الألعاب الإلكترونية "لم تعد هواية": أرباح طائلة وعائلات عراقية تدرب أطفالها على احتراف "الصنعة"
- 10-03-2022, 23:34
- تقارير
- 2405
بغداد - IQ
مريم عماد (29 عاماً)، شعرت بالسعادة عندما رأت إعلاناً حول افتتاح ركن في إحدى أهم مقاهي بغداد سيكون خاصاً بالألعاب الإلكترونية، فهذه بالنسبة لها فرصة لتطوير مهارات طفلتها ذات الـ13 سنة،.
"صناعة المستقبل"
"أرى العالم يتجه نحو القواعد الجماهيرية الكبيرة في مواقع التواصل عبر الألعاب وما يسمونه الستريمنك أي البث المباشر أثناء اللعب ومن خلالها يربح اللاعبون آلاف الدولارات دون فعل شيء سوى اللعب"، تقول مريم لموقع IQ NEWS وهي تتحدث عن الطموح الذي تسعى لإيصال فتاتها الصغيرة إليه.
وترتدي طفلة هذه السيدة نظارة طبية بسبب تركيزها المستمر على شاشة الكومبيوتر أثناء اللعب، ومع ذلك تعتقد أمها أن المستقبل هو هذا وهي تدرك الآثار السلبية للعب المستمر والجلوس الطويل.
ليس هذا وحسب فـ"الطفلة تجد صعوبة في الاختلاط مع أقرانها لأنها تقضي أكثر وقتها في اللعب" تضيف مريم لكنها تؤكد أن "مستقبلها سيكون أفضل بمجال الألعاب"، لذلك تنهمك في تقوية صفحتها على فيسبوك لجذب المشاهدين.
وتحقق الألعاب الإلكترونية عائدات مالية كبيرة، كما يقول الخبير الاقتصادي ورئيس مؤسسة "عراق المستقبل" المهندس منار العبيدي.
ويستشهد العبيدي خلال حديثه لموقع IQ NEWS، بتقرير صدر العام الماضي عن منظمة "knoem"" يقدر حجم عائدات العراق من الألعاب الإلكترونية بـ400 مليون دولار سنوياً، ويحتل العراق المركز 57 من أصل 100 دولة شملها التقرير.
"هذه العائدات ستنمو سنوياً بمقدار 8 بالمئة، خاصة وأن 1 من كل 7 أشخاص يشترون محتويات إلكترونية خاصة بالألعاب"، يقول المهندس منار مقدراً عدد العراقيين المهتمين بـ5.8 مليون دولار، ما يعني أن حجم عائدات الألعاب الإلكترونية سيفوق مليار دولار سنوياً من العراق وحده.
"Cooldown"
في العاصمة بغداد، يعمل شابان على تأسيس مركز ألعاب إلكترونية مختلط يحمل اسم "Cooldown"، ليجتمع فيه هواة الألعاب ومن يبحثون عن مكان خاص للأصدقاء والعائلة أو الفريق، لكن يحظر دخول الصغار إليه.
ويقدم كادر المركز الدعم وحتى التدريب للاعبين ليصل بهم إلى مرحلة الاحتراف كما يوفر مستلزمات "الستريمنك" أو البث المباشر كجزء من تهيئة الأجواء الخاصة بالألعاب الإلكترونية.
ويضم المشروع أيضاً جانباً لألعاب الواقع الافتراضي ويمكن أيضاً ممارسة الرياضة الصباحية فيه باستخدام نظارات "3D" ويحتوي على غرفة سينما ومقهى للاستراحة وألعاب "البورد كيمز" مثل مونوبولي ورسك وأونو ويوغي وغيرها، كما يقول حيدر جعفر، أحد مؤسسي مركز "Cooldown".
"لكل شخص الحق في ممارسة هواياته والاحتراف فيها خاصة الألعاب الفكرية والإلكترونية. نحن هنا لنشجع الجميع"، يقول حيدر هو رئيس الاتحاد العراقي للرياضات الإلكترونية ويملك خبرة تزيد عن 15 سنة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ويعمل مؤسسو "Cooldown" على توفير "الانترنت الأسرع" في العراق عدا إقليم كردستان.
وخلال حديثه لموقع IQ NEWS، يعود حيدر للقول إن "في العراق فرفاً نسوية بكل المحافظات وكذلك صانعات محتوى وفتيات مؤثرات، لذلك ومن باب الإنصاف سنفتتح ركناً خاصا بالنساء في مركزنا الذي يستقبل اللاعبين من عمر 16 عاماً فما فوق ويوفر كوادر محترفة ومراقبين من كلا الجنسين لضمان عدم حدوث أي خلل".
ويخطط حيدر جعفر لتنظيم مسابقات في المستقبل القريب، بدل البطولات الصغيرة والمحدودة للنساء، ثم الانطلاق منها نحو مسابقات عالمية. وقد نسّق مع وزارة الشباب والرياضة لبدء بطولة نسوية بعد شهر رمضان القادم.
ويشبه جعفر الألعاب الإلكترونية بكرة القدم مثلاً: "نحتاج إلى كوادر مدربة محترفة وقواعد في التدريب وإنشاء قنوات على يوتيوب لبث تدريبات مكثفة".
"كيمرز" بنات
"انديا جيجي"، هي شابة عراقية حاصلة على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسبات وكانت من الأوائل في مراحل الدراسة، ومعروفة في أوساط المهتمين بالألعاب الإلكترونية، ولديها قناة على يوتيوب يحمل اسمها ويشترك فيها 300 ألف حساب، بينما يتابعها على صفحتها في فيسبوك 255 ألف شخص.
تقول "جيجي" لموقع IQ NEWS، إنها تهوى هذه الألعاب ووصلت إلى مراحل متقدمة في جميع ما لعبته لكن "الفورتنايت هي أكثر لعبة شدت انتباهي (لعبة تتكون من ساحة مفتوحة للقتال ويقتنص اللاعب الشخصيات البقية ويقضي عليهم للحصول على المرتبة الأولى)، وأقضي عدة ساعات في اللعب على حسابي وأبث المشاهد مباشرة على فيسبوك ضمن اتفاق مع شركة META".
ولا تفارق هذه الشابة حاسوبها طالما كان الإنترنت متوفراً، وهي تشجع الفتيات على اتفاق الألعاب التي يجدنها مناسبة دون قلق أو الاعتقاد بأن اللعب يناسب الفتيان فقط.
يبلغ ثمن حاسوب "انديا جيجي" 3500 دولار أميركي، وهو خاص بالألعاب فقط، وتطمح صاحبته المدفوعة بتشجيع عائلتها، إلى تكون أكثر اللاعبين شهرة في العالم بعد 10 أعوام.