سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الضوء، الاثنين (4 كانون الثاني 2021)، على الأوامر المتقاطعة بالانسحاب ومن ثم البقاء، التي أصدرتها وزارة الدفاع الأميركية لحاملة الطائرات "نيميتز" المنشورة في الخليج العربي تحسباً لأي انتقام إيراني في الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وعدت ذلك مثيراً لأسئلة تتعلق بمدى التنسيق بين البنتاغون "عديمة الخبرة"، وبين مسؤولي إدارة ترامب.
وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير أعده الصحافي لديها إريك شميت واطلع عليه موقع IQ NEWS، إن "وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمرت حاملة الطائرات نيميتز بالبقاء في الشرق الأوسط بسبب التهديدات الإيرانية ضد الرئيس ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من قرار بإعادة السفينة الحربية إلى الوطن كإشارة لتهدئة التوترات المتصاعدة مع طهران".
وأضافت، أن "القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر سي ميللر عكس أمره السابق فجأة بإعادة نشر نيميتز، رغم اعتراضات كبار مستشاريه العسكريين، وقد كان الجيش منذ أسابيع منخرطًا في استراتيجية استعراض العضلات بهدف ردع إيران عن مهاجمة الأفراد الأمريكيين في الخليج الفارسي".
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن ميللر قوله في بيان مساء يوم أمس الاحد، إنه "بسبب التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، فقد أمرت الولايات المتحدة، نيميتز لوقف إعادة الانتشار الروتيني".
ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أن "وكالات الاستخبارات الأمريكية قيمت منذ أشهر أن إيران تسعى لاستهداف كبار ضباط الجيش والقادة المدنيين الأمريكيين للانتقام لمقتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني بغارة جوية أميركية بدون طيار قبل عام واحد".
"لكن لم يتضح ما هي الضرورة الملحة الجديدة بشأن هذه التهديدات، إن وجدت، والتي دفعت ميللر إلى إلغاء أمره السابق بإعادة نيميتز إلى الوطن"، تقول "نيويورك تايمز"، مشيرةً إلى أن "المسؤولين الإيرانيين كثفقوا في الأيام القليلة الماضية رسائلهم النارية ضد الولايات المتحدة".
وأشارت إلى ما قاله رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي بإن "كل من كان لهم دور في مقتل الجنرال سليماني لن يتمكنوا من الهروب من القانون والعدالة، حتى لو كانوا رئيسًا أمريكيًا".
وتمضي الصحيفة قائلة، إنه "لم يتضح ما إذا كان ترامب على علم بأمر ميللر بإرسال نيميتز إلى مينائها الرئيسي في بريميرتون بواشنطن، بعد نشر أطول من المعتاد لمدة 10 أشهر"، لافتةً إلى أنه "مهما كان السبب، فإن الرسائل المختلطة المحيطة بتحركات الناقلة أثارت أسئلة جديدة حول التنسيق والاتصالات بين قيادة البنتاغون عديمة الخبرة والبيت الأبيض في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب".
وتابعت، أن "بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في البنتاغون انتقدوا عملية صنع القرار في البنتاغون منذ أن أقال ترامب وزير الدفاع مارك إسبر والعديد من كبار مساعديه في نوفمبر واستبدلهم بميللر الذي كان مساعد البيت الأبيض السابق لمكافحة الإرهاب والعديد من الموالين لترامب".
ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن "ميلرر أمر بإعادة انتشار نيميتز جزئيًا كإشارة لخفض التصعيد مع طهران لتجنب الوقوع في أزمة في نهاية إدارة ترامب والتي ستوؤل مسؤوليتها إلى بايدن عندما يتولى منصب الرئيس"، مشيرةً إلى التهديدات المتكررة التي وجهها ترامب لإيران مؤخراً وكذلك "حديث" كبار مساعديه في الأمن القومي عن توجيه ضربة استباقية ضد موقع نووي إيراني، فضلاً عن نشر البنتاغون عدة عروض للقوة كتحذير لطهران من عواقب أي هجوم ضد القوات أو الدبلوماسيين الأميركيين.
ولفتت إلى أن "تقارير المخابرات الأمريكية أشارت إلى أن إيران ووكلائها ربما كانوا يحضرون لضربة في نهاية الأسبوع الماضي للانتقام لمقتل الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس. وقال محللو المخابرات في الأيام الأخيرة إنهم رصدوا الدفاعات الجوية الإيرانية والقوات البحرية ووحدات أمنية أخرى في حالة تأهب قصوى. كما توصلوا إلى أن إيران نقلت المزيد من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات بدون طيار إلى العراق".
لكن، تختم الصحيفة بالقول، إن "كبار المسؤولين في وزارة الدفاع يعترفون بأنهم لا يستطيعون معرفة ما إذا كانت إيران أو الفصائل الشيعية في العراق مستعدين لضرب القوات الأمريكية أو يستعدون لإجراءات دفاعية في حالة صدور أوامر من ترامب بشن هجوم استباقي ضدهم".