بدأ المسؤولون في إدارة جو بايدن القادمة بإجراء محادثات هادئة مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقد أُطلِعت إسرائيل على هذه المحادثات، حسبما أفادت "القناة 12" الإخبارية الإسرائيلية، السبت الماضي، وأكدته صحيفة The Time of Israel .
وأشار الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي، بينما تضغط إسرائيل من أجل فرض قيود جديدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني والسعي لوقف دعم طهران للإرهاب وزعزعتها الاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وكان موقع "والا نيوز" الإسرائيلي قد ذكر الأسبوع الماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يقوم بتشكيل فريق لوضع استراتيجية للمحادثات الأولى مع إدارة بايدن بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وذكر التقرير نقلاً عن مصادر لم يسمها في مكتب نتنياهو أن الفريق سيضم مسؤولين يمثلون وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والجيش والموساد ولجنة الطاقة الذرية.
وذكر التقرير أن نتنياهو يدرس تعيين مسؤول كبير لرئاسة الفريق والعمل كمبعوث في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال التقرير إن المرشح المحتمل لرئاسة الفريق هو رئيس الموساد، يوسي كوهين.
وذكرت "القناة 12" أن كوهين كان في واشنطن الأسبوع الماضي للقاء مسؤولين في الإدارتين الأميركيتين، المغادرة والقادمة.
ومن المتوقع أن يتخذ بايدن نهجاً أكثر تصالحية تجاه إيران، مقارنةً بسياسة إدارة ترمب. وقد قال إنه إذا عادت إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي، فسوف تنضم واشنطن مرة أخرى له، وتلغي العقوبات الاقتصادية على طهران.
وأشار بادين سابقاً إلى أنه يريد توسيع المفاوضات مع طهران، لتشمل صواريخها ونفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
من جهتها، قالت إيران إنها قد ترحب بعودة الأميركيين إلى الاتفاق، لكن فقط بعد أن يرفعوا العقوبات عنها ورفضت التفاوض بشأن قضايا أخرى غير برنامجها النووي.
يذكر أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وقّع الاتفاق النووي الإيراني مع إيران وعدة قوى عالمية في عام 2015. وانسحبت إدارة ترمب من الاتفاق في عام 2018 وضغطت على إيران بفرض عقوبات اقتصادية وإجراءات أخرى عليها.
وأثار احتمال إعادة التواصل بين الولايات المتحدة وطهران تحذيرات وقلقاً في إسرائيل من نتنياهو وحلفائه.
والأسبوع الماضي حذر نتنياهو من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وقال أثناء مؤتمر صحافي مع وزير الخزانة الأميركي: "إذا عدنا إلى الاتفاق النووي، فإن ما سيحدث هو أن العديد من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط سوف تسارع إلى تسليح نفسها بأسلحة نووية. هذا كابوس وهذه حماقة. لا ينبغي أن يحدث ذلك".
بدوره، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود، تساحي هنغبي، الأسبوع الماضي إن الإدارة الأميركية الجديدة يجب ألا "ترضي" إيران، وحذر طهران من أن إسرائيل لن تتسامح مع وجودها العسكري في سوريا أو تطويرها أسلحة نووية.
وفي أحد أقوى التصريحات التي أدلى بها مسؤول إسرائيلي مؤخراً، هدد هنغبي، الذي يعتبر حليفاً لنتنياهو، بأن إسرائيل قد تهاجم البرنامج النووي الإيراني إذا عادت الولايات المتحدة للانضمام إلى الاتفاق النووي.