبشّر هذه المعطيات بالخير رغم أنها جمعت بداية الشهر، أي قبل أن توسع أغلب الولايات برامجها للتطعيم ضد كوفيد-19 وقبل أن يتلقى كثير من الأميركيين شيكات دعم بقيمة 1400 دولار من الحكومة الفيدرالية في إطار خطة مساعدة ضخمة تبلغ قيمتها 1900 مليار دولار.
ومن المنتظر أن يكون نمو التوظيف أعلى في أبريل.
أسعار النفط تتراجع
يأتي هذا فيما، تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة، الاثنين، بعد أن وافق تحالف "أوبك بلس" للدول المنتجة للنفط، والذي تقوده السعودية وروسيا، الخميس، على زيادة إنتاج الخام تدريجا اعتبارا من الشهر المقبل، في ظل تعاف اقتصادي بفضل حملات التطعيم ضد كوفيد-19.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت، لشهر حزيران، 16 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 64.70 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو 61.32 دولار للبرميل منخفضا 13 سنتا أو 0.2 في المئة.
اتفق تحالف دول "أوبك بلس"، على تخفيف قيود الإنتاج، على أن يزيد مستوى الإنتاج من النفط بمقدار 350 ألف برميل يوميا في مايو، وبذات القدر في يونيو ومن ثم بـ450 ألفا في تموز.
وجاء القرار بعد أن دعت الإدارة الأميركية الجديدة، المملكة العربية السعودية إلى إبقاء الطاقة في متناول المستهلكين على الرغم من مخاوف الطلب، حيث لا تزال أجزاء من أوروبا قيد الإغلاق بينما يمكن لليابان توسيع إجراءات الطوارئ حسب الحاجة لاحتواء موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا.
وستأتي معظم الزيادة في الإمدادات من السعودية، أكبر مصدر في العالم، التي قالت إنها ستلغي تدريجيا تخفيضاتها الطوعية الإضافية بحلول تموز، في خطوة ستضيف مليون برميل يوميا.
والأحد، رفعت السعودية سعر خامها العربي الخفيف للسوق الآسيوية 0.4 دولار للبرميل في ايار مقارنة مع نيسان، وخفضت السعر للسوقين الأميركية والأوروبية 0.1 دولار للبرميل و0.2 دولار للبرميل على الترتيب، وفقا لبيان من شركة أرامكو السعودية للنفط.
وقالت الشركة إن المملكة حددت سعر الخام العربي الخفيف لآسيا بعلاوة 1.8 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، وبعلاوة 0.85 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخامات عالية الكبريت للولايات المتحدة وبخصم 2.4 دولار للبرميل عن برنت في بورصة إنتركونتننتال لأوروبا.