بغداد - IQ
قالت وكالة الأدوية الأوروبية، الخميس(كانون الأول 2021)، إن معظم الإصابات بمتحورة "أوميكرون" تبدو حتى الآن "طفيفة"، محذرة في الوقت نفسه من أنها ما زالت تحقق في ما إذا كانت السلالة الجديدة لفيروس كورونا تسبّب أعراضاً شديدة للمرض.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت منظمة الصحة العالمية، إن على الحكومات إعادة تقييم خطط استجابتها لمرض "كوفيد-19"، وتسريع برامج التطعيم للتصدي للنسخة المتحورة من فيروس كورونا "أوميكرون"، لكنها أضافت أن من السابق لأوانه تحديد مدى فاعلية اللقاحات الموجودة في الوقاية من المتحورة الجديدة.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الانتشار العالمي للمتحورة يظهر أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على مسار الجائحة، مشيراً إلى أن الوقت حان لاحتواء الفيروس قبل دخول مزيد من مرضى "أوميكرون" إلى المستشفيات، وأضاف، "نطالب مختلف الدول بزيادة وسائل الرصد والفحوص ووضع التسلسل الجيني، أي تساهل الآن سيكلف أرواحاً".
وفي هذا السياق، قال مدير المراكز الأفريقية لمكافحة
الأمراض والوقاية منها، جون نكينجاسونج، الخميس، إن حظر السفر المفروض على بلدان أفريقية من المرجح أن يؤثر على إمدادات المعدات الطبية التي تحتاجها القارة لمجابهة "كوفيد-19". وأضاف في إفادة صحافية عبر الإنترنت، أن منظمته لا توصي بإعطاء جرعات معززة للجميع في أفريقيا، وإنما يتعين أن يكون ذلك مقصوراً على كبار السن أو من يعانون نقصاً في المناعة.
أدلة مبكرةوعلى صعيد اللقاحات، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أدلة مبكرة من "بايونتيك" و"فايزر" على فعالية لقاحهما ضد "أوميكرون".
وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان، إن من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كانت قلة الأجسام المضادة تعنى أن التطعيم أقل فاعلية، في تحذير من القفز لاستنتاجات بخصوص الاختبار، وأضافت في المؤتمر الصحافي، "لا نعرف ذلك"، لافتة إلى أن هناك حاجة لجهود بحثية عالمية منسقة.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أيضاً أنها ستنشر في غضون أيام مراجعة لموقفها بشأن الجرعات المعززة، لكن إعطاء الجرعات الأولى لا يزال يمثل أولوية لها، مع انخفاض معدلات التطعيم بشكل مقلق في كثير من الدول النامية.
الصين توافق على أول علاج لكورونا
في غضون ذلك، أعطت الصين للمرة الأولى موافقتها على علاج ضد "كوفيد-19"، بعد سنتين على ظهور المرض على أراضيها وعلى خلفية تجدد انتشاره.
وخلافاً لوظيفة اللقاح الوقائيية، يستهدف العلاج المرضى المصابين بالفيروس بهدف تجنب تعرضهم لمضاعفات خطيرة.
وتمكنت الصين التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في ووهان في نهاية عام 2019، من السيطرة على الوباء تقريباً عبر اعتماد إجراءات جذرية، مثل إغلاق الحدود والمراقبة المشددة للتنقلات وفرض إغلاق عام. وتؤكد الصين التي لا تسمح بأي لقاح أجنبي، أنها لقحت أكثر من 70 في المئة من سكانها بفضل لقاحات محلية الصنع، تقل نسب فاعليتها عن تلك المصنعة في الخارج، وأجازت منظمة الصحة العالمية من بينها لقاحي "سينوفاك" و"سينوفارم".
وفي مذكرة نشرت الأربعاء، أعلنت الوكالة الوطنية للأدوية أنها أعطت "موافقة طارئة" لعلاج صيني ضد "كوفيد-19" يستند إلى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، التي تتمسك ببروتين الفيروس وتقلل من قدرته على دخول الخلايا البشرية.
وتم تطوير العلاج الذي يعطى عن طريق الحقن، من قبل جامعة "تسينغهوا" المرموقة في بكين والمستشفى رقم 3 في شينزن جنوب البلاد وشركة "بري بايوساينسيس".
