إلى جانب آثار نمرود الضاربة في القدِم ومرقد النبي يونس ومنارة الحدباء، دمرّ تنظيم داعش بعد سيطرته على مدينة الموصل في حزيران 2014، مطارها الذي يعود تاريخ انشائه (على يد سلاح الجو البريطاني) إلى العام 1920، ويحمل أهمية استراتيجية بالغة لمحافظة نينوى.
وشأنه شأن منشآت أخرى، حوّلها التنظيم المتشدد إلى معسكرات أو خرّبها وزرعها بالعبوات الناسفة لإخراجها من حسابات القوات العراقية عند وضع الخطط العسكرية المضادة، عملت جرافات التنظيم وكسّاراته وهندسته الحربية في أرض مطار الموصل، حتى لم يعد فيه مبنى ولا مدرج طائرات صالح للاستخدام المدني، كما أغرق أرضه بالأنقاض ومئات العبوات الناسفة.
لاحقاً وبعد أن حررت القوات العراقية المشتركة مدعومة بالتحالف الدولي، محافظة نينوى من سيطرة داعش في حزيران 2017، استغرق برنامج لإزالة الألغام موّلته الولايات المتحدة 18 شهراً لتنظيف مطار الموصل من العبوات لتتسلمه إدارة نينوى في 5 تشرين الثاني 2019 بحفل رسمي.
خلال الفترة بين تحرير الموصل وانتهاء برنامج إزالة الإلغام عن المطار، طُرحت أراء بعضها حكومية، لكن بغداد استقرت على فكرة إعادة إعماره، وتسابقت كل من تركيا وفرنسا لتقديم عروضاً في هذا الشأن.
في 30 كانون الثاني يناير 2010، نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية، عن محافظ نينوى نجم الجبوري قوله، إن "مجموعة شركات تركية ستتولى إعادة إعمار مطار الموصل، وأكد حينها أن عمل هذه الشركات سيبدأ في منتصف شباط من العام ذاته. لكن يبدو أن تفشي فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الدولية التي رافقته، عرقل إنطلاق العمل.
في هذا الإطار، عقد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الثلاثاء (13 تشرين الأول 2020)، لقاءين منفصلين، مع وزير النقل ناصر الشبلي والآخر مع نجم الجبوري محافظ نينوى.
الاجتماع مع الشبلي، ناقش وفق بيان أورده مكتب الحلبوسي واطلع عليه موقع IQ NEWS "ملف إنشاء مطار الموصل الدولي وضرورة الاسراع بالمباشرة به و انجازه، باعتباره خطوة أساسية للنهوض بواقع المحافظة"، كما بحثا "ضرورة استمرار العمل في ميناء الفاو الكبير، لما له من أهمية كبيرة في إنعاش الاقتصاد العراقي، وإسهامه في توفير عدد من فرص العمل للشباب".
وفي لقائه الجبوري، بحث رئيس مجلس النواب "الأوضاع في الموصل، وإعادة إعمارها، وعدداً من الملفات التي تخص المحافظة"، مؤكداً "على دعم المحافظة بالتخصيصات المالية، وإعطاء الأولوية لعدد من المشاريع، ومنها إنشاء مطار الموصل الدولي، وضرورة الإسراع في المباشرة به وإنجازه، وكذلك تأهيل القطاع الصحي، وإعادة تأهيل الجسور".
الحلبوسي أشار، كما ورد في بيان لمكتبه الإعلامي، إلى أن "إعمار الموصل كما تستحق أقل ما يمكن تقديمه لهذه المدينة العريقة، الذي سيُسهم في استقرارها".