فرق نسوية لتسلق الجبال في كردستان يحاربن ألم مرض السرطان بـ"الصبر"
- 16-11-2021, 12:05
- تقارير
- 3087
بغداد - IQ
"قد تظن النساء ان هذه هي النهاية خاصة ان اصيبت باحد انواع الامراض السرطانية. انا فقدت اجزائي الانثوية بعد اصابتي بالسرطان واضطررت الى ازالة بيت الرحم بسبب المرض، ولكن ها انا ذا امارس حياتي من جديد بعد ان نجحت وعلى مدى الخمسة اعوام الماضية بالقضاء عليه، صحيح انني اضطررت الى الخضوع للعديد من الجرعات الكيمياوية والجراحة ايضا الا انني اخيرا نجحت بتعدي تلك المرحلة والعودة لطبيعتي"، تختلف نبرة هيفاء ذات الـ45 عاماً وهي تتحدث عن مرض السرطان، عن نبرتها وهي تتحدث عن المرحلة الحالية التي تعيشها، الاولى مليئة بالضعف والالم والثانية تجمع القوة بالزهو بنفسها في ذات الوقت.
هيفاء التي عادت لعملها ايضا كمحاسبة في واحدة من الشركات الاهلية في محافظة السليمانية، تمارس كما قالت لموقع IQ NEWS، ما كانت تهمله سابقا قبل الاصابة، حيث تقول "كنت لا أقسم الوقت جيدا، لانني واثقة بامتلاك ما يكفيني منه الا انني وبعد ان اصبت وتعافيت، بدأت امارس هوايات جديدة واقسم وقتي حسب تلك الهوايات ومنها رياضة تسلق الجبال، قد يظن البعض انها صعبة وتحتاج الى بنية جسمانية معينة او الى تدريبات مسبقة، ولكنني امارسها مع فريق خاص بدعم مرضى والمتشافين من السرطان، مجموعة نساء يتسلقن لاستنشاق الهواء العذب وتنشيط الجسم ايضا وممارسة الاحاديث مع نساء تفهم بالضبط ما قاسيته في رحلة علاجك وهو الاهم ان لا تجد نظرة استعطاف ممن حولك وانما نظرة فهم ودعم".
البداية
في حين تقول هازة حسن، رئيسة اتحاد متسلقي الجبال في محافظة السليمانية، إن "مركز مكافحة السرطان الذي يحظى بشهرة واسعة في محافظة السليمانية، تأسس عام 2011، وساهم بمساعدة العديد من النسوة في الشفاء من السرطان، ويجري الرياضة في المناطق الجبلية 3 أيام أسبوعيا، ايام العطل ويومان كل اسبوع خلال فترة الدوام الرسمي في الدوائر والمدارس، وهو أول فريق يتشكل من النساء المصابات بالسرطان، مسنات وشابات، بينهن مصابة بالمرض منذ أكثر من 10 سنوات".
وتؤكد هازة في حديث لموقع IQ NEWS ان هناك ثلاثة فرق نسوية فقط في حين هناك 42 فريقاً من الرجال لتسلق الجبال.
هازة تحدثت عن الفرق النسوية هذه بقولها "نمتلك ثلاثة فرق نسائية واحدة منها خاصة بمريضات السرطان والمتشافيات منه وعددهن 130 امرأة، باعمار تبدأ بـ32 عاما وتصل حتى الـ85 عاما، ونلجأ الى تسلق الجبال في كردستان فقط واحيانا قليلة نذهب لتسلق جبال إيران، اما انواع الرياضات التي نمارسها فوق الجبال وداخل المركز ايضا فتتنوع بين اليوغا والايروبيك ورقص الزومبا والمشي والتسلق ايضا".
وتصف رئيسة الاتحاد كيف ان احدى النساء تغلبت على اصابتها بالمرض بممارسة الرياضة والعلاجات دون الجرعات الكيمياوية وتغلبت على المرض فعلا، وتؤكد ان المتسلقات لم يواجهن يوما خلال الرحلات هذه اية متاعب او مشكلات لا يمكن حلها ببساطة.
البداية مع فرح
هازة اكدت ان "فكرة المجموعة كانت نتاج عمل المدربة فرح مراد سليمي، الحاملة للجنسية الايرانية، والتي تمتلك 30 شهادة في التسلق، وكانت مصابة بالسرطان ايضا، هي بدأت فكرة التسلق في جبال كردستان واستمرت عليها حتى الان مع بلوغ عمرها الـ65 عاماً".
وتمارس المجموعات رياضة التسلق عادة في جبال كردستان واحيانا قليلة تتسلق في ايران حيث نجحت اربعة نسوة من تسلق اعلى جبال ايران والحصول على شهادات تقديرية من الاتحاد.
تدريبات مسبقة
وترى مدربة اللياقة البدينة ناز حسن ان "مثل هذه الرحلات تحتاج احيانا الى تدريبات مسبقة لكي يعتاد الجسم على هذا النوع من الحركة خاصة وان التسلق يعني استخدام الأرجل والرئتين أكثر من اليدين أو الكتفين لذا يجب التدرب على كيفية تحسين طريقة التنفس فوق الجبل، من أجل الاستفادة من الكمية المتوفرة من الهواء".
فوائد ومخاطر
ويتحدث خبراء عن الفوائد العديدة بالاضافة الى المخاطر ايضا، لرياضة تسلق الجبال، فالفائدة الاولى هي تنشيط الدورة الدموية وهذا ما يُحسن صحة الجسم بشكلٍ عام، اما الاخرى فتقوية عضلات القدمين والساقين، كما أنّها تحرق السعرات الحرارية وتجعل الجسم مرناً ومشدوداً ما يزيد اللياقة البدنية، ويعزز صحة الجسم العامة وتفيد في اختبار قدرة الجسم على التحمل.
وتعلم رياضة تسلق الجبال الصبر، حيث تُقدم هذه التجربة التعرض للمواقف الصعبة التي تحتاج للصبر النفسي، وتعلم كيفية الاتزان بين القدرات الجسدية والعقلية اما مخاطرها فتتركز على الجبال العالية والتي يصل ارتفاعها الى 2500 متر فوق سطح البحر حيث من الممكن ان يتعرض المتسلق الى الصداع وصعوبات في النوم وفي بعض الأحيان مشاكل في التركيز او صعوبة التنفس والحل يكمن في التسلق بهدوء واخذ استراحة قصيرة بين مسافة واخرى او قطع الرحلة أحياناً ان استوجب الامر.