نشر موقع Inside Arabia، تقريرا تناول الإغراءات التي يقدمها التطبيع مع إسرائيل، للدول التي تعاني من أزمات اقتصادية، فيما تحدث عن "إنجاز"، وصفه بالأكبر من الناحية الجيوسياسية يتمثل في اختراق دبلوماسي بين العراق وإسرائيل، بشكل قد يكسر النفوذ الإيراني.
وذكر الموقع، في تقريره الذي ترجمته صحيفة "الخليج الجديد"، أن "مؤيدي (اتفاقيات إبراهام) حفزوا موجة من النشاط الدبلوماسي غير المسبوق في الشرق الأوسط، وكسروا الخط الأحمر المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع مع (إسرائيل). وجاءت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين (إسرائيل) ودولتين خليجيتين -هما الإمارات والبحرين- نتيجة لعملية طويلة تكثفت في السنوات الأخيرة".
واستدرك بالإشارة إلى أن "الاتفاقيات ستعمل أيضًا كمحفز للخلاف الاجتماعي والسياسي في الدول العربية التي تعاني بالفعل من انقسامات عميقة؛ خاصة الدول المرتبطة بشكل وثيق مع إيران والتي ظلت آخر معاقل الدعم للقضية الفلسطينية".
إغراءات التطبيع
ولفت إلى أن "بعض الدول ترى التطبيع مع (إسرائيل) كدواء لعلاج المشاكل الاقتصادية طويلة الأمد، وبالتالي، كأداة لتخفيف الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الاعتراف الإقليمي الأوسع بـ(إسرائيل) يفتح فرصا استراتيجية طويلة المدى".
ووفق رأي الموقع فإنه "يمكن رشوة العراق الذي يحتاج إلى استثمارات وأموال لتعويض الانخفاض الحاد بعائدات النفط في مقابل اتخاذ خطوات مماثلة للبحرين والإمارات، ما سيؤثر على مستقبل العلاقات العراقية الإيرانية".
وتوقع أن "تصور واشنطن مثل هذه العملية باعتبارها جزءا من استراتيجية أكبر لاحتواء صعود الصين عبر المحيطين الهندي والهادئ".
وتحدث عن "محاولات عديدة جرت لتعزيز الروابط بين العراق و(إسرائيل) على مدى السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2019، قامت 3 وفود عراقية (مكونة من 15 شخصية سياسية ودينية من الطائفتين السنية والشيعية) بزيارة إلى (إسرائيل) والتقوا بمسؤولين حكوميين وأكاديميين يهود، كما زارت الوفود العراقية النصب التذكاري للهولوكوست".
وأشار إلى أن "زعيم حزب الأمة العلماني في العراق، مثال الألوسي، وهو سني، طالب بأن يحذو العراق حذو الإمارات في إقامة علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، ولطالما جادل لصالح تطبيع العلاقات مع تل أبيب. ويعتقد أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد تم استغلاله من قبل عدة دول لمصالحها الخاصة، وليس لصالح الشعب الفلسطيني".
ووفقا للموقع، فإن "الآلوسي يؤكد أن القادة العراقيين كانوا بالفعل على اتصال بالإسرائيليين، رغم أنهم ما زالوا حذرين من النفوذ الإيراني".
ولفت إلى أن "العراق لا يعترف بـ(إسرائيل)، ونتيجة لذلك، لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. كما شاركت بغداد في حرب 1948، ومنذ ذلك الحين والدولتان في حالة حرب من الناحية العملية".
وأضاف، أن "القوات العراقية شاركت في المعارك ضد (إسرائيل) عامي 1967 و 1973، وأثناء حرب الخليج (1990-1991) أطلق العراق بضع عشرات من صواريخ سكود الباليستية ضد إسرائيل".
كسر النفوذ الإيراني
ونبه الموقع إلى أن "من الواضح في الوقت الحالي، أن تطبيع العلاقات العراقية الإسرائيلية سيكون له فائدة مباشرة كبيرة لصالح الولايات المتحدة".
وأكمل، أن "البنتاغون أعلن أنه بدأ بخفض عدد القوات في بغداد من 5200 إلى 3000، وقد يبدو الأمر وكأنه تكتيك لكسب الأصوات في أجندة ترامب الانتخابية، حيث وعد الرئيس بوقف الحروب التي لا نهاية لها، في العراق، لكن له معانٍ ضمنية أعمق بكثير".
وعلى المستوى الجيوسياسي، يمكن للولايات المتحدة استخدام احتمالية التطبيع مع (إسرائيل) لمغادرة المنطقة، بحسب الموقع الامريكي، وتقليل مشاركتها العسكرية مع استمرار سعيها نحو هدفها الاستراتيجي المتمثل في كسر النفوذ الإيراني -وبدرجة أقل النفوذ التركي- في المنطقة، وستكون أداة التطبيع هذه أشد فتكًا في العراق ولبنان".
واختتم بالإشارة إلى أنه "بعد 4 أشهر من توليه منصبه، يواجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ضغوطًا سياسية كبيرة، حيث يتعين عليه إدارة أزمات داخلية متعددة، تنضم إليها الآن علاقات خارجية أكثر حساسية مع إغراء إضافي للحصول على دعم اقتصادي مقابل خيانة الفلسطينيين".