الصين تبني أكبر مقر قيادة عسكري في العالم لحماية قادتها في حالة نشوب حرب نووية
- اليوم, 16:36
- دولي
- 63
بغداد - IQ
قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية إن الصين تبني، منذ منتصف عام 2024، منشأة بالقرب من العاصمة الصينية بكين بحجم يبلغ 10 أضعاف حجم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، لتكون أكبر مركز قيادة عسكري في العالم لحماية قادتها في حالة نشوب حرب نووية، بحسب مسؤولين استخباراتيين أميركيين.
وأضافت الصحيفة أن صور الأقمار الاصطناعية تُظهر أن المنشأة على بُعد نحو 20 ميلاً جنوب غربي العاصمة الصينية، وتبلغ مساحتها 1500 فدان، ويرجح الخبراء أنها قد تضم مخابئ عسكرية معزَّزة لحماية كبار القادة العسكريين، في حالة نشوب حرب نووية.
وعند اكتمالها، من المتوقَّع أن تتفوق المنشأة الملقبة بـ”مدينة بكين العسكرية” على “البنتاغون”.
وتابعت أن الصور التي حصلت عليها صحيفة “فاينانشيال تايمز” تشير إلى أن البناء الرئيسي للمشروع بدأ في منتصف عام 2024؛ حيث يستعد الجيش الصيني للاحتفال بمئويته في عام 2027.
وحذر الرئيس الصيني شي جينبينغ مراراً وتكراراً من أنه ينوي ضم تايوان بحلول ذلك الوقت، مما يشكل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة، التي تعتمد على تايبيه في توريد الرقائق الدقيقة.
وقال دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم تحليل الشؤون الصينية بوكالة المخابرات المركزية الأميركية، لـ”فاينانشيال تايمز” إنه إذا تم التحقق من ذلك، فإن المجمع الجديد يشير إلى نية بكين تطوير “قدرتها المتقدمة على خوض الحرب النووية”.
وقال ريني بابيارز، محلل الصور السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، إن الصور تشير إلى وجود نحو 100 رافعة تعمل عبر موقع يبلغ طوله 3 أميال، مما يساعد في بناء العديد من المرافق المرتبطة بأنفاق تحت الأرض.
ويتناقض النشاط المزدحم في الموقع بشكل صارخ مع معظم مشاريع البناء الصينية، التي توقفت وسط أزمة سوق العقارات، وعلى الرغم من استمرار أعمال البناء بوتيرة سريعة، لا توجد إشارات رسمية للموقع على المواقع الإلكترونية الصينية ولا يوجد وجود عسكري مرئي في الموقع، لكن الوصول إلى المنشأة محظور تماماً.
وتحذر اللافتات الموجودة خارج المنشأة من تحليق الطائرات من دون طيار أو التقاط الصور، كما تم إغلاق الجزء الخلفي من المشروع، بواسطة نقطة تفتيش، ومنع الأشخاص من استخدام الطرق القريبة.
وقال مسؤول استخباراتي أميركي كبير سابق إن المنشأة الجديدة يمكن أن تعمل كمخبأ آمن للمسؤولين الصينيين الذين يسعون إلى الحماية من هجوم نووي.
وتابع: “يقع مركز القيادة الآمن الرئيسي للصين في التلال الغربية، شمال شرقي المنشأة الجديدة، وتم بناؤه قبل عقود من الزمان في ذروة الحرب الباردة، ويشير حجم ونطاق وخصائص المنشأة الجديدة إلى أنها ستحل محله كمنشأة قيادة أساسية في زمن الحرب”.
وأضاف: “قد يخلص القادة الصينيون إلى أن المنشأة الجديدة ستوفر قدر أكبر من الأمن ضد الذخائر المدمرة للمخابئ الأميركية، وحتى ضد الأسلحة النووية”.
وقال أحد الباحثين الصينيين الذين شاهدوا الصور إن الموقع يحمل “كل السمات المميزة لمنشأة عسكرية حساسة، بأنفاقه العميقة تحت الأرض والخرسانة المسلحة”.
وتابع: “حجمه أكبر بنحو 10 مرات من (البنتاغون)، وهو مناسب لطموحات شي جينبينغ لتجاوز الولايات المتحدة. هذه القلعة لا تخدم سوى غرض واحد، وهو العمل كـ(مخبأ يوم القيامة) للجيش الصيني المتطور والقادر بشكل متزايد”.
وفي الأشهر الأخيرة، حذر الخبراء العسكريون من توسع بكين السريع في ترسانتها النووية، مما يمكنها من الرد بالمثل على التهديدات النووية الغربية.
وتشير تقديرات “البنتاغون” إلى أن بكين ستمتلك 1500 سلاح نووي قابل للتشغيل بحلول عام 2035، وهو ما يعادل القوة النارية للولايات المتحدة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، كشف تحليل الأقمار الاصطناعية أن الصين قامت بتسوية الأشجار والغابات على جزيرة في بحر الصين الشرقي لإفساح المجال لمفاعلين نوويين “سريعي التوليد”.
ويعتقد الخبراء أنه بمجرد تشغيل المفاعلات، يمكن استخدامها لإنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة، والذي يمكن استخدامه في الصواريخ النووية.
وحذر الأدميرال توني رادكين، رئيس أركان الجيش البريطاني، من أن العالم دخل “العصر النووي الثالث”.