عبارات ربما تسمعها معظم الإناث يومياً في الشارع، ألفاظ كثير منها بذيء وقاسٍ، رد الفعل من بعض الفتيات ربما يكون بالمشي سريعاً وعدم الالتفات للمُتحدث، أما أخريات فيخترن المواجهة التي ربما تُدخلهن في طريق أكثر مأساوية وقسوة بألفاظ أكثر فظاظة.
ما تتعرض له الفتيات يومياً في الشارع من ألفاظ بذيئة وكلمات خارجة تأتي في سياق التحرش، هو ما عبرت عنه الفنانة المصرية سارة أيمن في أحد المعارض الفنية، حيث اختارت سارة جزءاً من ملابسها وشكلت أناملها عليه بعض الكلمات التي تعرضت لها في الشارع على سبيل التحرش اللفظي.
العمل الفني أحدث صدمة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وما بين مؤيد ومعارض لفكرة سارة، إلا أن الغالبية رأت أن هذا العمل الفني هو تجسيد حقيقي لما تُعانيه الأنثى في الشارع.
وتقول سارة: إنها حاولت تجسيد المُعاناة اليومية لكل أنثى في الشارع مُحاولة تسجيل بعض من الكلمات التي تتعرض لها الفتيات، رداً على كل من يُحمّل الأنثى ولباسها مسؤولية ما تسمعه من كلمات وألفاظ بذيئة يومياً.
وتتابع: «هي كانت لابسة إيه؟ كانت هناك ليه؟ هو فيه حد بينزل الساعة كذا الشارع؟.. إيه اللي وداها هناك؟ كلها أسئلة يتم طرحها على ضحايا التحرش من دون أن نسأل سؤالاً واحداً للمتحرش أنت مالك بها؟ فالتبريرات والأسباب التي يتم طرحها بعد أي قضية تحرش تحمي في الأساس المُتحرش من لوم المجتمع، وكأننا يجب أن نتعايش مع وجود التحرش والألفاظ البذيئة.«
وتستطرد سارة «العمل أردت فيه أن يحمل كل ألفاظ التحرش التي تعرضت لها خلال حياتي من مختلف الأعمار، واخترت ملابسي الخاصة للتعبير عن هذا العمل الذي رأيت أنها أوقع.«
العمل نال عدداً من الانتقادات أهمها أن بعض الألفاظ جاءت بذيئة، وعن هذا تقول سارة «أعرف أن الألفاظ مقرفة» وأقدر الصدمة التي تعرض لها البعض، لكن أريد الجميع أن يتخيلوا مقدار الألم النفسي والصدمة التي تقع على كل أنثى تسمع تلك الكلمات بشكل شبه يومي، ولا أريد أن يتفق الناس على أهمية أو جمال عملي الفني، بقدر ما يهمني أن يوصل الرسالة التي صنعته من أجلها، وهي أن يعرف الجميع مستوى التحرش اللفظي في المجتمع ومحاربة التحرش.«
استخدام سارة بعض الألفاظ الخارجة لاقى جدلاً كبيراً، فالشكر لاستخدامها إياها جاءها من الإناث بشكل أكبر، لأنها عبرت عن معاناتهن في الشارع، والبعض الآخر استنكر العمل كله، جملة وتفصيلاً، ورأوا أن هذا العمل لا يرقى ليكون عملاً فنياً.