بغداد - IQ
أفاد الفنان إحسان دعدوش، بأن الكوميديا لن تمنح الشهرة سريعاً، فيما أشار إلى بدايات عمله ومسيرته الفنية وذلك خلال مقابلة مع الوكالة الرسمية.
وفي ما يلي نص المقابلة:
* منحت الابتسامة للجمهور وأدخلت الفرح لملايين من الناس، فهل استطعت أن تمنح الابتسامة لنفسك؟
* لله الحمد أنني استطعت أن أكون سبباً في إسعاد كثير من الناس من خلال أعمالي الفنية، أنا سعيد في الواقع ليس بالمطلق طبعاً لكن الى حد ما بين أسرتي وأصدقائي المقربين فدائماً لا أبتعد عن الروح المرحة التي تضفي طابعاً محبباً بين الناس.
* يبدو أن الفنان الكوميدي بالذات مهمته أصعب من الفنان العادي أو التراجيدي؟
* بالتأكيد، فالفنان الكوميدي يجب أن يبحث دائماً عن الأفكار وفي ثنايا الحياة بأدق التفاصيل وما بين السطور والتقاط المشاهد الآنية المناسبة وتوظيفها في الفن فضلاً عن الفطرة الأولى للفنان ومدى استحسانه في المواقف الكوميدية، هذه ليست مهمة الفنان العادي بل الكوميدي، لذلك الفنان الكوميدي مهمته شاقة ودقيقة وهي تختلف ما بين فنان وآخر فبعضهم فنان يؤدي فقط والآخر مجتهد مبدع لذلك تراني قد أتجاوز أحياناً على النص وأشاكسه ضمن حدود الإطار الإبداعي بموافقة المخرج لأقدم مشهداً قوياً غير ممل، لذلك من الصعب أن تكون فناناً كوميدياً ناجحاً.
* البيئة الأولى للفنان لها تأثيرها في تحديد مساراته الفنية، هل دفعتك بيئتك نحو الكوميدية؟
* البيئة الأولى للفنان مهمة في تحديد مساراته الفنية، بيئتي ساعدتني في الجينات في دخول الكوميديا فوالدي ووالدتي كانا يمتلكان الروح المرحة والابتسامة الدائمة، فضلاً عن شغفي في مشاهدة سينما الأطفال وأفلام شارلي شابلن والنشاطات المدرسية، من هنا تولد لدي حلم أن أصبح فناناً.
* أول عمل فني شاركت به هل تتذكره؟
* بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة جاءتني فرصة للمشاركة في مسرحية شعبية عام 1992 بترشيح من الفنان الراحل، راسم الجميلي رحمه الله بعنوان (الإمبراطور)، فكنت خجولاً ولم يسبق لي المشاركة في مسرح شعبي حيث كنت أتدرب على الأعمال المسرحية باللغة العربية الفصحى التي تقدم في المعهد، استطعت ان أثبت حضوري في المسرحية وأعمل فارقاً، لذا بعد تجربتي المسرحية جاءتني فرصة أخرى للمشاركة في مسلسل (عالم الست وهيبة) بعد ان أعجب بي المخرج الراحل، فاروق القيسي ورشحني للمسلسل.
* عملت حلاقاً وفي مجال تأسيس الكهرباء هل عانيت من شظف العيش؟
* هذا صحيح عملت في الكهرباء والحلاقة في فترة ما، لأننا كنا من ذوي الدخل المحدود ووالدي يعمل في الصحة ونحن أسرة كبيرة مكونة من ستة إخوان وسبع أخوات لذلك حاولت الاعتماد على نفسي لأعيل نفسي وأسرتي، تعبت وعانيت كثيراً لأصل الى ما أنا عليه الآن.