وأظهرت التجارب السريرية أن العلاج يتيح خفض معدلات دخول المستشفى وخطر الوفاة لدى المرضى الضعفاء بنسبة 80 في المئة، بحسب الجامعة. وأفادت الصحافة المحلية بأن العلاج استخدم على مرضى أصيبوا خلال تجدد انتشار الوباء.
وواجهت البلاد في الأشهر الماضية تجدداً في الإصابات المحصورة التي تبقى أقل من الأرقام اليومية التي تعلن في دول أخرى. وأعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، الخميس، تسجيل 83 إصابة الأربعاء، ارتفاعاً من 74 في اليوم السابق، وأفاد بيان من اللجنة بأن 60 من الإصابات الجديدة انتقلت إليها العدوى محلياً، مقارنة مع 44 قبل يوم.
وسجلت الصين 33 حالة جديدة لم تظهر عليها أعراض مقارنة مع 23 في اليوم السابق، ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة، ولم تسجل البلاد أي وفيات جديدة ليظل العدد ثابتاً عند 4636، وسجل بر الصين الرئيس 99454 إصابة مؤكدة حتى الأربعاء.
"أوميكرون" تصل إلى لبنان
وعلى صعيد المتحورة الجديدة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس، تسجيل أول إصابتين على أراضيها بـ"أوميكرون" لدى مسافرين عادا من أفريقيا، غداة تسجيل البلاد معدل إصابات يومي هو الأعلى منذ أشهر.
وقال وزير الصحة فراس أبيض خلال مؤتمر صحافي، "من خلال تتبع الحالات خصوصاً الوافدة عبر المطار... هناك حالتان ثمة شك كبير بأن تكونا من متحورة أوميكرون". وأوضح رداً على سؤال أن المسافرين قدما عبر المطار من أفريقيا وهما في "حالة حجر كامل" منذ وصولهما.
وسجل لبنان الأربعاء 1994 إصابة بفيروس كورونا، في "واحد من أعلى الأرقام المسجلة منذ فترة طويلة"، وفق أبيض، إضافة إلى تسع وفيات. ومنذ بدء تفشي الوباء، أحصت السلطات اللبنانية أكثر من 683 ألف إصابة، بينها 8804 وفيات.
وأبدى وزير الصحة خشيته من ارتفاع أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة. وقال، "حقيقة هذا الموضوع مقلق بالنسبة لنا خصوصاً مع وضع المستشفيات التي باتت قدرتها على التحمل أو تكرار ما حدث خلال العام الماضي أقل مع كل الضغوط التي تواجهها والهجرة في الكوادر التمريضية والطبية".
وشهد لبنان قبل عام ارتفاعاً قياسياً في عدد الإصابات والوفيات، ما استنفد القدرات الاستيعابية القصوى للمستشفيات وأرهق كوادرها، واستدعى فرض قيود صارمة، بينها حظر تجول على مدار الساعة طيلة أسابيع، لتخفيف العبء عن القطاع الطبي.
واستنزفت الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عامين، والتي فاقمها تفشي كورونا ثم انفجار مرفأ بيروت المروع، القطاع الصحي في البلاد وقدرته على تقديم الخدمات الاستشفائية، خصوصاً بعد هجرة الآلاف من العاملين في القطاع من أطباء وممرضين واختصاصيين، ممن تضاءلت رواتبهم على وقع خسارة الليرة أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار.
الإصابة الأولى في باكستان
في باكستان كذلك، قال مسؤول إقليمي بوزارة الصحة لوكالة "رويترز" الخميس، إن السلطات رصدت أول إصابة بالمتحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا في البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة في إقليم السند بجنوب باكستان، إن الحالة هي لمريض لم يتلقَ تطعيماً ويعالج في مستشفى خاص في مدينة كراتشي، أكثر مدن البلاد سكاناً.
وأضاف أن المريض كان مسافراً إلى الخارج، من دون أن يفصح عن المكان، لكنه قال إنه يجري حالياً تتبع المخالطين له.
وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 267.21 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى خمسة ملايين و574583.