رغم أن فريقا طبيا مختصا بالأوبئة والضمان الصحي والسيطرة على الأمراض المتنقلة موجود في إقليم كردستان لمواجهة انتشار مرض السحايا في الإقليم، إلا أن الأمر لايزال يثير حالة هلع عند الاهالي بعد انتشار أعراض الاصابة بشكل كثيف في محافظتي السليمانية وحلبجة بالاخص.
اضطرت تري إسماعيل إلى قضاء فترة الـ10 ايام الماضية مع ولديها (ايليا 13 عاما، اردو 12 عاما)، في مستشفى حلبجة بسبب اصابتهما، لما ظنته اولا اصابة بسيطة بالزكام بعد عودتهم من تجمع طلابي سبق الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي.
تتحدث تري لموقع IQ NEWS، قائلة، إن "حرارة اردو ارتفعت اولا وبدأ بالخمول وفقدان الطاقة في جسده مما استدعاني لاعطائه عدة عقاقير خاصة بامراض البرد الا انه اصيب بعدها بنوبة شديدة من القيء بما ضمنه الماء الأمر الذي اثار القلق بداخلي وقصدت به المشفى، تم فحصه فيها وبناءا عليه أخبرني الطبيب بشكه ان اردو مصاب بالتهاب السحايا، عارضت وبشدة الفحص بسحب السوائل من عموده الفقري الا ان الاعداد الهائلة للمصابين في المشفى بنفس المرض اجبرني على القبول، ولم أقض عدة ايام حتى اصيب ايليا بالاعراض ذاتها وادخل المستشفى ايضا بنفس التشخيص".
شائعات مرتبطة بالفحص
شرحت الدكتور دليا رشيد وهي احدى الطبيبات المشرفات على علاج الحالات في احدى مستشفيات حلبجة، شرحت لموقع IQ NEWS، طبيعة الوضع قائلة إن " الحالات كثيرة والذي يزيد من صعوبة العلاج هو تخوف الأهالي من الكثير من الأمور كتخوفهم من إجراء تحليل السائل النخاعي وهو اجراء يستلزم سحب السائل من العمود الفقري الأمر الذي يثير رعب الامهات عادة ويتجهن لرفضه بسبب شائعات تتداولها النساء عن اصابه الاطفال ممن يجري لهم هذا النوع من الفحوصات بالامراض العقلية بعد السحب وهو امر غير صحيح بالمرة".
وتابعت "هناك من يشكك بصحة الفحص الاولي بسبب تشابه أعراض الالتهاب بأعراض الرشح والزكام".
وتكمل: "نلجأ لاعطاء العلاجات وفق الاعراض الاولية او وفق الفحص الاولي لمنطقة الرقبة التي ستتيبس في حال الاصابة بالمرض، لأن انتظار نتيجة الفحوصات قد يعرض الأطفال إلى الوفاة او تأزم الوضع خاصة وأن التهاب السحايا يعد من الامراض الخطيرة التي يجب عدم التأخر بإعطاء العلاجات فيها ".
ما مرض السحايا؟
التهاب السحايا هو عدوى تُصيب الطبقة الرقيقة من النسيج التي تُغطي الدِّماغ والحبل الشوكي.تسمى هذه الطبقة النسيجية بالسحايا، وقد تنجم عن التهاب فيروسي او بكتيري او حدوث الفطريات، ولا يكون التهاب السحايا الفيروسي بنفس خطورة التهاب السحايا الناجم عن البكتيريا عادةً .
ويرتبط هذا المرض بأعراض تشمل: الصداع الشديد وتيبس العنق، والاضطراب في الوعي، والتقيؤ، وعدم تحمل الضوء.
المرحلة الحالية
ونفى مدير مستشفى طواريء رۆژئاوا-أربيل دكتور كاروان ياسين خلال حديثه لموقع IQ NEWS:"تسجيل اية اصابات في غرب أربيل غير أنه أكد ان مستشفيات الطوارئ في المحافظة جاهزة لاستقبال الحالات باعتبار ان العلاجات متوفرة فيها للمرحلة الحالية"، مؤكدا أن المحافظات اجمع تسجل سنويا أعداد بسيطة من الاصابات الا ان الامر ظهر للعلن الان بسبب الأعداد المتزايدة لها.
والى حلبجة حيث قال المدير العام لدائرة صحة محافظة حلبجة آزاد مصطفى، في حديث لموقع IQ NEWS،، إن " الدواء كاف في المرحلة الحالية فقط وإذا ما استمر الوضع على ماهو عليه الان فاننا سنواجه مشكلة بتوفير العلاجات الكافية لإعداد المصابة".
آزاد مصطفى أكمل قائلا: "بلغت أعداد المصابين من الاطفال حتى الان، 70 اصابة بواقع 3 الى 4 إصابات يومية مما دعانا الى تخصيص مشفى احتياطي لمرضى السحايا فقط والاعداد حقيقة في تزايد، ولدينا دواء كاف إلا أننا سنواجه مشكلة بتوفيره ان استمرت الاعداد بالازدياد خاصة واننا نوفره باستخدام دعم المنظمات الدولية والخيرية فقط دون دعم من وزارة صحة الاقليم".
مدير صحة حلبجة أكد ايضا أن هناك عدد من العينات التي أخذت بواسطة فحص السائل الشوكي من عدد من المرضى وارسلت لمختبرات عالية التقنية في دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق وزارة الصحة في العاصمة بغداد وبانتظار النتائج الا ان الامر لايعني عدم تقديم العلاجات وفق الفحص الأولي للمرض لتجنب وصول المصابين الى مراحل متأخرة".
ووصف مصطفى، الوضع الصحي بالمتأزم بسبب الإصابات الكثيرة في حلبجة مقارنة مع أعداد السكان.
هذا واعلنت ادارة مستشفى كلار في السليمانية تسجّيل بما معدله خمس حالات يوميا مصابة بمرض التهاب السحايا بين الأطفال.