أفادت شبكة "سي بي إس" الأميركية، الاثنين (8 تشرين الأول 2021)، نقلاً عن مسؤولين عراقيين بأن سلاح وطبيعة وتوقيت الهجوم الذي استهدف منزل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي فجر الأحد "يحدد" هوية الجهات المنفذة، "وهي ذاتها التي كانت تقصف السفارة الأميركية في بغداد ومطار أربيل".
وتعرض منزل الكاظمي لهجوم بواسطة طائرتين مسيرتين مفخختين، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، فيما أعلنت القوات العراقية إسقاط طائرة ثالثة قبل وصولها للهدف.
ولم يصب الكاظمي بأذى، لكن بعض عناصر حمايته أصيبوا، وقال يوم أمس "نعرف المهاجمين جيداً وسنكشفهم"، فيما توعدت قيادة العمليات المشتركة بملاحقتهم، وانتشرت قوات عسكرية في بغداد ومدن أخرى بعيد الحادثة وسط أجواء متوترة.
ويمثل الهجوم أول محاولة اغتيال خطيرة لرئيس وزراء عراقي في السنوات التي تلت الغزو الأمريكي عام 2003، ولم يعلن أحد على الفور مسؤوليته عن الأمر.
ونقلت شبكة "سي بي إس"، وتابعها موقع IQ NEWS عن مسؤولين عراقيين في بغداد، لم تسمِّهم، إنهم يوجهون أصابع الاتهام إلى الفصائل الشيعية المقربة من إيران و"التي نفذت هجمات مماثلة على المنطقة الخضراء في بغداد والسفارة الأمريكية ومطار أربيل".
ونقلت الشبكة عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي لم يكن مخولاً بالتحدث علناً إن "طبيعة الهجوم والطائرة بدون طيار المستخدمة والتوقيت يشير إلى أن الفصائل نفسها التي كانت تشن هجمات على السفارة الأمريكية و مطار اربيل الدولي، وراء هذا الفعل".
وجاءت محاولة الاغتيال بعد أقل من يومين من تهديد فصائل مدججة بالسلاح بمحاسبة رئيس الوزراء عن الخسائر التي نجمت عن مواجهة بين قوات الأمن العراقية ومتظاهرين موالين لها احتجاجا على نتائج الانتخابات الأخيرة، والتي عانت فيها الفصائل، بشكل كبير، خسائر في البرلمان.
واشتبكت قوات الأمن العراقية التي تحرس المنطقة الخضراء ، التي تضم مقرات الحكومة العراقية والبعثات الدبلوماسية بما في ذلك السفارة الأمريكية ، يوم الجمعة ، مع متظاهرين يقولون بتزوير الانتخابات ويطالبون بإعادة فرز الأصوات يدويًا. وخلفت المواجهة قتيلاً على الأقل و 127 جريحًا.
وأدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وإيران ودول أخرى، الأحد، الهجوم على مقر إقامة الكاظمي ووصفته بأنه عمل إرهابي.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "أصدر تعليماته إلى فريق الأمن القومي الخاص بي لتقديم كل المساعدة المناسبة لقوات الأمن العراقية أثناء التحقيق في هذا الهجوم وتحديد المسؤولين".
وقال بايدن "أشعر بالارتياح لأن رئيس الوزراء لم يصب بأذى وأثني على القيادة التي أظهرها في الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس والحوار لحماية مؤسسات الدولة وتعزيز الديمقراطية التي يستحقها العراقيون بغنى".
وأضاف "يجب محاسبة مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي على الدولة العراقية. وأدين بأشد العبارات من يستخدمون العنف لتقويض العملية الديمقراطية في العراق".