خامنئي يوجه "كلاماً قاسياً" لمقابلة ظريف "المسربة".. والأخير يرد: تصريحاتكم سديدة
- 3-05-2021, 09:35
- دولي
- 909
بغداد - IQ
أبدى المرشد الإيراني علي خامنئي، «استغرابه» و«أسفه» من انتقادات وردت في تسجيل مسرب من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لدور مسؤول العلميات الخارجية السابق في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، معتبراً إياها «تكراراً لأقوال الأعداء، والأميركيين".
وعلق خامنئي في مقابلة تلفزيونية لأول مرة على تسريب التسجيل الصوتي من شهادة ظريف لـ«التاريخ الشفهي» الإيراني الذي أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية، وأعرب عن «أسفه واستغرابه»، مشدداً في الوقت نفسه على أن السياسة الخارجية لبلاده لا تحددها وزارة الخارجية.
وقال إن «وزارة الخارجية تشارك (في العملية)، لكن اتخاذ القرار لا يتبع وزارة الخارجية، إنها جهة منفذة".
وتابع خامنئي إن أميركا «مستاءة منذ سنوات من نفوذ سليماني في المنطقة»، معتبراً هذا الأمر السبب الأساسي في الضربة العسكرية التي أمر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والتي قضت على مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري، في بغداد، مطلع العام الماضي.
وأشار المرشد الإيراني إلى إن «بعض هذه التصريحات تكرار لأقوال أميركا». وأضاف: «يجب ألا ندلي بتصريحات توحي بتكرار كلام الأعداء سواء عن فيلق القدس أو الجنرال سليماني. يجب ألا نتحدث بما يوحي أننا لا نقبل سياسات البلاد ونفرح الأعداء». كما انتقد تبادل الانتقادات بين الأجهزة الإيرانية، وقال: «خطأ كبير يجب ألا يصدر من المسؤولين»، لافتاً إلى أن قوات «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، «عنصر مهم لمنع الدبلوماسية الانفعالية في غرب آسيا».
بدروه، سارع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى الرد بالقول ان تصريحات قائد الثورة الاسلامية هي كلمة الفصل.
وكتب ظريف في مدونة له في صفحته على "إنستغرام" بعد تصريحات خامنئي، ان "تصريحات قائد الثورة الاسلامية السديدة كما كانت دوما بالنسبة لي ولزملائي هي كلمة الفصل".
واضاف وزير الخارجية "انني بصفتي منفذا وباحثا في العلاقات الخارجية، كنت أؤمن دائمًا أنه من أجل مصلحة الوطن يجب أن تكون السياسة الخارجية موضوعاً للوئام والتماسك الوطنيين وأن تتم إدارتها وتوجيهها من أعلى مستوى، وبالتالي اتباع وجهات النظر وقرارات القيادة ضرورة لا يمكن إنكارها للسياسة الخارجية".
واعرب ظريف عن اسفه عن ما سماه "سرقة ونشر شريط صوتي" احتوى بعض وجهات نظره الشخصية التي سجلها لنقل الخبرات بصدقية ومن دون نية للنشر، ومن ثم جرى استغلالها، بحسب قوله بـ"صورة انتقائية من قبل المعادين للبلاد والشعب والثورة".
وعبّر وزير الخارجية الإيراني عن امله بان "يتمكن مع زملائه الى جانب سائر المسؤولين من تنفيذ توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية بصورة كاملة بقلب وصوت واحد من اجل تقدم ايران العزيزة".
وسبق لظريف أن قدم اعتذاراً نشره ظريف طلب فيه من الإيرانيين وأسرة سليماني «السماح» بعدما «جرح مشاعرها» التسجيل الصوتي المسرب الذي يحمل انتقادات غير مسبوقة لدور مسؤول العلميات الخارجية السابق في «الحرس الثوري»، منتقداً تقديم الأولوية لأنشطة «الحرس الثوري» التي اكتفى بالإشارة إليها عبر مفردة «الميدان»، وتهميش دور وزارة الخارجية.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من احتدام الجدل في إيران، على خلفية الشهادة الصوتية التي حصلت عليها وسائل إعلام خارج إيران الأسبوع الماضي، وهي التسجيل الممتد لثلاث ساعات.
وجاء نشر التسريب، قبل يومين من انطلاق الجولة الثالثة من مباحثات فيينا، الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
ورأى ظريف في منشوره، أن التسريب «جرح المشاعر الصادقة لمحبي» الجنرال سليماني وعائلته (...) خصوصاً ابنته زينب. وأضاف: «لقد سامحتُ كل من أعتقد أنه اتهمني (...) وآمل أن يسامحني أيضاً شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار (لقب الضباط الكبار في الحرس)، خصوصاً عائلة سليماني…»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت زينب سليماني نشرت عبر حسابها على «تويتر» الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها المبتورة قرب مطار بغداد، مرفقة إياها بتعليق «الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية».
وأكد ظريف الذي يشغل منصبه منذ 2013، أن «الملاحظات التي أدليت بها (...) لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه لسليماني»، مضيفاً: «لكن لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علناً، بالتأكيد لما كنت قلتها».
وطلبت حكومة الرئيس روحاني التحقيق في «مؤامرة» تسريب التسجيل. والخميس، وأفادت وكالة «إيرنا» أن حسام الدين آشنا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية، والذي يعد مقرباً من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز.