بغداد - IQ
أبلغ مصطفى البياتي، إمام وخطيب جامع العساف في منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، الجمعة (24 أيلول 2021)، سكان المنطقة رسالة قال إنها وردته من علماء السنة وموجهة إليهم، مفادها أن لا ينتخبوا مرشحين "ثبت فسادهم في محافظاتهم ثم قدموا للترشيح في الأعظمية".
وقال البياتي خلال خطبة صلاة الجمعة، وتابعه موقع IQ NEWS، إن "هذه الانتخابات مختلفة عن السابقة، التزوير فيها وفق مختصون، ليس بالأمر السهل مثل الانتخابات السابقة، وأن علمائنا علمونا أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فإذا أقدمت على عمل ما لدفع المفسدة يكن لك أجر".
وأضاف أن "الانتخابات القادمة هي انتخابية مناطقية (قانون الدوائر الانتخابية)، وهذه المدينة (الأعظمية) حباها الله بتاريخ عريق ونعم كبيرة وسكانها هم أهل التأريخ وهم وأسلافهم من صنعوا تاريخ مدينتهم"، لافتاً إلى أن "أناساً فشلوا في محافظاتهم لأنهم نعتوا بالفساد والطائفية، جاءوا ليرشحوا في الأعظمية وكأنها تخلو من الرجال والنساء".
وأضاف مخاطباً سكان الأعظمية أن "مدينة الإمام الأعظم والشيخ الكيلاني (في باب الشيخ) جُعلت منطقة واحدة في التصويت (يوم الانتخابات)، فأحفظوا هيبة وهوية هذه الأماكن، ولا تسمحوا للغرباء والدخلاء أن يخدعوكم وأنتم أهل العقل والرجاحة ومنكم خرج قادة هذا البلد، فأبحوا عن صوت لا يهادن في الدفاع عنكم، لا يباع ولا يشترى، والله أعرف نائباً تنقل من كتلة إلى أخرى ثم استقر في كتلة دفعت له مليوني دولار، فلا تنتخبوا هؤلاء وأبحثوا عن ابن منطقتك فهو يعرف حالكم وعلى الأقل يستحي منكم إن كان متخاذلاً".
وتابع خطيب الجمعة في مسجد العساف، الذي يعدّ من أشهر مساجد منطقة الأعظمية، أن "بغداد هي بيضة الميزان، وجاءتنا رسالة من علمائنا قالوا فيها لا تخذلونا، فأرونا خيراً (في يوم الانتخابات) وكلنا أمل بكم، وأنتم يا أهل السنة بيضة ميزان هذا البلد، باستقراركم يستقر البلد وبقوتكم يقوى البلد، أنتم مع الكرد سنة ومع الشيعة عرب"، مشيراً إلى أن النتائج السلبية لمقاطعة الانتخابات في السابق.
وأردف "أستلحفكم بالله، فأخوانكم من العلماء لا مصلحة لهم، ولكننا جلسنا ساعات وساعات لنتدارس أين تكمن مصلحة أهلنا ومناطقنا ومحافظاتنا وقد جرّبنا كل شيء. من قاوم الاحتلال؟ أليس أهل المساجد، من قال للظالم لا؟ أليس أهل المساجد، جربنا المقاطعة وحل بنا ما حل، فلا تساهموا في ضياع مدنكم ومحافظاتكم، ولا يعقل أن لا يوجد بين المرشحين شخص يمكن الاعتماد عليه فبينهم من يحمل قضيتنا".
وتابع مصطفى البياتي، قائلاً إن "الفرصة التي أمامنا هي صندوق الانتخابات، يجب أن نأخذ بالأسباب والباقي على الله، أنادي فيكم دينكم وغيرتكم، يا شباب الأعظمية مدينتكم خرّجت كل قادة البلد فلا تسمحوا للغرباء والدخلاء الطائفيين والفاسدين، ولمن يشترون الآن الأصوات بأموالهم النتنة الحرام بأموال السحت، لا تسمحوا لهم أن يجعلوا قيمتك تساوي 25 أو 50 أو 100 ألف دينار"، متساءلاً "كيف بالإنسان الذي كرّمه الله أن يبيع صوته؟".
وحذر من أن "تخلف المصلح وجلوسه في بيته سيؤدي لتقدم المفسد، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وحفاظكم على هوية مجتمعكم ومدينتكم من أوجب الواجبات، وصوتك هو بمثابة شهادة، وبيع الأصوات وبيع بطاقات الناخبين لا يجوز، وشهادتك لشخص دفع مالاً أو لشخص ثبت فساده أو لشخص ثبت أن أجندته تريد دمار هذا البلد هي شهادة زور، وواجب عليك أن تكون مصلحاً وأن تدلي بصوتك للمصلح، والله نهانا عن كتمان الشهادة، وأنا أقول وبكل صراحة أن مدينتكم بحاجة لأصواتكم".
وقال إن "من المعيب أن تكون في مدينة مثل الأعظمية وآلاف بطاقة الناخبين في بطاقة الاقتراع وستسحب يوم 5 تشرين الأول، وربما تزوّر باسم الناخب ويكون مساهماً من حيث لا يدري في صعود الفاسدين وسيكون مأثوماً".
وحول الدعوات لمقاطعة الانتخابات، شدد إمام وخطيب جامع العساف: "لا تسمعوا لأصوات نشاز تحثكم على المقاطعة، فهؤلاء أما مدفوع مأجور إما لا يفقه من وضعنا شيء وهو مخلص ولكنه يخدم بصوته هذا اولئك المأجورون".