بغداد - IQ
فيما يرزح العراق تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة تضرب أطناب الدولة بشكل عام، تظهر وثائق رسمية حصل عليها موقع IQ NEWS حصول بذخ فاحش ونفقات غير ضرورية في البرلمان العراقي خلال الدورة التي ترأسها أسامة النجيفي، الساعي للعودة مجددا بداعي "الإصلاح".
تشير تلك الوثائق الى إنفاق 6 مليارات دينار من المال العام على الملابس والهدايا والمنح، والطائرات الخاصة، فضلا عن 238 مليون دينار، كديون واجبة الدفع، وأثاث تفوق كلفته مصاريف 10 وزارات مجتمعة إلى جانب مصاريف الدورة الحالية للبرلمان.
مصاريف مضاعفة 12 مرة
بحسب الوثائق، فإن رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، أنفق خلال ولايته التي امتدت ثلاثة أعوام وستة أشهر، مبلغ ستة مليارات و138 مليون دينار على الايفاد والملابس والمشتريات الشخصية، وهو ما يعادل 12 ضعفا لمصاريف مجلس النواب خلال دورته الأخيرة، بحسب إحصائية قام بها موقع IQ NEWS.
وبحسب ما هو مثبت في الوثائق، فان مبالغ الايفاد تصدرت قائمة مصاريف النجيفي بين الأعوام 2010 و2014، حيث أنفق مليارين و82 مليون دينار لتغطية نفقات زياراته الخارجية عندما كان رئيسا للبرلمان.
ولم يقدم النجيفي توضيحات بشأن عدد سفراته، وكلفة كل منها وأسباب الصرف، الذي يقول مختصون إنه "مغلف بمبالغات كبيرة".
غادر المنصب تاركا ديونا ثقيلة
وتذهب الوثائق إلى أن النجيفي عندما انتهت حقبته وغادر المنصب، بقي في ذمته مبلغ 238 مليون دينار مستحقة الدفع لشركة الخطوط الجوية، لم يقم بتسديدها حتى الآن، بعد أن استأجر عدة طائرات خاصة لسفارته الخارجية.
وتطرح الوثائق تساؤلات بشأن سبب صرف النجيفي مبلغ مليارين و82 مليون دينار من المال العام على سفراته الخارجية، دون أن يسدد مستحقات شركة الخطوط الجوية، ما يشير إلى وجود شبهات في قضية الصرف.
نثرية وملابس أرهقت الموازنة
الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، حيث تشير الوثائق الى أن النجيفي أنفق مبلغ 861 مليون دينار تحت بند "نثرية وملابس ومشتريات"، فيما قام بصرف 65 مليون دينار على "الهدايا"، دون تحديد الجهات التي تسلمتها وعلاقتها بعمل رئيس مجلس النواب الأسبق.
وتحت بند "المنافع الاجتماعية" التي كانت تتمتع بها الرئاسات الثلاث في تلك الفترة، تقول الوثائق الرسمية، إن النجيفي صرف نحو 600 مليون دينار، ونحو 70 مليونا أخرى تحت بند "منح"، دون معرفة الجهات المستفيدة أو سبب تجزئة الصرفيات تحت هذه البنود المتشابهة.
أثاث شبه اسطوري
تلفت الوثائق أيضا الى أن النجيفي، عندما كان رئيسا للبرلمان أنفق أكثر من نصف مليار دينار على شراء "الأثاث والمولدات"، مبينة أن هذا المبلغ يعادل مصاريف نحو 10 وزارات مجمعة، وفقا لمقارنات حسابية، قام بها موقع IQ NEWS، فيما لا تشرح الوثائق أبواب الصرف خلال حقبة النجيفي، لكنها تأتي تحت عناوين عامة، من بينها "هدايا ومنح ومنافع".
صرف وهمي
خبراء ماليون، أعربوا عن استغرابهم لحجم المصاريف الحاصلة في عهد النجيفي، لافتين إلى أن من يتمعن في الوثائق سرعان ما يدرك تسجيل "مصاريف وهمية نظرا لطابعها الشخصي ومحدودية قدرة أجهزة الرقابة في متابعتها".
واعتبروا ذلك خلال تصريحات لموقع IQ NEWS هدرا جنونيا يفوق التصور ويتطلب تحقيقا جديا، كونه فضيحة مدوية".
الوثائق تؤكد أن الدورة الحالية للبرلمان انفقت طيلة سنوات ولايتها اقل بكثير مما صرفه النجيفي على الأثاث فحسب.
يذكر أن النجيفي عاد إلى المشهد الإعلامي والسياسي مجددا في نهاية شهر تشرين الأول المنصرم، عندما اختير رئيسا لما اطلق عليه "الجبهة العراقية للإصلاح".