"آلة يوم القيامة" أو "كرة القدم النووية"، من الاسماء المستعارة التي تطلق على حقيبة ترافق الرئيس الأميركي طوال الوقت، وأينما ذهب، تمنحه القدرة على البدء بإطلاق هجوم نووي من أي مكان يكون فيه، أرضا وجوا.
وتُرجع بعض المصادر سر تسميتها بـ"كرة القدم النووية" إلى خطة هجوم نووي قديمة، كانت تحمل رمز "دروب كيك"، وهي إحدى الحركات التي تشتمل عليها لعبة كرة القدم الأميركية، ولتنفيذ النسخة النووية من الدروب كيك، فلا بد من وجود كرة قدم تليق بها، تمثلت بالحقيبة.
الصحفي السابق في "واشنطن بوست"، مايكل دوبس، وصف الحقيبة بأنها "آلة يوم القيامة" القادرة على تدمير العالم بأسره.
ورغم غموض تاريخها، ترجح مجلة "سميثسونيان" الأميركية ارتباط ظهورها بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، في عهد الرئيس جون كينيدي.
وتعود قناة "هيستوري" بتاريخ الحقيبة النووية إلى خمسينيات القرن الماضي، إبان عهد الرئيس السابق، دوايت آيزنهاور.
وتشير المجلة إلى ما يعرف باسم مذكرة كينيدي، التي اقترحت إنشاء نظام للتحقق من هوية القائد العام للقوات المسلحة، لدى إصداره أوامر تنفيذ هجوم نووي، ما يعتقد بأنه السبب وراء ظهور الحقيبة.
ورغم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد هدد زعيم كوريا الجنوبية كيم جونغ أون، بأنه يمتلك "زرا" نوويا "أكبر بكثير وأكثر قوة"، إلا أن تلك الحقيبة لا تحوي ذاك الزر "الكبير" الذي يعتقد البعض بوجوده، وفقا لشبكة "سي أن أن".
وتتكون الحقيبة النووية من هيكل قوي من الألومنيوم، مغطى بالجلد الأسود، فيها جهاز اتصال مربوط بالبنتاغون، يستخدمه الرئيس للتواصل وإثبات شخصيته عندما يرى ضرورة لشن هجوم نووي، ويوجه الأوامر التي يتابع البنتاغون تنفيذها.
وتحمل الحقيبة، بالإضافة إلى جهاز الاتصال، كتابا أسود اللون يحمل خيارات توجيه الضربات، ورمز التحقق من شخصية الرئيس، وكتيبا لإجراءات الطوارئ.
ولا يمكن تشغيل الحقيبة النووية وإتمام مهمة التحقق من هوية الرئيس دون استخدام الرمز السري الخاص به، والمثبت على بطاقة ترافق الرئيس، يطلق عليها اسم "البسكويتة النووية".
وتشير قناة هيستوري في أحد أفلامها الوثائقية إلى أن كرة القدم الاستثنائية يبلغ وزنها نحو 20 كيلوغراما.
وبحسب صحيفة "غارديان"، فإن المساعد المكلف بحمل الحقيبة النووية يخضع لتقييمات نفسية مكثفة للتوثق من أنه على مستوى المهمة فائقة الحساسية.
ووفقا لـ"سي.أن.أن"، يجب على المساعد الذي يحمل الحقيبة النووية مرافقة الرئيس بشكل وثيق، بما يشمل مرافقة الرئيس في المصعد، والبقاء في ذات الطابق الفندقي الذي يقيم فيه الرئيس في رحلاته.
وتمنح الحقيبة الرئيس الأميركي خيارات مبسطة لشن هجوم نووي، تتراوح ما بين القضاء على جميع أعداء الولايات المتحدة بضربة واحدة، أو توجيه ضربة محددة نحو مواقع معينة، كموسكو أو بيونغ يانغ أو بكين.
نشرت صحيفة "ديلي ميل"، مقطعا يظهر المساعد العسكري حاملا كرة القدم النووية خلال زيارة لترامب خارج البلاد.
وتم رصد الحقيبة النووية في الساحة الحمراء في العاصمة الروسية، موسكو، عام 1988، برفقة الرئيس الراحل رونالد ريغان، بينما ظهر نظيره ميخائيل غورباتشوف، برفقة مساعد يحمل حقيبة مشابهة إلى حد كبير.
أضاعها كلينتون
يقول موقع "بزنس إنسايدر"، إن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، إضاع بطاقته النووية "البسكويتة" لعدة أشهر عام 2000، ما أثار الذعر في أروقة البيت الأبيض والبنتاغون آنذاك.
محاولة اغتيال ريغان
وتعرض ريغان لمحاولة اغتيال عام 1981، ونقل إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن، ما أدى إلى فصله عن معاونه العسكري.
وجرد ريغان من ملابسه قبل دخوله غرفة العمليات، ما أدى إلى العثور على البسكويتة النووية ملقاة في كيس بلاستيكي كما لو كانت قمامة تخلص منها أحدهم. ولحسن الحظ لم تلفت البطاقة انتباه أحد آنذاك.
وتسببت البسكويتة آنذاك بنزاع ما بين مساعدي ريغان ومكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" الذي تحفظ عليها ضمن الأدلة المصاحبة لإطلاق النار على الرئيس.
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى احتمال أن يكون قد تم إصدار بطاقة جديدة وتغيير الرموز آنذاك.
كارتر أرسلها إلى الـ"دراي كلين"
وتشير تقارير إلى أن الرئيس السابق جيمي كارتر، كان قد نسي البسكويتة النووية في بدلته التي أرسلها، وقتها، إلى "الغسل الجاف"، وفقا لما نقلت صحيفة "غارديان".
في ملعب ترامب للغولف
ولفتت واشنطن بوست إلى أن أحد أكثر المواقف إثارة للجدل كان ظهور "كرة القدم النووية" في منتجع مارالاغو، بولاية فلوريدا، الذي عادة ما يرتاده ترامب لممارسة لعبة الغولف المفضلة لديه.