اكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الأربعاء، (30 كانون الأول 2020)، ان اعدام صدام حسين احبط تهريبه للخارج بدعم جهات دولية، فيما اشار الى ان محاكمته كانت عادلة ونزيهة.
وقال المالكي في كلمة له بمناسبة اعدام صدام حسين وتابعها موقع IQ NEWS، "قبل اربعة عشر عاما، طويت صفحة اشرس الانظمة القمعية واكثرها استبدادا في المنطقة العربية بإعدام الدكتاتور، وانتهت معه والى الابد تلك الحقبة المظلمة التي امتدت على مدى خمسة وثلاثين عاما والتي ذاق خلالها العراقيون شتى صنوف القهر والبطش والاستبداد".
واضاف ان "تنفيذ حكم الاعدام الذي تم في الوقت المناسب، قد ادى الى قطع الطريق امام محاولات جهات محلية واقليمية ودولية كانت تسعى لتهريبه الى خارج العراق على امل ان يعود الطاغية لاستئناف دوره التدميري السابق تحت لافتة مقاومة الاحتلال"، مشيرا الى ان "هذا الشعار شوهته وزيفت معانيه العظيمة الجماعات التكفيرية المتحالفة مع حزب البعث المنحل".
واضاف ان "العراقيين يتذكرون خلال سنوات الحرب الطائفية، ذلك الحلف المشؤوم بين بقايا النظام السابق وعناصر تنظيم القاعدة الارهابي الذي اشاع بواسطة السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة التي كانت تستهدف المدنيين الابرياء الموت والدمار في جميع المدن العراقية، وكانت تلك الجرائم البشعة التي ترتكب في وضح النهار ، استكمالا لما كانت تقوم به اجهزة النظام القمعية من جرائم وانتهاكات في السجون والمعتقلات".
وتابع ان "العراق تخلص بتنفيذ حكم الاعدام، من نهج الحروب التي زج فيها العراق بالضد من أرداه الشعب"، موضحا ان "تلك الحروب التي تحولت الى ما يشبه الهواية الشخصية لرأس النظام في القتل والتدمير، كانت في واقع الحال حروبا بالنيابة عن مصالح الدول الاخرى ولتنفيذ اجندات خارجية، ولم يجن العراق من تلك المغامرات المدمرة سوى تدمير البنى التحتية والديون الثقيلة، كما لم يحصد العراقيون الذين ما يزالون يدفعون ثمن تلك الحروب الطائشة جيلا بعد جيل غير مئات الالاف من الضحايا والمصابين" .
واكد المالكي ان "بوابات الزنزانات واقبية السجون الرهبية واحواض التيزاب التي كان جلادوا البعث يتلذذون فيها باذابة اجساد المعارضين الابرياء قد اغلقت والى الابد بعد تنفيذ حكم الاعدام، كما طويت صفحة المقابر الجماعية التي زرعها النظام السابق في جميع محافظات العراق وكانت شاهدا على جرائهم الوحشية والتي شاهدها العالم اجمع من على شاشات التلفزيون"، لافتا الى انه "لم يعد في عراق ما بعد الحقبة البعثية الفاشية من يفكر او يجرأ على استخدام الاسلحة الكيماوية كما جرى في المجزرة البشعة التي حدثت في مدينة حلبجة وراح ضحيتها الالاف من النساء والاطفال والشيوخ".
وبين انه "رغم ان رأس النظام المباد، كان هو الحاكم والجلاد والقاضي الذي حرم العراقيين من ابسط الحقوق خلال فترة حكمه البغيض، فقد حضي هو وزمرته بمحاكمة عادلة ونزيهة، ورغم محاولاته استغلال تلك المحاكمة التي لم يشهد العراق ودول المنطقة لها مثيلا، لكن القضاء العراقي الذي اثبت مهنيته واستقلاليته، وتصدى لتلك المحاولات واصدر بعد ما يزيد على عام من بدأ المحاكمة قراره العادل بإنزال عقوبة الاعدام بالطاغية".
ولفت المالكي الى ان "تنفيذ حكم الاعدام يمثل جزء من الوفاء لدماء وتضحيات شهداء العراق من جميع مكوناتهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية ومواساة لعوائلهم وابنائهم واقاربهم الذين تحملوا اقسى انواع المضايقات والملاحقات اليومية من جلاوزة النظام واجهزته القمعية".
يذكر ان رئيس النظام السابق صدام حسين اعدم فجر يوم السبت (30 كانون الاول عام 2006، بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.