في أواخر 2007، هجر سكان قرية "كشاف"، الواقعة شرق الموصل، وغالبيتهم من الكرد منازلهم، إثر انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وبضمنها القرية هذه، الأمر الذي استغله عناصر من تنظيم داعش خاصة بعد استعادة نينوى من قبضته، واتخذها منطلقاً لشن عمليات ضد مناطق في جنوب الموصل وشرقها.
وتقع القرية، التابعة لقضاء مخمور، والتي كانت تسكنها حوالي 150 عائلة يعمل قسم كبير من أفرادها في الزراعة ورعي الأغنام، على ضفة نهر الزاب الكبير، ويفصلها عن المناطق الأخرى وادٍ فيه حشائش وأدغال، ما يجعلها معقدة جغرافياً، وقد قصف الجيش العراقي "أهداف" للتنظيم فيها خلال الأيام القليلة الماضية، مستخدماً المدفعية.
هجمات مستمرة
"داعش تمدد إلى كشاف وهناك قرى أخرى ما تزال في مرمى تهديده، مثل كشمولة وزارا"، يقول خالد الجبوري، عضو مجلس عشائر جنوب الموصل لموقع IQ NEWS.
ويشير إلى حاجة العشائر و"الحشود" إلى السلام والاهتمام من جانب القوات الأمنية الرسمية ليتمكنوا من حماية الأرض ومسك مناطقهم المهددة وتأمين الاستقرار، قائلاً إن "أغلب عناصر الحشد العشائري يعانون من عدم دفع الرواتب لهم ويشترون السلاح من أموالهم الخاصة".
وكون قرية "كشاف" من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، فإن هذا يضفي تعقيداً على قضيتها، كما أن العديد من العوائل التي كانت تسكنها ونزحت منها عقب سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى صيف 2014، لم تعد إليها بعد استعادة القوات الأمنية السيطرة على المحافظة في 2017، بسبب نقص الخدمات وعدم انتشار القوات في القرية، وفق مصادر محلية.
ويقول مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور، رشاد كلالي، إن "هذه القرية كانت محمية سابقاً من قبل قوات البيشمركة، وهي الآن مهجورة ويستغل داعش طبيعتها الجغرافية ولاسيما وجود نهر الزاب الفاصل بينها وبين بقية مناطق شرق وجنوب الموصل".
ويرى كلالي خلال حديثه لموقع IQ NEWS، أن "وجود الحشد العشائري في الجهة المقابلة لقرية كشاف وتحديداً في قرية العذبة لا يكفي إطلاقاً في مواجهة هجمات التنظيم، وبالتالي لا يمكن إنهاء هذا الخطر دون وجود اتفاق سياسي بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان يقضي بانتشار الجيش والبيشمركة في المناطق المتنازع عليها".
ويدعو القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الطرفين وشن عمليات برية سريعة تكون مؤمنة بغطاء جوي من التحالف لتأمين القرية، ومن ثم نشر قوة مشتركة داخلها بغية "إنهاء الخطر بنسبة كبيرة على جميع مناطق شرق وجنوب الموصل".