شهدت مدينة بني براك من اليهود "المتدينين ذوي القبعات السوداء (حريديم)"، صدامات دامية، مع الشرطة الإسرائيلية، للأسبوع الثاني على التوالي، أسفرت عن عشرات الجرحى من الجانبين، وذلك على أثر تمرد الحريديم على تعليمات "كورونا"، وتهديد قيادة هذا التيار، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بفض الشراكة معه إذا لم يسحب قواته من مدينتهم "بني براك" وغيرها من البلدات المتدينة.
واستخدمت الشرطة، العصي والمياه الباردة والعادمة والخيول، في قمع المظاهرات، في حين اتهم الحاخامات من رجال الدين اليهود، الشرطة، بتحويل مدينتهم إلى حي الشجاعية في قطاع غزة، الذي دمرته قوات الاحتلال مرات عدة في الماضي. وبدأت هذه الصدامات، عندما تمرد المتدينون على إغلاق مدارسهم الدينية ومعابدهم، وتجمعاتهم، التي يتجاهلون فيها أخطار «كورونا». فحضرت الشرطة لإغلاق المدارس الدينية بالقوة. ووجدت أن مجموعة من شبابهم، نصب لها كميناً في أماكن عدة، وأوقعوا رجال الشرطة أرضاً وداسوهم بالبساطير.
وانطلقت شرارة العصيان في منطقة بيت شيمش (غربي القدس)، ومن هناك امتدت إلى طبريا والقدس وتموضعت في مدينة بني براك. ونجم عن هذه المواجهات حتى الآن، تدمير القطار السريع وإحراق حافلة، ومئات الإصابات وعشرات المعتقلين.
وقد خرج عدد من ضباط الشرطة القدامى في حملة احتجاج على تصرفات المتدينين، واتهموا رئيس الحكومة، نتنياهو، بالخوف منهم وتقديم رجال شرطته قرباناً في سبيل مواصلة دعمهم له في الحكم وفي المحكمة.
وقال قائد الشرطة الأسبق، اساف حيفتش، إن الحريديم مثل المستوطنين في الضفة الغربية يتوقعون أن تخافهم الشرطة وترضخ لمطالبهم وتترك لهم حرية الانفلات.