بغداد - IQ
يشعر الكثير في جنوب العراق باختلاف الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العاشر من الشهر المقبل، عما سبقها من انتخابات، لظروف معروفة، إذ ألقت تظاهرات تشرين 2019 وما تخللها من عنف وسقوط قتلى وجرحى، وتعمق الفجوة بين الأحزاب التقليدية والجمهور، و"خيبة أمل" الناس من تحسّن واقعهم المعيشي وافتقادهم الخدمات الأساسية، ظلالها على المشهد بصورة واضحة.
وتعاني عدة مناطق في الجنوب من نقص الخدمات الأساسية وتفشي البطالة والفساد في الدوائر الحكومية، ولا يجد الكثير من الشباب فرص عمل، في حين لا تزال صور ضحايا تظاهرات تشرين معلقة في الشوارع والتقاطعات وعلى واجهات منازل عوائلهم.
في هذه الأجواء، يجد مرشحو الأحزاب الحاكمة "صعوبة في مخاطبة الجمهور العادي غير الحزبي، فهو لا يثق بهم ويرفض لقائهم حتى"، وفق المحلل السياسي فاضل الفتلاوي.
ويعتمد هؤلاء المرشحون، كما يقول الفتلاوي "على جمهور أحزابهم الذي يبدو أن بعضهم قد انقسم على نفسه"، عاداً أن "جميع المرشحين المستقلين حظوظهم ضعيفة، ومن بينهم مرشحي الحركات التي انثبقت عن تظاهرات تشرين والتي لم تشترك جميعها في الانتخابات، وذلك لضعف الدعم المادي وقلة الخبرة السياسية، وأيضاً، قيام الطرف الآخر باستغلال المال والسلاح والنفوذ".
"تخوف الكثير من مرشحي الأحزاب لقاء الجمهور" رصده أيضاً الناشط في الحراك الاحتجاجي، مرتضى نعيم، قائلاً لموقع IQ NEWS، إن "مواطنين طردوا مرشحين من أماكن كانوا ينوون إجراء تثقيف انتخابي فيها".
في المقابل، تعاني "نور نافع"، وهي ناشطة في تظاهرات تشرين وترشحت كمستقلة للانتخابات في محافظة الديوانية، إنها "لا تملك المال" للترويج اللانتخابي، كما تقول، إضافة إلى "افتقاد الأجواء الانتخابية الآمنة بعد تعرض العديد من زملائنا للتهديد والقتل".
وتضيف خلال حديثها لموقع IQ NEWS، أن هذه الفئة من المرشحين "يواجهون صعوبات كبيرة أمام المرشحين الحزبيين الذين يملكون المال والنفوذ والسلطة.. لكن هذا لا يعني أن نتوقف، فجمهورنا (المؤيد للتظاهرات) يتسم بالوعي وسيقف خلف المشروع الذي يؤمن به"
"مخاوف رسمية"
في المدينة التي ترشحت فيها "نور"، تخشى الإدارة المحلية من "سعي جهات داخل الديوانية لإحداث فوضى في يوم الاقتراع بهدف إرباك الوضع العام"، وفق نائب المحافظ فارس الحمزاي.
ويؤكد الحمزاوي في حديث لموقع IQ NEWS، أن "الحكومة المحلية في الديوانية ناقشت هذه المخاوف مع القيادات الأمنية التي وضعت في حسبانها مثل هكذا مواضيع، وقد أُعدت خطة أمنية مركزة وخطة محلية ساندة لخلق أجواء أمنية مناسبة يمكن للمواطن خلالها المشاركة في التصويت دون أي ضغوط أو تهديد".
في هذه الأثناء، تبرز دعوة المرجع الشيعي الأعلى بين أقرانه، علي السيستاني، للمشاركة الواسعة في الانتخابات وتأكيده على "ضرورة اختيار الأكفأ والأصلح لكي لا تتكرر التجارب السابقة"، ويتوقع أن تلقى صداها بين المواطنين خاصة في جنوب العراق لما يتمتع به هناك من رمزية عالية.
"إذا قال السيستاني قال العراق.. ستقلب كل الموازين بإعباد المجرب الفاسد وانتخاب الأصلح، ومن له كلام غير ما وجهته المرجعية العليا فليحتفظ به لنفسه ويناقشه مع من هم على شاكلته ويساند عبّاد الكرسي من حيث لا يشعر"، يقول "أحمد الكريطي"، وهو مواطن من الديوانية.
ويضيف خلال حديثه لموقع IQ NEWS أن "المشاركة بالانتخابات أصبحت ملزمة لنا".