أشار تقرير تحليلي لمعهد "بروكينغز" إلى أن جهود العراق للوساطة بين السعودية وإيران، يعيد البلد الذي مزقته الحرب، لاعبا رئيسيا في المنطقة.
وفقا للتقرير، فإن الجهود العراقية يمكن أن تساعد في تخفيف التوترات بين الخصمين البارزين في الخليج العربي، في وقت تحتاج هذه الجهود إلى دعم هادئ من الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن خفض التوترات الطائفية في المنطقة من صالح الولايات المتحدة، خاصة وأن مساعدة العراق لحوار سعودي إيراني يساهم في إنهاء حرب اليمن التي وعد الرئيس بايدن بإيقافها.
ويعتبر الملك سلمان وابنه ولي العهد الأمير محمد، أكثر القادة السعوديين معاداة لإيران في تاريخ المملكة، لذلك فإن الحوار الآن مع إيران يمثل خطوة كبيرة، بحسب المعهد.
وأشار مسؤول عراقي في تعليقه على المحادثات التي استضافتها العراق إلى أن الكاظمي "حريص للغاية" على أن يلعب العراق دور "الجسر" بين جارتيه المتعاديتين.
والأربعاء، نقلت وكالة رويترز عن مصادر "مطلعة" في الشرق الأوسط، أن السعودية وإيران تخططان لعقد المزيد من المباحثات المباشرة، هذا الشهر، دون تحديد موعد دقيق.
وفقا للمصادر، فإن المحادثات ستهدف لتخفيف التوترات القائمة ما بين البلدين الخصمين، ما قد يساهم بتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتنذر المحادثات الجديدة بديناميكية جديدة محتملة في العلاقة بين إيران والعراق والسعودية، وهم الأقطاب الرئيسيون الثلاثة في الخليج العربي منذ عقود.
وبحسب مصادر رويترز، فإن المباحثات بدأت بعد زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للرياض، ويقودها رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان، ونائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد إيرواني.
وفي السنوات الأخيرة، كان العراق يهدف إلى اتباع سياسة خارجية تتمثل في عدم الانحياز بين السعودية وإيران. وغالبا ما يقوم رؤساء الوزراء العراقيون بجدولة رحلات إلى طهران والرياض معا من أجل إظهار هذا التوازن.
وكان رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي قال في عام 2017، إن بلاده "ضحية" للمنافسات الإقليمية.
وقال المسؤول العراقي في تعليقه على المحادثات إن مصلحة بلاده تتمثل في أن تلعب بغداد دور الوسيط، مردفا: "كلما زادت المواجهة في المنطقة، زاد لعبهم هنا".
وأشار إلى أن الانفراج السعودي الإيراني يعني منطقة أكثر هدوءا وعراقا أكثر هدوءا.
وفقا للمعهد الأميركي، فإن المحادثات التي يتوسط فيها العراق إذا ما أسفرت عن وقف إطلاق النار في اليمن، فسيكون ذلك بمثابة تحسن كبير في التوترات الإقليمية ويساعد في تخفيف أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وعلى المدى القريب، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان العراق سيكون قادرا على القيام بذلك، خاصة وأنه ليس من المؤكد على الإطلاق أن السعودية وإيران لديهما بالفعل إرادة للمصالحة.
ولا يزال العراق أضعف بكثير من ممارسة نوع من النفوذ على جارتيه للمساعدة في دفع عجلة هذه المصالحة التي قد تغير من شكل المنطقة إذا ما خلصت لنتائج إيجابية، بحسب تقرير بروكينغز.
وكان العراق لاعبا رئيسيا في المنطقة خلال فترة السبعينات والثمانينيات بجانب إيران والسعودية بعد خروج بريطانيا من المنطقة، لكن بعد التدخل الأميركي عام 2003، غالبا ما ينظر إلى الخليج أنه منطقة ثنائية القطب بين إيران الشيعية والسعودية السنية.