أثار تصرف عجوز هندي مصاب بفيروس كورونا والتضحية بحياته بتخليه عن مكانه في إحدى المستشفيات لمريض آخر، إعجاب العديد من رواد المواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لما ذكرت صحيفة "نيوزيوك".
و كان دابالكار يتلقى العلاج في منطقة ناجبور بولاية ماهاراشترا، وهي واحدة من الولايات الخمس الأكثر تضررًا وتحتل المركز الثاني من حيث الاكتظاظ بالسكان في الهند.
وقالت آساواري كوثيوان، ابنة دابالكار: "لقد أصيبت عائلتنا بأكملها بفيروس كورونا، وفي 16 أبريل أجرينا فحصا لوالدي لتأتي النتيجة إيجايبة ويبدأ علاجا في المنزل"
وتابعت: "في 22 نيسان انخفض مستويات الأوكسجين عنده بنسبة كبيرة، وبعد مجهودات كبيرة تمكنا من الحصول على سرير له في قسم معالجة مرض كوفيد-19" في إحدى المستشفيات.
وأردفت: "لكن والدي أصر بعد ساعتين من دخوله إلى المستشفى إلى العودة إلى المنزل رغم تأكيد الأطباء على حالته الحرجة، مفضلا ترك مكانه لذلك المريض الذي كانت زوجته تتوسل الأطباء دون جدوى لعدم وجود شاغر".
ولفتت آساوراي إلى أن والدها كان يفضل أن تكون لحظاته الأخيرة في منزل العائلة، مشددا على أن عاش ما يكفي من العمر، قائلا لهم: "لقد عشت حياتي بالفعل، وأفضل أن أتركها للقدر بدلاً من حجز السرير لمدة يومين إلى ثلاثة أيام على حساب مريض أصغر سناً".
وعلى الرغم من أن الكثيرين من رواد مواقع التواصل يرون في قصة دابالكار أ رمزا للشجاعة والتضحية، إلا أن كثيرين آخرين يرونها فيها أيضا "حكاية سيئة" لخذلان الحكومة الهندية لمواطنيها.
وعلق أحد مستخدمي تويتر: "لا ينبغي أن تشعر الهند بالفخر لتضحية لذلك لرجل، فهو أقدم على فعل نبيل ولكنه لم يكن مضطرًا للتضحية بنفسه، ولا يعني أنه عجوز أن يتم التخلي عنه بهذه الطريقة".
تجدر إلى الإشارة إلى أن الهند تسجل أرقاما قياسية في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، فقد وصل عدد الضحايا إلى 200 ألف، أمس الأربعاء، بعدما أودى الوباء بحياة أكثر من 3 آلاف في الساعات الـ 24 الأخيرة، في عدد يسجل للمرة الأولى، حسب أرقام رسمية.
وأعلنت وزارة الصحة الهندية وفاة 201 ألف و187 شخصا في المجموع بسبب الوباء، وإن كان خبراء يعتقدون أن الحصيلة أكبر من ذلك بكثير.
وسجلت في الهند 18 مليون إصابة بينها 360 ألفا في الساعات الـ 24 الماضية. وخلال أبريل الحالي سجلت ستة ملايين إصابة.
وأدى الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات الذي يعزى خصوصا إلى متحور للفيروس وإلى التجمعات السياسية والدينية الواسعة، إلى ازدحام هائل في المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الأسرة والأدوية والأكسجين.
وتم تلقيح 150 مليون شخص حتى الآن في الهند، واعتبارا من السبت المقبل سيتم توسيع برنامج التطعيم.
ومع ذلك، تشير العديد من الولايات إلى أن مخزونها من اللقاحات غير كاف، وسط دعوات للحكومة إلى إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة والمناطق الأكثر تضررا.