أفاد تقرير أوردته صحيفة "The Times" البريطانية، بأن تنظيم داعش يعتمد على تهريب العاج والتجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية والسكر والماس لتمويل نشاطه في إفريقيا، في محاولة منه لتمكين تمدده في تلك المنطقة، وتعزيز نفوذه.
يأتي ذلك في وقت حاول تنظيم الدولة الإسلامية تجميع قواه في مناطق أخرى مثل العراق، حيث شن هجمات استهدفت أسواقاً شعبية، تلتها عمليات عسكرية للحكومة على مناطق تمركزهم في صحراء محافظة الأنبار غرب البلاد، والتي تربطها حدودياً مع سوريا والأردن والسعودية.
"شريان الحياة لداعش"
كان مقاتلون من داعش قد شنوا هجوماً على بلدة بالما في موزمبيق الأسبوع الماضي، قتلوا خلاله عشرات الأشخاص وشردوا مئات آخرين، ما أثار مخاوف إزاء عجز المنطقة عن احتواء هذا التمرد الذي يتنامى بسرعة.
كما كتب السير إيفور روبرتس، السفير البريطاني السابق في يوغوسلافيا وأيرلندا وإيطاليا، في تقرير لمشروع مكافحة التطرف: "التجارة غير المشروعة شريان الحياة الذي يدعم الجماعات المتطرفة النشطة في شرق إفريقيا".
كما جاء في التقرير أن الجماعات الجهادية المرتبطة بداعش تتعاون مع عصابات إجرامية تنقل البضائع غير المشروعة إلى شرق إفريقيا لبيعها في الأسواق الدولية.
"مساحة جديدة يظهر فيها داعش"
برز فرع "داعش" في موزمبيق جنوب شرقي القارة السمراء، في خضم انشغال العالم بالحرب على المجموعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي، وينتشر في الكونغو الديمقراطية ويهدد تنزانيا.
وسيطر عناصر داعش مع بداية العام الجاري، في ما أصبح يعرف "ولاية إفريقيا الوسطى"، على مدينة ساحلية استراتيجية وقرى في موزمبيق، وتسببوا في مقتل مئات المواطنين ونزوح مئات الآلاف.
كما اقتحم عناصر داعش سجناً كبيراً في الكونغو الديمقراطية، وأطلقوا سراح مئات السجناء بينهم مجرمون وعناصر متشددة.
إضافة لذلك تمدد نشاطهم إلى غاية جنوبي تنزانيا (شرق القارة)، عندما هاجم المئات منهم مركزاً أمنياً بمدينة حدودية مع موزمبيق.
"منطقة غنية بالثروات"
في 2010 اكتشف حقل ضخم للغاز الطبيعي قبالة سواحل مقاطعة كابو ديلغادو، التي ينشط بها "داعش"، وتضم عدداً كبيراً من المسلمين، الذين يبلغ تعدادهم 4 ملايين نسمة، يمثلون نحو 20% من سكان موزمبيق.
وتعول موزمبيق، المصنفة أممياً ضمن أفقر 10 دول في العالم، على استغلال حقل الغاز، الذي من المنتظر أن يُدر استثمارات بنحو 60 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام، للخروج من دائرة الفقر.
كما سبق لها وأن اكتشفت في 2009، أحد أكبر مناجم الياقوت في العالم، ما يشكل دخلاً إضافياً للبلاد عند استغلاله.