خروقات داعش ترتفع في "الوادي الأخضر" ومخاوف من انتكاسة

على مقربة من جدول مائي، يبعد عشرات الأمتار من حقل دواجن، اُختطِف خمسة عمال فيه، اطلق سراح اثنين منهم، وبقي ثلاثة مجهولي المصير حتى اللحظة، وقف المزارع أبو حسان التميمي،  يفكر بـ"اللعنة" التي تحيق بحوض الوقف الزراعي، في ناحية العبارة (15 كم شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى).

يقول التميمي ذو الـ 63 عاما إن "العبارة وقراها جزء من حوض الوقف الذي يمثل اكبر حوض زراعي في ديالى ويمتد لآلاف الدونمات من البساتين الكبيرة والمترامية التي تحتضن نحو 20 قرية تمتد من أبي صيدا وحتى العبارة وصولا الى بعقوبة".

ويضيف في حديث لموقع IQNEWS، ان "نزيف الوقف لم يتوقف منذ 2005 وحتى يومنا هذا، وكأن لعنة تضرب هذه الارض لتفترس أبناءها بدوافع ارهابية تارة، وجنائية تارة اخرى"، مبينا أن "ما حدث يوم امس من اختطفا طال عمال للدواجن هو آخر ما سُجِلَ من أحداث أمنية مؤلمة ولكنها ليست النهاية لأن الواقع يدلل بان هناك نشاطا متزايدا وتم تسجيل 3 خروقات خلال 72 ساعة".

ويعد الوقف اكبر حوض زراعي في ديالى، ويشتهر ببساتينه الكبير التي تمتد لأكثر من 15 ألف دونم ويقع بين ناحيتي أبي صيدا والعبارة.

فيما يسرد رئيس الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، وهو من سكنة إحدى قرى العبارة، تفاصيل اختطاف عمال حقل الدواجن قرب الناحية في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس، قائلا إن "خمسة عمال تم اختطافهم، وبعد ذلك تم اطلاق سراح اثنين منهم بتوقتين مختلفين، فيما بقي الثلاثة مجهولي المصير"، لافتا إلى أنه "وفق المعلومات الاولية تشير الى ان داعش متورط بها".

وأشار إلى أن الحادثة هي "ثالث خرق خلال الايام الماضية بسبب نشاط الجماعات الارهابية".

فيما يؤكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي "فتح تحقيق عاجل في حادثة اختطاف عمال حقل دواجن في ناحية العبارة والسعي لكشف مصيرهم في اقرب فرصة ممكنة معتبرا ما حدث خرقا امنيا خطيرا".

ويضيف العزاوي، "ننتظر تقرير رسمي لبيان تفاصيل ما حدث"، مؤكدا أن "الوقف بالفعل يعاني من تكرار في الخروقات الامنية في الاسابيع الماضية".

أن أمن واستقرار "الوادي الاخضر"، في اشارة منه الى  حوض الوقف، "موضع اهتمام لأنه بوابة بعقوبة الرئيسية وجزء مهم من ريفها الكبير"، بحسب العزاوي، الذي يلفت إلى أن "التطرف في الوقف ليس وليدة اللحظة ونشات الكثير من التنظيمات بعد 2005 وتعرضت المنطقة الى انتكاسات امنية متكررة وعنف دامي خاصة بعد 2007 ثم عاد الاستقرار اليها قبل ان تشهد القرى وخاصة بساتينها عودة تفجير العبوات الناسفة واستهداف نقاط امنية التي راح ضحيتها الكثير من الضحايا بينهم عناصر امن".

وشهدت الوقف بعد 2006 أحداث أمنية دامية بسبب بروز تنظيمات متطرفة عدة خلقت فتنة وأثارت الرعب في القرى وتسببت في نزوح الالاف آنذاك قبل ان يعاود الاستقرار النسبي خاصة بعد 2010.

اما حسن شاكر مراقب أمني في بعقوبة، وضابط سابق يقول إن  "الوقف كان بداية الصراع الدامي في ديالى لأن بساتينه شهدت ولادة اولى التنظيمات المتطرفة بعد 2005، ومن ذلك الحين وهو في حالة مد وجزر في المشهد الامني لكن فوهات البنادق واصوات الانفجار لم تهد أ ربما تختفي اشهر ولكنها تعود لتلتهم ارواح الأبرياء".

ويضيف شاكر، ان "الوقف مر بأربع انتكاسات امنية بعد 2005 والاحداث الاخيرة ربما تنبى بانتكاسة جديدة خاصة وان مستوى الخروقات متكرر وهناك حديث ن نشاط واضح للخلايا الارهابية"، مؤكدا ان "جزءا من اعمال العنف بدوافع ثارات وعدوات ولكن الجزء الاكبر منه بدوافع ارهابية."

ويشير الى ان "كثرة البساتين المترامية وجود مئات المنازل الفارغة في القرى كلها نقاط عوامل استغلت من قبل الخلايا النائمة في اعادة نشاطها من جديد"، لافتا الى ان "امن الوقف بشكل عام بحاجة لإعادة نظر قبل ان يتفاقم يؤدي الى ما لا يحمد عقباه".

اما النائب مضر الكروي فقد دعا الى "اجتماع امني موسع لمناقشة امن الوقف واتحاذ كافة التدابير التي تمنع تكرار الخروقات في حوض زراعي يشكل بوابة بعقوبة الشمالية الشرقية"، محذرا من أن "استمرار الخروقات ستؤدي الى واقع امني مؤلم قد تؤدي تفاعلات السلبية الى النزوح وهذا ما يقلقنا حاليا".

ويمضي بالقول الكروي، ان "نزيف الوقف مستمر منذ 15 سنة تقريبا والوضع يستلزم موقف امني حاسم  لدرء مخاطر الارهاب، وأن اختطاف عمال حقل مؤشر سلبي وخطير في الوقت ذاته".