نشرت صحيفة الغارديان في عددها الصادر، الثلاثاء (3 تشرين الأول 2020)، مقالا كتبه الروائي المقيم في باكستان محمد حنيف يرى فيه أن أغلب الناس يرون الولايات المتحدة دولة متنمرة بغض النظر عن هوية رئيسها.
ويقول محمد، إن "أصدقاءنا الأمريكيين قلقون بشأن رئيسهم، ويقولون لنا، حتى وإن كان على ما يبدو في آخر شهر له في الحكم، إن دونالد ترامب مريض، وإنه فاشي، ولا يملك مقومات الرئيس الأميركي الحقيقي".
"ولكنني باعتباري من الذين عانوا طويلا في عالم يحكمه الرؤساء الأميركيون، أود أن أذكرهم أن ترامب لا يختلف كثيرا عن بقية الرؤساء الأميركيين الذين عانيت أنا وغير الأميركيين من سياساتهم في نصف قرن من الزمن"، يضيف الكتاب.
ويوضح الكاتب، أن "الولايات المتحدة تنتخب دائما متنمرا لمنصب الرئيس وتطلب منه أن يذهب إلى العالم ويفعل ما يفعله الرؤساء، وهو محاربة الشر الذي هو بقية العالم، وفي الوقت نفسه يتوقعون من رئيسهم أن يكون طيبا داخل البلاد، ويتحدث عن الحلم الأميركي والرعاية الصحية للجميع".
أما في الخارج فينشر الرؤساء الأميركيون الخراب، ويجتاحون ويدمرون البلاد التي لا يستطيعون نطق أسمائها، ويستقبلون الديكتاتوريين من العالم كله في كامب ديفيد، ويجدون دمويين آخرين لاستبدالهم في مناصبهم.
ويؤكد الكاتب، أن "كل ما فعله ترامب هو أنه نقل كل هذا التنمر إلى الداخل".
ويذكر الكاتب أن أول رئيس أميركي عرفه وهو طفل كان نيكسون، الذي عزل بعد فضيحة ووترغيت، وخلال فترته الرئاسية، وقف متفرجا على إبادة الشعب البنغلاديشي، ووعد مرارا بالتدخل ولكنه في النهاية لم يكلف نفسه العناء، بحسب حنيف.
أما جيمي كارتر، في رأي الكاتب، فكان يبدو رجلا طيبا، أو ربما كان مترددا في التنمر. وربما سمع المرء مصطلح "حقوق الإنسان" لأول مرة في فترته الرئاسية، ولكن في تلك الفترة في باكستان التي أعيش فيها شنق ديكتاتور عسكري رئيس وزراء منتخبا هو ذو الفقار علي بوتو.
ومقابل ذلك، منح كارتر الجنرال ضياء الحق ملايين الدولارات في هيئة مساعدات لاستمالته، وقد رفض الديكتاتور الأمر لأن المبلغ كان قليلا في نظره.
ويستطرد الكاتب في سرد سير رؤساء أميركيين آخرين وسياساتهم المتشابهة خارجيا على حد وصفه على الرغم من اختلافاتهم الداخلية. ويشبه الكاتب الرئيس الأميركي بالمدير الذي يرعب الموظفين في العمل ولكنه في البيت يتعامل مع أهله بلطف وحنان.