دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، المجتمع الدولي إلى مساعدة العراق بشكل "أوسع وأقوى" ليتمكن من مواجهة تداعيات "مشاكل" دول الجوار على أراضيه.
وقال الحلبوسي في مقابلة أجرتها معه إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية، خلال زيارته فرنسا، والتي اختتمها يوم أمس (25 حزيران 2021)، إن "العراق هو سد منطقة الشرق الأوسط، وكلما كان هذا السد محصناً وقوياً، قلّت المشاكل، وكلما كثرت مشاكل العراق انعكس هذا سلباً على كل الشرق الأوسط".
وعدّ أن "من المهم أن يكون الملف العراقي حاضراً في مفاوضات فيينا بين إيران وأميركا، فلا يمكن أن يكون العراق ساحة للخصومة (بين هذين البلدين) ولا يحضر التسوية".
وبشأن الأحداث في شمال العراق والمواجهات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قال الحلبوسي "نرفض كل أشكال التدخل العسكري وغير العسكري سواء من تركيا أو من غيرها، كما نرفض أن تستخدم الجهات الإرهابية الأراضي العراقية لاستهداف دول الجوار".
وأكد أن "دخول حزب العمال للأراضي العراقية غير قانوني وغير شرعي ومرفوض تماماً"، مبيناً أنه "متى ما تمكنا من ضبط إيقاع حركة هذا التنظيم، سنتمكن في نفس الوقت من إيقاف تدخل الآخرين في الشؤون العراقية".
وأشار رئيس مجلس النواب، إلى أن "هناك اتفاقية عراقية تركية سابقة تسمح لقوات البلدين بملاحقة التنظيمات المتطرفة والمعادية للبلدين ضمن حدودهما، وهذه الاتفاقية ما زالت فاعلة".
وشدد في الوقت ذاته: "لا نسمح بأن تستخدم الأراضي العراقية لإنشاء قواعد تحارب معارضين سواء من تركيا أو إيران أو أي دولة مجاورة للعراق".
وتابع محمد الحلبوسي أن "العراق اذا كان منهكا بمشاكله الداخلية لايوجد ما يمنع الاخرين من العبور داخل أراضيه ولا يوجد ما يردعهم ويمنعهم، وهنا نقول أين دور المجتمع الدولي".
وأردف قائلاً: "نخشى أن يترك العراق لوحده. العراق ليس ضعيفاً. العراق قوي لكن المشاكل تحتاج لإمكانيات أعلى ودولية لمواجهة تداعيات مشاكل دول الجوار داخله".
وأوضح أن "العراق يتعرض لمشاكل الواحدة تلو الأخرى، وليس بإمكانه منفرداً دون أصدقائه في العالم، مواجهة جميع هذه التحديات في ظل هذه الظروف الصعبة".
وبشأن الانتخابات النيابية المقبلة، قال رئيس مجلس النواب، إنه "إذا كان هناك دوراً واضحاً لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الانتخابات، فإن هذا سيشجع الناخب العراقي على المشاركة فيها".
وحذر من أن "دعوات مقاطعة الانتخابات ستخدم الأحزاب المتمرسة في السلطة، ومن يطمح للتغيير يجب أن يكون مشاركاً بدور أوسع"، مضيفاً أن "دعوات المقاطعة هذه
تستخدم لتضليل بعض الحراكات الناشئة واضعاف همتهم للمشاركة في الانتخابات".
وأكد أن "الانتخابات هذه المرة مفصلية لحاضر ومستقبل العراق"، داعياً "جميع العراقيين للمشاركة الفاعلة وعدم السماح لمن يحاول أن يضللهم وابعادهم عن الساحة الانتخابية".
وتابع "لا خيار أمامنا إلا أن نحافظ على العملية الديمقراطية وأن نشجع مواطنينا على الانتخاب وحماية الناخب والمنتخب للوصول إلى بر الأمان".
وأضاف محمد الحلبوسي، أن "هناك رؤيا واضحة للحكومة العراقية وللكثير من القوى السياسية بضرورة ضبط إيقاع العملية الانتخابية، وعدم السماح للسلاح والمال المنفلت بأن يأخذ مساحة في انتخابات تشرين الأول المقبل"، مشدداً على أنه "لا يمكن أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة بوجود السلاح وبوجود سطوة للمال السياسي".
وحول ملف "مكافحة" الفساد، قال رئيس البرلمان إن "الحراك ضد الفساد هو الأعلى هذا العام"، مشيراً إلى "احتجاز فاسدين كبار، والعمل مستمر بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية ضد منظومات الفساد".
وفيما يتعلق في إيران، قال محمد الحلبوسي إنه "من المبكر تقييم تاثير انتخاب إلرئيس الإيراني الجديد لكن إن تعرض العراق لأي ضغوط سياسية فسيكون للعراقيين موقفاً بهذا الشأن".
واختتم الحلبوسي، يوم أمس الجمعة، زيارة رسمية لفرنسا استمرت لأيام، تلبية لدعوة رسمية، والتقى خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين، إضافة إلى إدارة منظمة أرباب العمل الفرنسية.
ودعا رئيس البرلمان خلال هذه اللقاءات إلى تقديم المساعدة الأمنية والاقتصادية للعراق، والاستثمار فيه، كما دعا الشركات الفرنسية للإسراع في تنفيذ مشروعي مطار الموصل ومترو بغداد.