تحقّق موقع IQ NEWS من وثائق، جرى تداولها، تخصّ ترشيحات تعيين حملة الشهادات العليا في محافظة الانبار بتاريخ ٢٩ تشرين الأوّل عام ٢٠١٩، واتضح أن وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي اعتمدت نسخة مزوّرة من الوثائق، على رغم من نشر الأمانة العامة لمجلس الوزراء الوثائق الأصلية عند صدورها.
ونشر موقع (عراقي 24) تقريراً بعنوان (الحلابسة يستأثرون بتعيينات الانبار والعشيرة سلاح انتخابي لـ"زعيم السنة الشاب") مرفقاً بأربعة وثائق تتضمن تزويراً كبيراً برقم الكتاب، وتاريخ صدوره، والأسماء الواردة فيه، بالإضافة إلى ربطّه بمحافظ الانبار السابق ورئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي.
وفي أوّل مخالفة لأصول مهنة الصحافة، اعتمد موقع (عراقي 24) على صفحة لمدّون مجهول في استقاء الوثائق المزورة والمعلومات الواردة فيها دون أن يتثبّت من صحتها.
وبنى الموقع على أساس الوثائق المزورة تقريراً صحافياً مرفقاً باتهامات بلا أدلة، وتكهنات تخالف الأصول المهنية للصحافة المستقلة.
وعلى صعيد الشكل، فإن الوثائق الأصلية منسقّة على برنامج "أكسل" المختص بالجداول، وبطريقة تنسيق عرضيّة للصفحات وهي الطريقة المعتمدة لدى مؤسسات الدولة العراقية، بينما تم تنسيق الوثائق المزورة بجداول على موقع "وورد"، وبصفحات طولية الشكل.
والوثائق الأصليّة منشورة بدقة عالية، لكن الوثائق المزورة دقتها سيئة، وهي حيلة يعتمد عليها المزورون بشكل دائم لتضليل الرأي العام، مثلما فعل موقع (عراقي 24).
وتحمل الوثيقة الأصلية العدد ٥٤٠٩ ومؤرخة بتاريخ ٢٩ / ١٠/ ٢٠١٩، بينما زوّر العدد والتاريخ في موقع (عراقي 24) إلى العدد ٥٤١٥ والتاريخ ٣ / ١١/ ٢٠١٩.
ولا تحمل الوثيقة الأصلية رقم تسلسل، خاصة وأن الأسماء هي قيد الترشيح ولم تدخل سجلات وزارة المالية، لكن الوثائق المزورة وضعت أرقام تسلسل للأسماء.
وبينما أشارت الوثائق الأصلية إلى الدرجة العلميّة للخريج، واسم جامعته، فإن الوثائق المزوّرة لم تذكر هذه التفاصيل المهمة على الإطلاق. علماً أن موضوع الكتاب هو تعيين حملة الشهادات العليا!
واتهم موقع (عراقي 24) رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بترشيح ٣٠ شخصاً من عشيرته "الحلبوسي" للوظائف، لكن الوثائق الأصليّة لم تتضمن ولا حتّى اسم شخص واحد يحمل لقب الحلبوسي.
وتُظهر الوثائق كذلك عدم فهم عميق بآليات تسجيل الأسماء في دائرة النفوس العراقيّة، إذ أن الوثائق المزورة التي نشرها موقع (عراقي 24) الذي يتردّد أنه يُدار من خارج العراق، تتضمن اسم الشخص ووالده وجده وجد والده واللقب، بينما معروف أن دائرة النفوس تكتفي بتسجيل أربعة أسماء فقط.
ولشدة جهل المزوّر والموقع المروّج للوثائق، فإنهم ضمنوا أسماء عشائر لا تنتمي إلى الانبار وتقطن وسط وجنوب العراق.
وهذه ليست المرّة الأولى التي ينشر فيها موقع (عراقي 24) معلومات ووثائق مزوّرة ومعلومات مضللة، وإذا ما كانت هذه المرّة تتعلّق بسياسي، فإنه سبق وأن نشر تقارير تضر بالسلم المجتمعي وتحرّض على خطاب الكراهية.
بدوره، فإن موقع IQ NEWSنشر هنا الوثائق الأصلية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الزاوية أطلقها موقع IQ NEWS، وهي تختص بملاحقة "المعلومات الملفقّة" التي تنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام تقليدية. وتتضمن "المعلومات الملفقة" التي تُنشر الكثير من المخالفات التي تهدّد السلمي المجتمعي وتُثير خطاب الكراهية.
وتمنع عدد من القوانين المحليّة العراقيّة والدولية، نشر معلومات تضرّ بالغير وتُحاسب مرتكبيها بالحبس والغرامات. وقد أطلقت الأمم المتحدة في حزيران 2019، استراتيجيّة وخطة لمكافحة خطاب الكراهية. وسبق لجمعيّات ومنظمات صحفيّة عراقيّة أن دعت إلى عدم الاستخدام السياسي للإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الرأي العام، وإشاعة التفرقة في المجتمع.
ومع اقتراب الانتخابات النيابية في تشرين الأول المُقبل، فإن عدد كبير من القوى السياسيّة توظّف مواقع صحفيّة ومدونين لتسقيط الخصوم وإشاعة "معلومات مضللة" تخصّهم. وفي مسعى من موقع IQ NEWSللحدّ من خطاب الكراهيّة، ومنع التأثير على المجتمع بالمعلومات المضللة والمُلفقة، فإن كتّابه ومحرريه سيقومون بشكل دائم برصد المعلومات المضللة والوثائق المزورة وتفنيدها.