* بداياتك كانت من الإعلانات التلفزيونية، لو سألتك بماذا اختلفت إعلانات اليوم عن قبل التي تروج من قبل الفنانين؟
* عملي في مجال الإعلانات قربني من الجمهور، حيث كان الفنان من الصعب ان يحصل على فرصة للظهور في التلفزيون في التسعينيات، فحققت شهرة واسعة بظهوري في الإعلانات بترشيح أيضا من المخرج الراحل، فاروق القيسي وأصبحت معروفاً في الشارع واسمي كان متداولاً في الفن، أما إعلانات اليوم فأصبحت غير عميقة ولا تؤدي الغرض منها وغياب السيناريو الإعلاني الذي يضفي أهمية وتشويقاً للإعلان فضلاً عن أمانة المعلن وصدق المنتجات المعلنة.
* هل نستطيع القول إن الفنان إحسان دعدوش امتداد لمدرسة الفنان الراحل راسم الجميلي والفنانة الراحلة أمل طه في المجال الكوميدي؟
* أتشرف أن أكون امتداداً لمدرسة الراحلين الكبيرين، الفنان راسم الجميلي والفنانة أمل طه وأيضا الفنان الكبير، محمد حسين عبد الرحيم واعتبر نفسي محظوظاً كوني عملت وعاصرت هؤلاء العمالقة في الفن الكوميدي العراقي، وأيضا يوجد جيل جديد سيكمل مسيرتنا أيضا.
* ظهور عدد من الوجوه الفنية الشابة الكوميدية بعد جيلكم في الساحة الفنية، برأيك هل استطاعوا أن يؤثروا ويحدثوا فارقاً كوميدياً؟
* للأسف الجيل الجديد أغلبهم يهتمون بالشهرة والظهور أكثر من المحتوى الفني، مجال الكوميديا ليس مجالاً آنياً بمعنى لن يمنح الشهرة سريعاً يجب المطاولة في المجال وإثبات الذات، هناك محاولات جميلة من قبل بعض الفنانين الكوميديين الشباب لكنهم لم يستمروا واتجهوا للأعمال الدرامية الجادة، مثلاً يعجبني كادر ولاية بطيخ وبما قدموه من طروحات جميلة رغم تحفظي على بعض الحوارات التي وردت في البرنامج وأنا أعطيتهم بعض الملاحظات.
* هل تعتقد أن المخرجين قد ظلموك حينما وضعوك في خانة الكوميديا فقط، بمعنى الكوميديا أبعدتك عن الدراما كثيراً؟
* هذا صحيح، ليس ظلماً بل أن المخرجين وضعوني في خانة الكوميديا فقط وهذا غير صحيح وأضروني به ما أبعدني كثيراً عن الأعمال الدرامية لسنوات طوال بحجة أنني كوميدي فقط!، الفنان يلعب جميع الأدوار وليس دوراً واحداً، ومن هنا أوجه سؤالاً الى الجهات الإنتاجية والمخرجين، لماذا إحسان دعدوش مستبعد عن الأعمال الدرامية؟ بعضهم قد يعتقد أنني محتكر لجهة ما وهذا غير صحيح أعلنها من خلال وكالة الأنباء العراقية أنني لست محتكرا لأي جهة في تقديم أعمالي الفنية ومن ضمنها قناة (MPC) عراق ليس لدي عقد احتكار إطلاقاً.
* غالباً ما تتهم الكوميديا العراقية بالساذجة بماذا تعلق؟
* الكوميديا العراقية ليست ساذجة إطلاقاً، الكوميديا إحدى أدوات التغيير لذلك في زمن الإغريق والرومان منعوا تقديم المسرحيات الكوميدية وحرقوا كل النصوص كونها تحرض الشعب على طبقة النبلاء والحكومة آن ذاك، أما السذاجة في الكوميديا فكانت بسبب البعض من الذين قدموا كوميدي رخيصة لا ترتقي للفن الكوميدي، لذلك بعض الفنانين سطحوا مفهوم الكوميديا وألبسوها ثوباً رخيصاً.
