كشف رئيس الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة كمال حسين لطيف إن «اللجنة الحكومية الخاصة ببناء مفاعلات نووية للأغراض البحثية عقدت عدة اجتماعات أولية لدراسة معطيات المرحلة والأُسس المعتمدة لإنشاء المفاعلات، وفقا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة».
وأضاف «تم الاتفاق على تحرير مذكرة تفاهم تضمنت العديد من البنود التي ستسهم في الإسراع ببناء المفاعلات»، مشيرا الى أن «هناك لقاءً آخر مع مسؤولين في السفارة الفرنسية للحديث عن حاجة العراق واحتياجه للمفاعلات الكهرونووية".
وأكد لطيف، في تصريحات صحفية، أن «الجانب الفرنسي تواق للعمل مع العراق في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وننتظر منه حصول كامل الموافقات ليتسن لنا معرفة تفاصيل التعاون، اذ سيكون وفق بنود مذكرة تفاهم أيضا تشمل دعم ومساندة العراق في مجال الاستخدام الطبي وكذلك لانتاج الطاقة».
وبعد أن أعلنت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة، وجود تفاهمات مع ثلاث دول لتسريع بناء مفاعلات نووية عراقية، تطرح تساؤلات عن امكانية حل مشكلة الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، ومدى سرعة تطبيق ذلك لغلق ملف مشكلة الكهرباء نهائياً، لاسيما وان العراق مقبل على فصل الصيف ومعدلات درجة الحرارة فيه تتجاوز الـ 50 درجة مئوية.
ويمكن استخدام مفاعل الانشطار النووي في توليد الكهرباء، وبحسب مختصين، فان هذا النوع من المفاعلات يعطي طاقة حرارية يمكن توظيفها في توليد البخار لادارة وتشغيل التوربينات الخاصة بتوليد الكهرباء.
ورأى رئيس مركز بغداد للطاقة المتجددة والاستدامة محمد شاكر ان «تعويض النقص الحاصل في امدادات منظومة الكهرباء الوطنية من الطاقة النووية أمر مطلوب، لكنه يعتمد ايضا على سرعة بناء المفاعل وتخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية".
ونقلت صحيفة الصباح عن شاكر القول إن «انسب الحلول الان يتمثل بانجاز الربط الكهربائي مع دول الجوار، التي لديها فائض في الطاقة، بالسرعة الممكنة لتخفيف ضغط فصل الصيف على استهلاك الطاقة»، مشيرا الى «ضرورة معالجة انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة في هذا الموسم سنويا، من خلال تشجيع المواطنين على استخدام الطاقة النظيفة لتعويض نقص الكهرباء».
ويستخدم العراق محطات غازية لتوليد الكهرباء، لكنه في المقابل لم يستثمر وجود كميات كبيرة من الغاز المصاحب لتشغيل هذه المحطات، اذ لم يحقق الجدوى عند استيراده للغاز من دول الجوار في حين يتم حرق الغاز سدى، وبهذا الخصوص أكد شاكر عى «اهمية أن يمتلك العراق استراتيجية تستثمر الطاقة النظيفة التي باتت تحقق منافع مزدوجة الى جانب توليد الطاقة الكهربائية، ويمكن هنا الافادة من تجارب عالمية واقليمية في هذا التوجه الذي بدأت تتبناه مختلف دول العالم، لاسيما ان العراق يمتلك متطلبات النهوض بالطاقة النظيفة، سواء كانت طاقة شمسية او ممرات رياح».