راجمات "التوس" و"الأذونات الشرعية".. "ولد الشايب" يحضرون لجولة جديدة من "ثأر المحور"
- 29-10-2020, 17:39
- سياسة / تقارير
- 2294
بغداد - IQ
بعد دخول "فصائل المقاومة" في هدنة مع القوات الأميركية، الشهر الجاري، كما تم تسريبه مؤخرا، توقفت عمليات "الثأر" لنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني اللذين تعرضا للاغتيال بضربة أميركية داخل مطار بغداد مطلع العام الحالي.
خلال أيام "الهدنة"، يعبر تشكيل "أصحاب الكهف"، وهو فصيل تم تأسيسه بعد حادثة الاغتيال، عن حال عناصره بالقول "لا يهنأ شباب الإسلام بنوم ولا يطيب لهم طعام إلا وهم يترصدون العدو بين صباحا ومساء".
يصف هذا التشكيل، الذي تبنى عدة عمليات ضد الوجود الأميركي في العراق، تلك الضربات التي لوحت الإدارة الأميركية على إثرها بإمكانية غلق سفارتها وتفعيل الخيار العسكري ضد الفصائل، وما رافقها من مخاوف بشأن "فرض عقوبات اقتصادية على العراق"، بأنها "جولة من العمل العسكري المكثف"، وأنها قد انقضت، مشيراً إلى أن "جولة ابتدأت أعلى تركيزاً من السابق، لكن على المستوى الاستخباري".
وفي هذا الإطار، وجه "أصحاب الكهف"، قبل أيام، دعوة إلى العراقيين العاملين مع القوات الأميركية والبعثات الأجنبية ولواحقها بالاتصال به للحصول على "أذونات شرعية باستمرار عملكم، والأمان ورواتب"، كما شمِل "العرض" ضباط وجنود الجيشين الأميركي والبريطاني وصنف الاستخبارات على وجه الخصوص، عارضاً عليهم رواتب تترواح بين 25 – 50 ألف دولار، وهي سابقة في تاريخ "محور المقاومة".
وفي بيان منفصل، أعلن الفصيل ذاته أن "تشكيلات القوة الصاروخية (التابعة له) أجرت مناورات بالذخيرة الحية بعيارات مختلفة وأنواع لم تدخل الخدمة في الوقت السابق، وبذلك تكون المقاومة الإسلامية اليوم كسرت تهديد القوة الصاروخية الأميركية وسلاح الهيمارس على وجه التحديد"، متوعداً أن جولة الاشتباك المقبلة -إن وقعت- فستشهد استخدام سلاح "التوس" كضد نوعي لسلاح "الهيمارس" الأميركية.
وأشارت منصات مؤيدة للفصائل المسلحة إلى أن المناورات أجريت في "مقتربات" مدينة الموصل، حيث أطُلقت من هناك صواريخ استهدفت مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يضم قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي مساء 30 أيلول الماضي، واتهمت السلطات الكردية الحشد الشعبي صراحة بتنفيذ القصف لكن الأخير نفى.
و"التوس" هو راجمة روسية الصنع تُطلق صواريخ محملة بوقود شديد الإنفجار، ولها القدرة على تدمير المدرعات الخفيفة والآليات بصواريخها الحرارية الحارقة، وقد استخدمتها القوات العراقية المشتركة في عمليات تحرير جرف الصخر من سيطرة تنظيم داعش عام 2014.
أما "الهيمارس"، فهي راجمة أميركية دخلت الخدمة لدى الجيش الأميركي عام 2005، واستخدمها في العراق وأفغانستان، وبإمكانها إطلاق 6 صواريخ من عيار 227مم دفعة واحدة، إضافة إلى صاروخ باليستي قصير بمدى يصل مداه إلى نحو 300 كيلومتر.
وتعتمد القوات الأميركية على هذه المنظومة في حماية قاعدتها في منطقة التنف السورية، على الجهة المقابلة للحدود مع العراق حيث تمتلك "فصائل المقاومة" وجوداً ومقاراً عسكرية هناك بصفتها منضوية في الحشد الشعبي،
وسبق أن تعرضت بعض هذه المقار لضربات جوية أميركية وأخرى "يُرجح أنها اسرائيلية".
خلال مدة الغزو الأميركي للعراق، كانت "فصائل المقاومة" تفضل العبوات الناسفة وسلاح "الهاون" وصواريخ "الكاتيوشا" في استهداف تلك القوات، وفي بعض المرات، استهدفت بضربات محدودة قواعد أميركية بصواريخ مطوّرة بينها ما يعرف بـ"القاهر".
حتى الآن، لا تثق الفصائل بجدية الإدارة الأميركية سحب قواتها من العراق "تطبيقاً لقانون خروج القوات الأجنبية الذي أقره البرلمان العراقي بعد 48 ساعة على مقتل أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني"، كما أن الحكومة العراقية التي أعلنت تشكيل لجنة فنية للتنسيق مع واشنطن بشأن "إعادة انتشار قواتها خارج العراق"، لا تحظى هي الأخرى بثقة "فصائل المقاومة".
في السابق، وبعدما جرى الإعلان عن "الهدنة" حث "أبو علي العسكري" القائد العسكري لكتائب حزب الله "الفصائل الماسكة للأرض" بالاستمرار في "الاستطلاع ونصب وتوجيه الاسلحة المباشرة وغير المباشرة صوب مصالح العدو وثكناته وآلته العسكرية كافة، سواء أكانت على الأرض أم تلك التي تنتهك السيادة الجوية العراقية".
ودعا العسكري، الذي يوجه اتهامات مباشرة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بـ"المشاركة" في عملية اغتيال سليماني والمهندس، الفصائل إلى أن "يكونوا على أتم الجهوزية والاستعداد في حال الشروع بعمل واسع يعصف بالعدو لا يبقي ولا يذر، ولا ينقذهم منه إلا نتائج الحراك السياسي بجدولة خروجهم من العراق".
وفي رسالة غامضة تداولتها منصات إلكترونية مؤيدة لـ"محور المقاومة" في العراق، تعهد "شباب الإسلام" المنضوين في بعض الفصائل المسلحة، لكوادر هذه المنصات الذين يشتركون مع مقاتلي الفصائل بإطلاق لقب "ولد الشايب" على أنفسهم، الاسم المستعار الذي كان يستخدمه أحيانا أبو مهدي المهندس، بأنهم سيتيحون لهم "مشاهدة أشلاء الأميركي تتطاير عن قرب، بأقرب فرصة".
وفي إطار الصراع الأميركي الإيراني، الذي تنخرط فيه فصائل "محور المقاومة" في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يقول محللون سياسيون كثر إن إيران تنتظر نتائج الانتخابات الأميركية المقرر إجراؤها في 3 تشرين الثاني المقبل، على أمل فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وإلا فإنها ستظل في وضعها الحالي الصعب جراء سياسات دونالد ترامب ما يجعل إمكانية الإنزلاق إلى حرب في المستقبل موجودة وحسب تحرك أي الجانبين ضد بعضهما البعض.
يشار إلى أن "ثأر سليماني" الذي حدده المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وكذلك حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي يحل في المرتبة الثانية بعد الحرس الثوري في هيكلة "محور المقاومة"، هو إخراج القوات الأميركية من غرب آسيا والشرق الأوسط بمجمله.