شبه الكاتب الأميركي مايكل روبين، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدكتاتور العراق السابق صدام حسين.
وقال روبين في مقاله المنشور على موقع "ناشيونال إنترست"، إن "تركيا أصبحت مثل العراق في أوائل تسعينيات القرن الماضي، فأردوغان أصبح مثل صدام حسين، يرى اقتصاده ينهار، ويدرك في نفس الوقت أنه لن يكون قادرا على صرف اللوم عن سوء إدارته وخياراته، هذا يعني أن المشاكل تتضخم".
وأضاف المقال أنه بالإضافة إلى مواقف أنقرة العسكرية، فإنها أصبحت أكثر عدوانية تجاه المنشقين في الخارج، ففي وقت سابق من هذا العام، دخل عميل استخبارات تركي إلى مركز شرطة نمساوي، وذكر أن جهاز المخابرات التركي أمره باغتيال عضو سابق في البرلمان النمساوي، من أصل كردي.
إضافة إلى هذا، قامت عناصر مجهولة في العاصمة السويدية ستوكهولم، بمهاجمة أحد أشهر الصحافيين الأتراك المعارضين ،عبد الله بوزكورت. وذلك في وقت حرضت جهات تركية على الاعتداء على المنشقين في الخارج، بحسب مقال "ناشيونال إنترست".
وتابع روبين في مقاله "نادرا ما تنجم الحروب عن وجود الرغبة وحدها في المعارك، بل بسبب الثقة المفرطة، لقد أصبحت تركيا بشكل كبير مثل العراق في أوائل تسعينيات القرن الماضي".
ولفت روبين إلى أن أردوغان وصدام حسين تتشابه حالتهما، بكون الاثنين يريان اقتصاد بلدهما ينهار، كما أنهما يدركان أنهما لن يكونا قادران على صرف اللوم عن سوء إدارتهما واختياراتهما.
وانخفضت العملة التركية إلى أدنى مستوى تاريخي لها، أمس الخميس، حيث سجلت الليرة 7.89 مقابل الدولار بحلول الساعة 05:06 بتوقيت غرينتش.وتضررت الليرة، جراء مخاوف بشأن عقوبات أميركية محتملة، والصراع في منطقة القوقاز، واضطراب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وهذا التراجع هو الأحدث في أكثر من عامين من الانخفاض المستمر في قيمة العملة التركية، وذلك بعدما أصدرت واشنطن، الأربعاء، توبيخا صارما ردا على تقرير ذكر أن تركيا ربما تعتزم إجراء اختبار شامل لمنظومة الدفاع الروسية المضادة للطائرات إس-400 التي اشترتها رغم المعارضة الصريحة من الولايات المتحدة وبقية حلفاء أنقرة في الناتو.
وفقدت العملة التركية 25 في المئة من قيمتها، هذا العام، لأسباب من أهمها مخاوف بشأن تبدد احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، والتدخلات المكلفة في سوق العملة. لكن المخاوف الجيوسياسية أصحبت الآن عاملا رئيسيا.
وأضاف الكاتب الأمريكي أن أردوغان مثل صدام حسين، إذ أن الأول يرى جيرانه يمتلكون موارد طبيعية قيمة، بينما يرى المجتمع الدولي عبارة عن نمور من ورق. ففي 1990، راوغ صدام حسين الدبلوماسية الأميركية أبريل جلاسبي وجعلها تغض الطرف عن طموحاته. وفي عام 2020، يحاول أردوغان تكرار نفس الأمر.
ويرى روبين أن التصعيد التركي الأخير في المنطقة، يظهر أن طموحات أردوغان خارجة عن السيطرة، فيما يبقى السؤال موجها للقوى العالمية "هل سيقوموا بقماومة هذا الطموح قبل أن يضعط أدروغان على الزناد، أم سينتظرون حتى يصبح القرار أكثر تكلفة للأتراك والجميع في شرق البحر الأبيض المتوسط".