منذ 3 سنوات تقريبا بدء يبرز في المشهد الامني العام اعتمادا متزايدا من قبل تنظيم داعش لاقتناء دراجة نارية ذات مواصفات خاصة في المناطق الوعرة في مناطق حمرين ونفط خانة وحاوي العظيم وامام ويس ومناطق اخرى ضمن حدود ديالى يطلق عليها الكثيرين تسمية الجبلية وهي دراجات ذات قدرات عالية مكيفة للسير في المناطق الوعرة بسرعات عالية لتتجاوز كل التعقيدات ماجعلها نقطة ارتكاز في حركة خلايا التنظيم بشكل كبير لدرجة بان 90% من تحركاته باتت تعتمد الجبلية.
مصدر امني رفيع وهو ضابط برتبة عقيد في ديالى افاد لـ IQNEWS، ان "نسبة اعتماد خلايا داعش تحركاتها على الدراجات النارية بعد 2014 كان محدودا جدا لان بالأساس اعتمد بشكل كبيرة على مركبات البيك اب في حركة افراده وحتى هجماته نظرا لقدرة تلك المركبات في تجاوز مصاعب الطرق الوعرة بالإضافة الى نقل الاسلحة والمتفجرات والاشخاص بين المناطق، لكن بالمقابل كانت صيدا سهلا جدا لطيران الجيش والمفارز الجوالة لحاملي قذائف ار بي جي ما اسهم في خسارة التنظيم العشرات من قادته وعناصره".
واضاف المصدر ان "داعش بعد 2018 بدء تغير جوهري في التخلي عن مركباته التقليدية والاستعانة بالدراجات النارية لكن من نوع واحد وهي المعروفة بالجبلية وهي تتمع بقدرات في تجاوز الاراضي الوعرة بالإضافة الى ان رصدها ليلا صعب قياسا بالمركبات ناهيك عن امكانية اخفائها في الوديان والجحور والكهوف والمضافات".
واشار الى ان "القوات الامنية التي نفذت عمليات واسعة في الاشهر الماضية ضبطت الكثير من تلك الدراجات لكن المفاجيء بانها حديثة جدا ما يثير الكثير من علامات الاستفهام عن الجهات التي توفر هكذا درجات تبلغ اسعارها الالاف الدولارات".
فيما اكد الناطق باسم محور ديالى للحشد الشعبي صادق الحسيني ان "داعش اعتمد خلال السنوات الاخيرة على الدراجات الجبلية في التنقل ويمكن القول بان 90% من حركة خلايا في المناطق الوعرة والنائية تتم من خلالها".
واضاف الحسيني ان "الجبلية هي صورة اخرى لحجم التمويل الذي يحصل عليه داعش"، لافتا الى ان "هناك وسطاء يقومون بتامين تلك الدراجات بعد شراءها بأموال تصل للتنظيم ويتم وضعها في مناطق قريبة من حركة ونشاط داعش لتصل الى عناصره".
وتابع ان "المناطق الوعرة هي في ترابط مع محافظتي كركوك وصلاح الدين اي ان طرق وصول تلك الدراجات يمكن من خلال اي نافذة سرية في المحافظات الثلاث".
اما المراقب الامني غايب حسن قال ان "الجبلية هي بمثابة حصان طروادة لداعش في تنقل عناصره باقصى مناطق ديالى من ناحية التضاريس وهي نفط خانة وحمرين"، مؤكدا ان "70% من هجمات التنظيم الاخيرة تمت من خلال مسلحين يستقلون دراجات جبلية استخدموها للفرار بعد عمليات الاستهداف المباشرة والتي تتم في اغلب الاحيان من خلال القنص".
وتابع حسن ان "الامر المهم الاخير هو ان وجود الجبلية اعطى لداعش فرصة في دفع مضافاته للعمق بنحو 30 كم اي انه ينطلق من نقطة بداية الى اهدافه ومن ثم يعود وهذا الامر تم التأكد منه بعد العمليات الاخيرة والتي تم العثور على مضافات في العمق وفيها دراجات نارية تستخدم في الهجمات"، لافتا الى ان "ابعاد المضافات هي استراتيجية لتأمينها من اي عمليات مباغتة تحصل لتعطيه فرصة الفرار وهذا ما اصبحت تدركه القوات الامنية بالوقت الحالي".
اما ابو حسن التميمي وهو قيادي في الحشد الشعبي قال انه "خلال عمليات التمشيط الاخيرة تعثر على دراجات نارية موزعة بين تلال ووديان وهي مخفية بشكل معقد ومزودة بالوقود وكأنها دراجات احتياط تستخدم عند الضرورة ما يدلل بان التنظيم يستخدم الجبلية بكثافة في الهروب وايضا في شن الهجمات معا".
واضاف التميمي ان "3 كمائن لمفارز داعش خلال الاشهر 5 الماضية تم من خلالها قتل 7 من افراده تمت من خلال رصد دراجاته الجبلية اي بمعنى انها اصحبت مؤشر على تحركاتهم لكنها لاتزال اهم وسائل التنقل بالنسبة لخلاياه".
وتابع ان "كشف الجهات التي تمول داعش بالدراجات ستجيب عن الكثير من الاسلحة"، متسائلا "كيف تصل دراجات نارية حديث جدا الى ايدي التنظيم في قلب حمرين ونفط خانة والتي تبعد عن اقرب مدينة بنحو 50 كم".
اما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي فقد اشار الى ان "داعش لايزال يتلقى دعما وهذا امر لا يختلف عليه اثنان"، موضحا ان "الكثير مما يعثر عليه في مضافات التنظيم تشير الى ذلك بوضوح كما ان التنظيم لديه وسائل للتمويل من خلال الخطف والابتزاز".
واضاف العزاوي ان "تحديد هوية مالكي المركبات والدراجات النارية بشكل دقيق جدا ستمكن من كشف الكثير من الخيوط الهامة في بيان طرق تسرب اي الية او دراجة لداعش"، موضحا ان "البعد الاستخباري هو الذي يحسم المعركة مع داعش الان وليس العمليات الواسعة لان التنظيم لم يعد يسيطر على اي شبر من ارض العراق".