بغداد - IQ
أعلن رئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري، الإثنين(24 كانون الثاني 2022)، تعليق عمله بالحياة السياسية، مع استمراره في خدمة اللبنانيين.
وقال الحريري، في مؤتمر صحفي: "نجحت في منع الحرب الأهلية، ولم يكتب لي النجاح الكافي في تأمين حياة أفضل للبنانيين".
وأضاف: "لا شك أن منع الحرب الأهلية فرض عليّ تسويات، من احتواء تداعيات 7 مايو /أيار ( اجتياح حزب الله لبيروت)، إلى اتفاق الدوحة (الذي تم بعد الاجتياح وقبل فيه بالثلث المعطل للحكومة)، إلى زيارة دمشق (لقائه مع الرئيس بشار الأسد)، إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات، وغيرها".
وتابع: "هذا كان سبب كل خطوة اتخذتها، كما كان سبب خسارتي لثروتي الشخصية وبعض صداقاتي الخارجية والكثير من تحالفاتي الوطنية وبعض الرفاق وحتى الاخوة".
وأردف: "هذه التسويات، التي أتت على حسابي، قد تكون السبب في عدم اكتمال النجاح للوصول لحياة أفضل للبنانيين. والتاريخ سيحكم.. لكن الأساس، أن الهدف كان وسيبقى دائما تخطي العقبات للوصول إلى لبنان منيع في وجه الحرب الأهلية، ويوفر حياة افضل لكل اللبنانيين".
وتابع: "قد أكون قادرًا على تحمل كل هذا، لكن ما لا يمكنني تحمله هو أن يكون عدد من اللبنانيين الذين لا أرى من موجب لبقائي في السياسة سوى لخدمتهم، باتوا يعتبرونني أحد أركان السلطة التي تسببت بالكارثة والمانعة لأي تمثيل سياسي جديد من شأنه أن ينتج حلولا لبلدنا وشعبنا".
وقال: "من باب تحمل المسؤولية، كنت الوحيد الذي استجاب لثورة 17 تشرين (أكتوبر) 2019 فقدمت استقالة حكومتي. وكنت الوحيد الذي حاول بعد كارثة 4آب (أغسطس) في بيروت تغيير طريقة العمل عبر حكومة من الاختصاصيين. واللبنانيون يعرفون في الحالتين ما كانت النتيجة، وهم يتكبدون من لحمهم الحي كلفة الانكار.
وقال: "من باب تحمل المسؤولية أيضًا، ولأنني مقتنع ان لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي:
"أولا، تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها".
"ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار."
وتوجه الحريري إلى جمهور تيار "المستقبل" بالقول: " نحن باقون بخدمة أهلنا وشعبنا ووطننا، لكن قرارنا هو تعليق أي دور أو مسؤولية مباشرة في السلطة والنيابة والسياسة بمعناها التقليدي، وسنبقى من موقعنا كمواطنين متمسكين بمشروع رفيق الحريري لمنع الحرب الأهلية والعمل من أجل حياة افضل لجميع اللبنانيين".
وأكد: "نحن باقون بخدمة لبنان واللبنانيين، وبيوتنا ستبقى مفتوحة للإرادات الطيبة ولأهلنا وأحبتنا من كل لبنان. لا أنسى فضلكم، ومحبتكم وتعاونكم في أصعب الأوقات".
وأنهى الحريري خطابه دامعاً موجهاً الشكر إلى المناطق اللبنانية وأهلها الذين دعموه خلال حياته السياسية.