بالكلمات العذبة ينظم السير.. "بلبل" الجنوب يتحدث لـIQ
- 29-12-2020, 18:09
- تقارير
- 4423
ميسان – IQ
ابتسامته الدائمة وحديثه الذي لا تفارقه كلمة "حبيبي"، أداتان أساسيتان في عمل رجل المرور مرتضى عدنان الشهير بـ"بلبل"، حتى بات جزءاً مميزاً في شوارع ميسان التي يعمل منذ سنوات في تنظيم السير عليها.
فوسط ضجيج السيارات والاختناقات المرورية التي لا تنتهي على مدى اليوم، يلجأ مرتضى ذو الـ34 عاماً لأسلوب فريد يضفي الهدوء في نفوس السائقين والمارة، حيث أي مشكلة يمكن حلها بسلاسة.
ويقف مرتضى عدنان عند تقاطع الزهراوي وسط مدينة العمارة يومياً لينظم السير هناك ويرصد المخالفات، ملوحاً للسائقين والعابرين بكلمته الشهيرة "حبيبي" و"هلا قلبي وتاج راسي.. هلا عمري".
"إنهم مثقفون"
وفي حديثه لموقع لموقع IQ NWES، يقول مرتضى إنه يتبع هذا الأسلوب منذ تعيينه في مديرية مرور ميسان قبل 13 عاماً "السائقين أغلبهم خريجون ويحملون شهادات جامعية وهناك من بينهم أشخاص مثقفون، كما ان سائقي التكسي ليسوا في الواقع مثلما يشاع عنهم من ناحية الثقافة والالتزام بالقوانين".
ويتابع، "حينما أتحدث معهم بكلمات مثل (تاج راسي وحبيبي وعمري) فأنا لا أقلل من شأني، وإنما العكس إذ حينما يجد الشخص أن الطرف الاخر يحترمه فهو سيحترمني ويشعر بالإرتياح أيضا دون تشنج خاصة في الاختناقات المرورية الطويلة التي تحدث".
ويفضل مرتضى أو "بلبل" كما يحلو لإصدقائه وأقربائه تسميته، تنبيه السائقين وخاصة الأغراب القادمين إلى ميسان بطبيعة مخالفتهم فيما لو خالفوا القوانين وتنبيههم بها قبل اتخاذ أي إجراء بحقهم فـ"تنظيم السير وعمل المرور هو رسالة إنسانية والزي الأبيض الذي نرتديه يعبر عن هذا المعنى"، متحدثاً عن العلاقة الودية المحبة التي يلقاها من طلبة المدارس والجامعات وموظفي الدولة والسائقين الذين يصادفونه.
ولكي "يكون عملي على أتم الوجوه، أقوم أحياناً بشراء بعض الإشارات المرورية من جيبي الخاص، كما أتوسط في حل المشكلات التي يتعرض لها الناس كلما استطعت وأحاول التخفيف عنهم"، يقول مرتضى.
ويضيف "أتلقى دعماً وحافزاً كبيراً من دائرتي وزملائي وأحاول قدر الإمكان أن اظهر بصورة تخالف تصور بعض الناس عن رجال المرور الذين يتعرضون في كثير من الأحيان لمواقف محرجة وتجاوزات كبيرة أثناء عملهم الذي يقتضي، حسب نوع الحالة، معاقبة المخالفين وفرض غرامات عليهم".
"أيقونة تحظى بالاحترام"
من جانبه، يصف عقيل اللامي، صديق مرتضى الأخير بأنه "مثال حي لرجل المرور المهذب الذي يعامل الجميع بالمحبة والطيب حتى بات أيقونة في الشارع الذي يعمل به دون أن يشعر المواطنين بأنه متسلط عليهم بقدر ما يكون معيناً لهم".
وأضاف اللامي في حديثه لموقع IQ NWES، أن صديقه "كسب احتراماً شعبياً في مدينته بطريقته وأسلوبه المعروف في التعامل مع الجميع".
بينما يقول قاسم مانع، وهو سائق تكسي في مدينة العمار، أن "بعض رجال المرور في ميسان يعاملون مرتكبي المخالفات البسيطة بقسوة وكأنهم إرهابيون أو مجرمون، وهذا ما شاهدته بعيني في أكثر من مرة ورأيتهم يتعاملون بشكل سيء وغير إنساني، عكس مرتضى الذي نأمل أن نرى غيره يتحلى بصفات وأخلاق مشابهة"، على حد تعبيره.
يشار إلى أن بعض رجال المرور سواءً في محافظة ميسان أو مدن عراقية أخرى يتعرضون، بين حين وآخر، إلى اعتداءات بالضرب أثناء عملهم من قبل سائقين، وهو ما يتم توثيقه أحياناً وتتداوله مواقع التواصل الاجتماعي فتتدخل الأجهزة الأمنية الأخرى في بعض الحالات، للتحقيق واعتقال المعتدين.
ووفقا للمادة 26 من قانون رقم 86 لعام 2004 فانه "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين كل من عارض او اهان رجل المرور اثناء تادية او بسبب ذلك، ويعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات كل من هدد واعتدى على رجل المرور اثناء تادية واجبه او بسبب ذلك، و تكون العقوبة الحبس لمدة لا تزيد على خمسة سنوات كل من هاجم ضابط مرور اثناء قيامه بالواجب واذا حصل نتيجة الاعتداء جرح او اذى ولا يخل ذلك بفرض اي عقوبة اشد يقررها اي قانون اخر للجرح او الايذاء".