افتتحت امرأة محجبة تدعى "ليسان دولتوفا" في مدينة كازان الروسية، أول مدرسة للرقص "الحلال" على العمود للمسلمات.
وتتلقى الفتيات المسلمات في هذه المدرسة التمارين البهلوانية حول العمود، حسب موقع "تتارستان 24".
وتخضع المدرسة، الواقعة في وسط كازران، لبضع قواعد صارمة حيث يُمنع الرجال من دخول المدرسة، ولا يمكن للفتاة تصوير نفسها أو تصوير فتيات أخريات بالإضافة إلى منع النشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو تشغيل أغان فيها كلمات بذيئة أو فاحشة تلمح للفجور أو للشهوة.
وإلى جانب ذلك، بمجرد بدء التمارين، تُغلق الستائر دائما حتى لا يحرج الأشخاص الذاهبون إلى المسجد المجاور، ولكي لا تثير اهتمام المارة، كما تغلق الأبواب بحيث لا يرى المارة الذي يتجول بالصدفة تدريب الفتيات.
وقالت دولتوفا إنها كنت ترقص منذ طفولتها، وقبل 8 سنوات مارست الرقص على العمود، ومن ثم بدأت في الانخراط في مثل هذه الرقصات الصريحة، ولم تواجه أي صعوبات في ممارسة الحركات البهلوانية.
وأضافت أنها اكتشفت أن الرجال يمكنهم دخول غرف خلع الملابس الخاصة بالفتيات، كما تقوم الراقصات بتسجيل عملية التدريب على الكاميرا لتتبع تقدمهن في الرقص لاحقا.
وتابعت: أن "الشي الأهم هو أنهن لا يملكن إحساسا بالأمان، لأنه في أماكن تدريب الرقص، غالبا ما يتم إجراء تدريبات مختلفة في الوقت ذاته، مثل الألعاب البهلوانية للأطفال، بعبارة أخرى، يمكن للآباء الذين يأخذون أبناءهم من أقسام الأطفال أن يروا الفتاة بطريقة ما، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة للمرأة المسلمة المتدينة".
وقالت: "لقد توصلت إلى أنني أود أن أفتح مدرسة للرقص على العمود لأخلق ظروفا مريحة للمرأة المسلمة التي يمكنها التدرب دون أعين متطفلة ودون كاميرات خفية".
وأضافت: "انتهزت الفرصة، وقمت بالإعلان عن هذه المدرسة في اليوم ذاته مساء، وبدأت الطلبات تتدفق، وبعد يوم واحد اكتملت المجموعة".
وأكدت أن الفتيات في المدرسة لا يخلعن ملابسهن ولا يظهرن بشكل متعر ولا يلمسن أنفسهن في الأماكن الحميمة، وأن الهدف من الرقص على العمود ليس دائما هو عرض الجسد، وإنما يمكن إظهار القدرة على التحكم والتحرك بشكل جميل.
وقالت دولتوفا، إن أول شخص ناقشت معه فكرة إنشاء مثل هذه المدرسة هو زوجها، ومن الكلمات الأولى دعمها.
وأضافت: "بالطبع سألت عن رأيه، لكننا لم نر شيئا ممنوعا، إذ لم يتم انتهاك أي شيء في شريعة الإسلام".
وزوج دولتوفا يدعى عبد العزيز دولاتشين وهو أستاذ في علوم الشريعة، ودرس الدين لمدة 10 سنوات في الهند وباكستان.
ويعتقد عبد العزيز أن المرأة التي ترقص تكون سعيدة. ويقول: ”ماذا يمكن أن يكون أفضل للرجل من المرأة السعيدة؟ علاوة على ذلك، يحدث كل شيء في مكان مغلق، الفتيات أنفسهن يسترخين، ويحركن عضلات البطن، ويجلبن مشاعر طيبة إلى منازلهن“.
وقال موقع ”تتارستان 24“ إن شخصيات دينية بارزة في تتارستان لم تمانع إنشاء هذه المدرسة، رغم أن نوافذها تطل مباشرة على مسجد، وزعموا أن فتيات حضرن إلى المسجد وطلبن الإذن من رجال الدين بفتح مثل هذه المدرسة للرقص، وقالوا: ”نريد من أزواجنا ألا ينظروا إلى النساء الأخريات، لذلك نريد أن نتعلم مثل هذه الرقصات“.