نشرت صحيفة عربية، الخميس (8 تشرين الاول 2020) تقريرا موجزا، يسلط الضوء على متابعة الشارع العراقي، للسباق الرئاسي الأمريكي، فيما لفتت إلى الانقسام الشديد حول المتنافسين، بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمرشح من الحزب الديمقراطي، جو بايدن.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أنه "قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا، كانت صحته التي تبدو جيدة بالقياس إلى عمره هي المهيمنة على سياق الحملة الانتخابية مقابل أمراض الشيخوخة التي يعاني منها منافسه الديمقراطي جو بايدن، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضاً في العراق، حيث يحظى السباق الرئاسي الأميركي بمتابعة حثيثة".
وأشارت إلى أن "العراقيين وجدوا أنفسهم في حالة انقسام شديد بين المتنافسين، ففي حين تحمل ذاكرتهم ذكريات سلبية لبايدن باعتباره حامل مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات على أسس عرقية وطائفية أيام كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، فإن الموقف من ترامب لا يزال موضع خلاف سياسي بسبب العلاقة الملتبسة بين الولايات المتحدة وإيران واستخدام الأراضي العراقية ساحة للمواجهة بينهما".
وأضافت أن "من يتابع مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يلحظ أن إصابة ترامب بكورونا أخذت حيزاً واسعاً من الاهتمام العراقي، رغم المشاكل والأزمات، وآخرها أزمة الرواتب الحادة، فضلاً عن قضايا الفساد والانتخابات المبكرة العام المقبل. ولفتت إلى أن التعامل مع الخبر تباين على خطوط الانقسام السياسي والتخندق المسبق بين المؤيدين للتقارب مع واشنطن والمحسوبين على طهران".
ونبهت على أن "أنظار العراقيين بدأت تتجه إلى ما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات الأميركية المقبلة، فالقوى الحليفة لإيران ترى أن خسارة ترامب ستخفف الضغوط على طهران وتفتح مجالاً لتفاهم جديد بشأن الملف النووي الإيراني، باعتبار أن بايدن كان من أركان الإدارة التي توصلت إلى الاتفاق الذي ألغاه ترامب. في مقابل ذلك، فإن القوى المؤيدة للتقارب مع واشنطن تأمل ببقاء ترامب في البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة؛ أملاً في المزيد من الضغوط على إيران وإضعاف وضع القوى والميليشيات الموالية لها. وبالنسبة لهذه الأطراف، فإن بقاء ترامب على أقل تقدير يعني استمرار المعادلة السياسية في العراق على ما هي عليه".
وذكرت أن "دراما الاستقطاب الحاد والتوتر العرقي في الولايات المتحدة جذبت العراقيين الذين وجدوا فيها تقاطعات مع حالة الخلافات السياسية الحادة وما تلاها من اصطفافات عرقية وطائفية في العراق. ففي حين لم تكن الحملات الانتخابية تشغل في السابق المواطن العراقي المهموم بمشاكله الخاصة، فإن الحملة الانتخابية الحالية وبسبب تلك الاصطفافات والمواقف الحادة للقوى السياسية دخلت بقوة على خط المزاج العراقي بصرف النظر عن رغبة هذا الطرف أو ذاك في بقاء ترامب أو مجيء بايدن".
وتابعت أنه "في حين يرى السواد الأعظم من العراقيين أن الولايات المتحدة هي في النهاية دولة مؤسسات لا تتأثر كثيراً ببقاء رئيس أو مغادرته، فإن المواقف من ترامب صاحب المزاج الحاد والمتقلب ومن بايدن الذي يشبه الكثير من عجائز السياسة العراقيين رغم كل دعوات الإزاحة الجيلية، فتحت الباب لإسقاطات على الواقع العراقي".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه "مع إصابة ترمب بكورونا، ظهرت أصوات عراقية تعتبرها مجرد خدعة انتخابية لتغيير المعادلة، لكن في وقت لا تزال استطلاعات الرأي الأميركية تتلاعب بالأمزجة، بقي العراقيون كل على موقفه المسبق من ترامب أو بايدن.