نشرت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الجمعة (23 تشرين الأول 2020)، رسالة بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، فيما بعثت برسالة خاصة الى جميع العراقيين بهذه الذكرى ودعتهم الى مواصلة أمر مهم.
وقالت بلاسخارت في رسالة نشرها موقع الامم المتحدة تابعه موقع IQ NEWS، "قبل خمسةٍ وسبعين عاماً، وُلدت الأمم المتحدة من رماد الحرب العالمية الثانية، وكان العراق حاضراً في هذه اللحظة، كان آنذاك دولةً فتيةً لكنها ذات تاريخٍ ثريٍّ للغاية. وكعضوٍ مؤسسٍ للأمم المتحدة، لعب العراقُ دوراً في تشكيل المستقبل المشترك للبشرية".
واضافت، "شأنها شأن الشعب العراقي، لم تَسلم الأممُ المتحدةُ من آثار النزاعات التي عصفت بالبلاد. ففي 19 آب/ أغسطس 2003، دُمّر مقر الأمم المتحدة في بغداد بتفجيرٍ ضخم، وكان هذا للأسف واحداً فقط من انفجاراتٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى اجتاحت العاصمة العراقية على مدار سنوات النزاع، لكنه أثّر على الأمم المتحدة بطريقةٍ لم تُماثِلْها سوى هجماتٍ قليلةٍ من قبلُ أو منذ ذلك الحين، فقد قُتل اثنانُ وعشرون من زملائنا وأُصيب أكثر من 150، وكان من بين الذين لقوا حتفهم سَلَفي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو. وما زال هذا التاريخ محفوراً في ذاكرتنا المشتركة".
وتابعت، "من خلال وجودنا في الميدان، ساعدت بعثةُ الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ووكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، وبالتنسيق الوثيق مع الحكومات المتعاقبة، في تحشيد الدعم الدولي للبلاد وهي تواجه العديد من التحديات الرهيبة، وهذه الجهود مستمرة حتى يومنا هذا".
وزادت بلاسخارت، "حينما استولى داعش على أجزاءَ كبيرةٍ من البلاد في عام 2014، دافعاً ملايين العراقيين إلى ترك ديارهم، بذلت الأمم المتحدة جهوداً ضخمةً لحماية مجتمعات النازحين وإيوائهم وإطعامهم والعناية بصحتهم وضمان عودتهم الآمنة والكريمة بعد النزاع. وتمّ جمعُ وإنفاقُ مليارات الدولارات على المساعدات الإنسانية وإعادة الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية، كما تركّزت الجهود على معالجة قضايا حقوق الإنسان والعدالة والمساءلة والمساواة بين الجنسين ودعم العمليات السياسية والانتخابية، فضلاً عن العديد من البرامج المتنوعة في مجالاتٍ أساسيةٍ مثل الصحة العامة والبيئة والتعليم والتنمية المستدامة".
وأوضحت بلاسخارت، "اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، نبقى متحدين بقوة، إذ تقود منظمة الصحة العالمية (WHO)، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع السلطات من المستوى المحلي إلى المستوى الاتحادي، جهودَ الأمم المتحدة لمكافحة جائحة كوفيد-19 وتقليل وطأتها على البلاد، وتتواصل المساعدة الإنسانية لمن هم بحاجة إليها، ويقدم فريقنا الانتخابي المشورةَ والدعمَ الفني للمؤسسات الوطنية العراقية بشأن الانتخابات العامة المقبلة، وتتواصل جهودنا السياسية مع العديد من أصحاب الشأن لخلق بيئةٍ مواتيةٍ تُعزّزُ الاستقرار بعد النزاع وتقوّي الاقتصاد وتجتذب الاستثمار الدولي. ويقوم زملاؤنا بالدعوة لحقوقَ الإنسان ومراقبتها وتقديم التقارير بشأنها – بما في ذلك حقوق الأطفال والنساء وذوي الإعاقة والأقليات وغير ذلك من الفئات المعرضة للخطر - وتُساعدُ في تعزيز المؤسسات الحكومية لضمان إعمال هذه الحقوق للجميع".
واشارت بلاسخارت الى "مساهمة العراقيين بشكلٍ كبيرٍ في الأمم المتحدة، سواءٌ كان ذلك هنا في العراق كموظفين وطنيين مهمّين لعملياتنا أو دولياً، بما في ذلك في مناصبَ قياديةٍ عُليا في عموم منظومة الأمم المتحدة. والعراق اليوم مشاركٌ فاعلٌ في العديد من برامج وسياسات الأمم المتحدة على مستوى العالم".
وكشفت بلاسخارت عن رسالة إلى "جميع العراقيين في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمتنا هي أنكم تنتمون إلى هذه الأمم المتحدة كما ننتمي نحن إليكم، فلْنواصلْ رحلتنا المشتركة، ونكثّف جهودنا المشتركة للوفاء بالمُثُل والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة".
واختتمت قائلة، "لْنؤكدْ من جديد التزامنا بهذه القيم المشتركة ونبقى ثابتين في تصميمنا على تحقيق مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً وعدلاً وازدهاراً لجميع العراقيين".