أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، رفض الحكومة العراقية لأي اعتداء على الحدود العراقية، فيما اشار الى تسلم الحكومة مسودة لمذكرة تفاهم من وزارة الدفاع الأمريكية تتعلق بشكل العلاقة بين العراق والتحالف الدولي.
وقال السوداني في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأمريكية بنيويورك وتابعتها (IQ NEWS) إن "وزارتي الخارجية العراقية والأمريكية تعملان على ترتيب موعد الزيارة المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية، تلبيةً لدعوة الرئيس جو بايدن"، مشددا على "ضرورة مناقشة وتفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي التي تتضمن ملفات اقتصادية وتعليمية وثقافية وأمنية، وتوجد رغبة جادة بتطوير العلاقة الثنائية في المجالات الأخرى".
واضاف ان "العراق بلد مؤثر في سوق الطاقة وهناك فرص كثيرة لعمل الشركات الأمريكية في مختلف القطاعات"، مشيرا الى ان "العراق لا يحتاج اليوم إلى قوات قتالية، سواء من الولايات المتحدة أو من باقي دول التحالف الدولي".
وتابع ان "القوات الأمنية العراقية وصلت إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية والإمكانية"، لافتا الى ان "داعش لم تعد سوى مجاميع مطاردَة في الصحراء أو الكهوف، ولا تشكل تهديداً للعراق".
وذكر ان "الواقع الجديد يقوم على إساس التعاون في مجالات محددة مع التحالف الدولي"، لافتا الى "اننا تسلمنا مسودة لمذكرة تفاهم من وزارة الدفاع الأمريكية، هي الآن قيد الدراسة من قبل وزارة الدفاع العراقية، تتعلق بشكل العلاقة بين العراق والتحالف الدولي".
وبين ان "ما يهمنا هو استمرار الاستقرار الأمني في العراق، وهو يحصل لأول مرة بفضل الحكومة والقوى السياسية التي شكلتها"، مشيرا الى "اننا نرفض أي اعتداء على الحدود العراقية، من الجانب التركي أو الإيراني، والسيادة العراقية غير خاضعة لأي مجاملة".
واكد "الالتزام بعدم السماح لأي مجاميع مسلحة باستغلال وجودها على الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار"، لافتا الى "العمل على تشكيل لجان أمنية مع تركيا وإيران، وتحديد نقاط والتزامات مهمة جرى تنفيذها، وهو ما سيعزز الاستقرار على الحدود".
وتابع ان "هناك مباحثات مع الأتراك، وأكدنا موقفنا الرسمي برفض الاعتداءات ومعالجة أي ملاحظات أمنية، من خلال اللجان المشتركة والحوار"، لافتا الى ان "إيران دولة جارة وهناك مشتركات كثيرة بيننا، وهي دولة داعمة للعملية السياسية بالعراق، وفي مكافحة الإرهاب والحرب ضد داعش".
واشار الى ان "علاقاتنا مع الدول كافة تخضع لمعيار المصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، لافتا الى ان "تقارب وجهات النظر بين إيران وأشقائنا العرب يهمنا، بالشكل الذي يسهم في تعزيز استقرار المنطقة، ونعمل على هذا الأمر وجهودنا مستمرة مع السعودية".
وبين ان "قرارنا وطني يستند إلى المصلحة الوطنية، ولا نخضع لرغبات الآخرين، ونتحدث بصراحة مع الجميع في حال المساس بسيادة العراق"، مؤكدا ان "حكومتنا أسّست، خلال أقل من عام، للاستقلال الكامل في الطاقة، من خلال مشاريع توتال والجولة الخامسة ومشاريع الجهد الوطني".
وبين "اننا سنعتمد خلال سنتين على الغاز العراقي لتشغيل محطات الكهرباء"، لافتا الى "اننا نمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والمصاحب، وخطتنا الاقتصادية تصبّ في جعل العراق بلداً فاعلاً في سوق الطاقة العالمي".
وأكد "العمل على تنويع مصادر اقتصادنا، واستثمار الغاز، والإيرادات المالية؛ لتفعيل القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية"، موضحا ان "هناك إمكانية لزيادة إنتاج النفط، لكنّ هذا يخضع لسياسة مدروسة داخل العراق، ومع الاشقاء والأصدقاء في منظمة أوبيك".
ولفت الى "اننا نعمل على تغيير الصورة النمطية في استغلال الثروة بالعراق، والذهاب إلى الاستثمار الأمثل للنفط وعائداته في تطوير القطاعات المهمة"، مشيرا الى "التعاون مع الدول المتقدمة ومع الولايات المتحدة كشريك ستراتيجي للعراق سوف يسهم في إنجاح هذا التحول الاقتصادي".
واوضح ان "شعبنا ينتظر تحقيق الإصلاح المنشود، في اقتصاد سارت عليه الدولة العراقية طيلة عقود طويلة"، مبينا ان "الفساد تحدٍّ حقيقي يواجه الدولة العراقية، ونعمل على استهدافه وفق إجراءات قانونية".
وشدد على "الحاجة لدعم الأصدقاء في محاربة الفساد واسترداد الأموال والمطلوبين الذين يستغلون جنسياتهم الثانية، وعلى المجتمع الدولي دعم العراق في هذا المسعى"، مشيرا الى ان "التغيرات المناخية تمثل تهديداً وجودياً للعراق، واعتمدنا ستراتيجية وطنية لمكافحة التلوّث، تمتدّ لعام 2035".
وبين "اننا شخّصنا أهمية معالجة المؤثرات، بدءاً من استثمار الغاز الذي يحرق، وصولاً إلى الطاقة المتجددة"، لافتا الى "الحاجة لدعم المجتمع الدولي في مكافحة آثار التغيرات المناخية، ولم نجد أيّ أثر لعمل المؤسسات الدولية المعنية بهذه المسؤولية".
ولفت الى ان "شحة المياه تؤثر بشكل كبير في الأهوار، وانخفاض منسوب المياه في نهرين كبيرين مثل دجلة والفرات"، موضحا "اننا سندعو، من خلال منبر الأمم المتحدة، إلى تشكيل تكتل دولي لدول المنطقة، العراق وإيران ودول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة آثار التغيرات المناخية".
واكد ان "أجهزتنا الأمنية معنية بضمان الأمن لكل الوافدين إلى العراق، والسيدة التي دخلت العراق بجواز سفر روسي اختفت قبل شهور، ونتابع عملية الاختفاء، ونحن جادون في كشف مصيرها، ولن نتساهل مع هذا الأمر"، مشيرا الى ان "العراق يحتضن الوفود السياحية والشركات الأجنبية، ومسألة الأمن تشكل أولوية ولا يمكن التساهل بشأنها".