شكلت راجمات الصواريخ الضخمة "توس 1" عنصراً مهماً في حرب روسيا على أوكرانيا، حيث تطلق صواريخ حرارية يجري توجيهها بالأشعة تحت الحمراء.
وتندرج راجمة الصواريخ الثقيلة "توس 1" الخارقة ضمن سلاح قاذفة اللهب، وتعتبر واحدة من أقوى الأسلحة غير النووية في العالم.
و"قاذفة اللهب" الروسية التي تُوصف بـ "الأشد تدميراً على وجهة الأرض"، هي آلة عسكرية مجنزرة ضخمة فوقها راجمة صواريخ فتاكة، تضرب الأهداف في معدل زمني لا يزيد على 90 ثانية من لحظة رصدها.
و"توس 1" الملقب بـ "بوراتينو" نظام صاروخي متعدد الإطلاق، مركب على هيكل دبابة "تي 72"، يطلق صواريخ حرارية وحارقة تستخدم الوقود والأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار عالي الحرارة، ويطلق عليها اسم "جدار النابالم".
ووفق صحيفة "غارديان" البريطانية، نشرت "توس 1" لأول مرة من قبل الجيش السوفيتي في أفغانستان، كذلك استخدمت مؤخراً في سوريا.
أبرز المهام والقدرات
ووفقاً لتقارير عسكرية، فإن المهمة الأساسية لتك الراجمة السوفيتية تدمير القوات المعادية والمدرعات الخفيفة وآليات العدو، وتخريب مصادر النيران المعادية، كما تدمر التشكيلات المدرعة ومعدات الدفاع الجوي الموجودة في المنطقة الأمامية، والأهداف الحيوية المعادية في مختلف أعماق ميدان القتال.
وتستخدم راجمة الصواريخ "توس 1" صواريخ محملة بمادة الوقود الحارق، ودخلت الخدمة في الجيش السوفيتي عام 1988، وظهرت لأول مرة في أفغانستان في الفترة بين عامي 1988 و1989، وحرب الشيشان الثانية، وتستخدمها جيوش روسيا والعراق وسوريا وأذربيجان وكازاخستان.
كما تستطيع الراجمة حمل ما بين 24 و30 صاروخاً من عيار 220 ملم، ولديها القدرة على إطلاق 24 صاروخا خلال 6 ثوان في وضع الإطلاق المزدوج، بينما تصل تلك الفترة إلى 12 ثانية في وضع الإطلاق الفردي، وتضرب الأهداف القريبة بين 400 إلى 600 متر، بينما البعيدة على بعد 6 كيلومترات، وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
قاتل ويمتص رئتي الإنسان
وتحتوي الدبابات ذات المظهر الغريب والصواريخ ذاتية الدفع، على رف ضخم مستطيل في الأعلى، محمّل بعشرات الصواريخ الحارقة أو الصواريخ الحرارية.
وعلى غرار قذائف الهاون ذاتية الدفع عيار 240 مليمتراً، تم تصميم" توس 1" لمحو المواقع شديدة التحصين، كما أن الدروع الواقية عديمة الفائدة ضدها.
وتقول شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن هذا السلاح ينشر سحابة من الغاز في الهواء، يمكن أن تتسرب في كل مكان إلى المباني والخنادق، قبل أن يحدث انفجاراً هائلاً.
وتضيف: "ما تفعله هذه المنظومة الفتاكة هو إشعال النار في الهواء ثم امتصاص الأكسجين من رئتي الإنسان، مما يؤدي إلى خنق الضحايا حتى الموت"، كما أن الانفجار الناري يؤدي إلى القتل والتشويه بطرق مروعة، مما يجعل الدروع الواقية للبدن أو الغطاء الصلب عديم الفائدة معه".
وبعيدا عن منطقة الانفجار، يمكن أن يؤدي الضغط إلى كسر العظام وخلع العينين والنزيف الداخلي وتمزق طبلة الأذن والأمعاء والأعضاء الداخلية الأخرى، وفقا للشبكة الأميركية.
وهذا السلاح الفراغي الخطير يتسبب في نشوء كميات كبيرة من الغازات الساخنة عالية الضغط، وانعدام الهواء في منطقة محدودة المساحة، وفقا لموقع "روسيا اليوم".
ويقول الخبير العسكري المصري اللواء أحمد إسماعيل، إن الراجمة الروسية تستطيع القيام بمهام دفاعية لحماية القوات الأرضية، أو المشاركة في عمليات هجومية ضد القوات المعادية في المساحات المفتوحة أو قرب مواقع القتال.
ويضيف، أنها "قادرة على تعطيل مدرعات العدو وقطع خطوط الإمداد في المناطق التي تستهدفها بقوتها النارية العالية، كما تتميز بالمرونة العالية في المناورات القتالية"، مشيرا إلى أن: "(توس 1) من أخطر الأسلحة التي اخترعها البشر، حيث يستحيل النجاة من الانفجار الذي تسببه تلك الصواريخ، فلا يوجد أسوأ منها إلا انفجارات الهجمات النووية".
ويتابع: "بها نظام متطور لإدارة النيران يستخدم أشعة الليزر ووسائل رصد الأهداف وتحديدها بطريقة إلكترونية، إضافة إلى وسائل اتصال حديثة، وهو سلاح فعال في المناطق الجبلية المحصنة والسكنية على حد سواء".
المصدر: سكاي نيوز