* دورك في مسلسل (عالم الست وهيبة) الجزء الثاني بشخصية (حسيب) كان دوراً محدوداً لم يتناسب مع إمكاناتك الفنية، كيف تقيم ذلك؟
* هذا صحيح وهو تشخيص دقيق، أنا تفاجأت بمساحة الدور ولم أطلع على السيناريو وامتداد الشخصية في العمل، لذلك قلت للمخرج، سامر حكمت بأنني مثلت دور حسيب في عام 1996 في الجزء الأول من المسلسل كان من المفترض أن تأخذ الشخصية دوراً أكبر في الجزء الثاني، لذلك قبلت العمل على مضض من اجل إكمال الدور في الجزء الثاني وهذا الدور ليس طموحي إطلاقاً ولا يتناسب مع اسمي الفني ولن أكرر هذه التجربة.
* برأيك ما الذي يحتاجه المشاهد العراقي اليوم بصورة مكثفة، الأعمال الكوميدية أم التراجيدية؟
* المشاهد يحتاج الى الأعمال الكوميدية والتراجيدية لأنهما خطان متوازيان، لكن لو سألتني عن الحاجة الأكثر طلباً ومشاهدة فأكيد ستكون الأعمال الكوميدية كونها بصيص أمل للجمهور وراحة للنفس، وأتمنى ان نبتعد عن قصص العصابات في الدراما ونغادر هذه المنطقة ونتجه الى القصص الاجتماعية ذات المضمون العميق.
* لماذا كتب اسمك في تايتل مسلسل (عالم الست وهيبة) بجزئه الأول (الوجه الجديد) وكنت قد ظهرت تلفزيونياً في كثير من الإعلانات والبرامج؟
* لأن المسلسل منع من العرض حينها، صور عام 1996 وعرض عام 1998 تأخر سنتين عن العرض، خلال هذه الفترة عملت في مجال الإعلانات وأصبحت معروفاً في الشارع لذلك عندما عرض المسلسل لم يتم تصحيح اسمي في تتر المسلسل وظل (الوجه الجديد) لذلك استغرب الجمهور من هذا الأمر.
* لديك وجه فني آخر ربما لم يعرفه الكثيرون إنك مارست تجربة الإخراج السينمائي والتلفزيوني، حدثنا عن هذه التجربة؟
* نعم درست الإخراج وأخرجت أربعة أفلام سينمائية قصيرة ضمن النشاط المدرسي الذي أعمل به في وزارة التربية، وواحد من الأفلام حاز على جائزة، وأخرجت أيضا مسلسلاً درامياً لصالح قناة السلام بعنوان (مقصات)، وآخر عمل أخرجته بعنوان (تخدير موضعي) لقناة دجلة الفضائية، وهناك فيلمان كوميديان أعمل على تحضيرهما في الأيام المقبلة.
* ما الشيء الذي لو يعود بك الزمن لن تفعله مطلقاً؟
* لربما لو لم أكن طيباً أكثر من اللازم لكان أفضل، طيبتي خسرتني أشياء كثيرة وفسرت على أنها مسامحة واستغلال من الآخرين.
* هل يضحكك إحسان دعدوش على الشاشة؟
* نعم أضحك عندما أشاهد نفسي على الشاشة وأحيانا أتفاجأ بأعمالي وأقول مستغرباً هل هذا أنا !، بعد مرور الأعمال بعملية المونتاج والمؤثرات الفنية.
* هل تتفق على أن الفنان الكوميدي معرض للنقد أكثر من غيره؟
* هذا صحيح، لأن الفنان الكوميدي دائماً ما يكون قريباً من الناس والشارع لذلك قد يكون عرضة للنقد، وبالطبع هناك نقد بناء ونقد جارح مدفوع، غايته أن يقلل من قيمة الفنان أمام الجمهور ولا تستوقفني التعليقات الجارحة.
* ما الشيء الذي يشعرك بأكبر قدر من الحرج؟
* تصرفات الجمهور غير المحسوبة أحيانا تصيبني بالحرج مثلاً طلب تصوير فيديو بصورة مفاجئة حينما أكون غير مستعد أو الظرف لا يسمح بذلك، أو التقاط الصور بوقت غير ملائم لذلك أتعامل بحذر مع الجمهور حتى لا تؤخذ بغير منحى.