أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، السبت، أن وزير الخارجية محمد جواد أن ظريف "سيقوم على رأس وفد بزيارة قطر والعراق الأحد"، وسط توقعات بتزايد الحراك الدبلوماسي في المنطقة في سياق التحضير لجولة مباحثات ثانية بين طهران والرياض في بغداد.
وقال زاده في تصريحات تابعها موقع IQ NEWS، اليوم (24 نيسان 2021)، إن الجولة تأتي "في إطار تطوير العلاقات الثنائية، ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها"، مشيرا الى أن ظريف سيلتقي خلال زيارته عددا من المسؤولين البارزين في البلدين.
وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد أيام من تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تحدث عن استضافة بغداد في التاسع من نيسان ، لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، في ما وصفته بأنه "أول مباحثات سياسية مهمة" بين البلدين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في مطلع العام 2016.
وأكد مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي حصول الاجتماع الذي أشارت الصحيفة الى أنه سيتبع بلقاء آخر في الأيام المقبلة.
ولم تؤكد طهران أو تنفي حصول اللقاء.
لكن خطيب زاده كرر خلال مؤتمر صحافي في 19 نيسان ، ترحيب بلاده بالحوار مع السعودية.
وقال "ما يهم هو أن الجمهورية الإسلامية في إيران لطالما رحبت (بإجراء) مباحثات مع المملكة السعودية، وتعتبر أن ذلك سيكون في صالح شعبَي البلدين والسلام الاقليمي والاستقرار"، مشددا على أن المقاربة الإيرانية "لا تزال مستمرة".
من جهتها، لم تعلق الرياض رسميا على التقارير، لكن صحيفة "عرب نيوز" السعودية الناطقة بالانكليزية، نقلت عن مسؤول سعودي بارز لم تسمه، نفيه حصول مباحثات مع إيران في العراق.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني 2016، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد، نفذه محتجون على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
كما تبدي الرياض قلقها من النفوذ الاقليمي لطهران، وتتهمها بـ"التدخل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من البرنامج النووي لإيران وقدراتها الصاروخية.
وتأتي التقارير عن حوار بين الطرفين، في ظل مباحثات تستضيفها فيينا بين طهران والقوى الكبرى، تهدف الى البحث عن سبل لعودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي لعام 2015، ورفع عقوبات فرضتها الإدارة السابقة للرئيس دونالد ترامب على الجمهورية الإسلامية بعد انسحابها أحاديا من هذا الاتفاق عام 2018.
وسبق لإيران أن رفضت دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الاقليميين في أي مباحثات دولية بشأن الملف النووي، لكنها أكدت مرارا استعدادها لإجراء حوار إقليمي.
وبقيت العلاقات بين طهران والدوحة وثيقة إبان الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي اندلعت في أعقاب قرار الرياض وحلفاء اقليميين (أبوظبي والمنامة والقاهرة) عام 2017، قطع العلاقات معها على خلفية اتهامها بالتقرب من إيران ودعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو ما نفته قطر.
لكن أطراف الأزمة الخليجية أنجزوا مصالحة في مطلع العام 2021، وأعادوا تفعيل العلاقات في ما بينهم.