بغداد - IQ
وهو يضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين العراق وإيران صباح السبت (2 أيلول 2023)، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إن السكك الحديد ضرورية لتنمية أي اقتصاد حول العالم.
ليست السكك الحديد وسيلة تنقل أساسية في داخل العراق نتيجة الضعف في بناها التحتية وتأخر الوصول إلى الوجهات المقصودة قياساً باستخدام السيارات أو الطائرات إضافة إلى مستوى الخدمات داخل القطارات، لكن الإيرانيين المعتادين على استخدام القطارات في بلدهم، يحتاجون إليها أكثر.
أشار السوداني إلى هذه النقطة، وقال إن القسم الأكبر من الأجانب الذين يزورون العتبات الدينية في العراق يأتون من إيران وبلغ عددهم خلال موسم الزيارة الأربعينية هذا العالم 3 ملايين شخص.
وتحدث عن أهمية القطارات كوسيلة لوصول الإيرانيين إلى العراق بواسطة القطارات الزحام وحوادث السير على طرقه الواصلة إلى كربلاء والنجف خاصة، وهي متهالكة في مقاطع ليست بالقصيرة حيث يقضي العشرات منهم نحبهم سنوياً بفعل هذه الحوادث.
وقال محمد شياع السوداني إن مشروع الربط السككي بين العراق وإيران خضع لنقاشات استمرت لسنوات حتى تم الاتفاق عليه عام 2021.
وقال كذلك إن "المشروع يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين القادمين من إيران، وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي".
سيبدأ الربط عبر منفذ الشلامجة بين البلدين كمرحلة أولى مع وجود خطط لمد السكك الخاصة به حتى النجف وكربلاء. وقد توّلت إيران إزالة الألغام المتناثرة في منطقة الانطلاق وتولت نصب جسر عائم فوق شط العرب لتمتد عليه سكة الحديد، كما ذكر السوداني.
وعن تفاصيل المشروع، أوضح وزير النقل رزاق محيبس إن الربط السككي يمتد لمسافة 36 كيلومتراً تقريباً ويشكل واحدة من حلقات عدة تمتد لتصل إلى النجف وكربلاء.. نأمل تحقيقه لأنه ينعش السياحة الدينية التي تشكل مورداً اقتصادياً مهماً للعراق".
"ركيزة مهمة لاقتصادنا"
وأكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي لموقع IQ NEWS، أن "مشروع ( بصرة - شلامجة) يمثل ركيزةً أخرى في تعزيز البنى التحتية لاقتصادِنا، ورفع قدرة العراق على التواصل مع دول الجوار، واستقبال المسافرين من إيران، وبلدان وسط آسيا، عبر مشروع الربطِ السككي".
وأضاف أن "الحكومة قد اهتمت بمسألةَ الشراكة البناءة، لأنها عصب الاستقرار والتنمية في العراق والمنطقة، والعلاقة بين العراق وإيران استراتيجية، ونعمل على مشروع المدينة الصناعية الحدودية وطرق النقل المشتركة بين البلدين".
يؤيد الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش الحديث عن أهمية الربط السككي في نقل المسافرين، لكنه يحذر من استخدامه لنقل البضائع.
وقال لموقع IQ NEWS إن "نقل المسافرين عبر السكك الحديد ينعكس ايجاباً على البلدين خاصة في فترات الزيارات الدينية، أما إذا كان الربط تجارياً لتفعيل موانئ إيران وتصدير بضائعها عبر العراق إلى تركيا فهو مرفوض لأن ميناء الفاو موجود ويجب استخدامه في النقل التجاري".
ويلفت الخبير الاقتصادي الآخر أحمد عيد إلى "خطورة" أن يتحول الربط السككي إلى وسيلة لنقل البضائع من إيران إلى دول أخرى عبر العراق مثل سوريا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، على الاقتصاد العراقي.
وقال إن إيران لديها مشاريع من هذا النوع وتحققها على أرض الواقع يعني "توقف العديد من أرصفة ميناء الفاو عن العمل وتعطل الكثير من الأرصفة والأشغال المحلية المتعلقة بتفريغ وشحن البضائع".
كما دعا إلى ربط مشروع الربط السككي عبر الشلامجة، بقضايا المياه المحبوسة عن العراق. غير أن وزير النقل رزاق محيبس أكد أن الربط السككي بين إيران والعراق سيكون مخصصاً لنقل المسافرين فقط وليس لنقل البضائع.