على مدار يومين متتاليين احبطت القوات الامنية في ديالى محاولتين لتفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية في منطقة حوض الصفرة أقصى شمال المحافظة، ولولا وجود كمائن نوعية في عمق مناطق نائية تمر بها خطوط النقل لنجح الإرهابيون في تفجير أبراج هامة تزود محافظات شمال البلاد.
ويقول القيادي في الحشد الشعبي محمد التميمي لموقع IQ NEWS، إن "تنظيم داعش حاول خلال اليومين الماضيين استهداف ابراج نقل الطاقة في منطقة الصفرة في اقصى شمال ديالى من خلال التسلل اليها عبر دراجات نارية تحمل عبوات ناسفة مصنعة محلياً ومن ثم ربطها في قواعد تلك الابراج وتفجيرها عن بعد".
ويضيف التميمي، أن "الحشد الشعبي وبقية التشكيلات الامنية احبطت المحاولتين بعد الاشتباك المباشر مع داعش"، مشيرا الى "العثور على دراجة نارية تحمل عبوات ناسفة استخدمت للاقتراب من الأبراج".
ويؤكد التميمي، أن "عناصر داعش تسللت من صلاح الدين صوب الصفرة عبر الطرق النسيمية لاستهداف الابراج، لكنها فشلت".
بدوره يشير المتحدث باسم محور ديالى في الحشد الشعبي صادق الحسيني إلى أن "مفارز الحشد تؤمن أكثر من 200 كم من خطوط نقل ابراج الطاقة في ديالى"، مؤكدا أن "عمليات الاستهداف للخطوط انخفضت الى الصفر في المناطق التي مسكها الحشد بعدما كانت مسرحاً لحرب الكهرباء"، في إشارة الى عمليات استهداف الخطوط.
ويضيف الحسيني لموقع IQ NEWS، أن "استهداف أبراج الكهرباء مستمر منذ عام 2006 وتأتي في إطار حرب اقتصادية تشنها التنظيمات المتطرفة ضد أهالي ديالى وبقية المحافظات التي تتغذى على خطوط ممتدة في المحافظة"، مؤكداً أن "استهداف الابراج يرتفع مع حلول الصيف من قبل داعش".
ويلفت الى أن التنظيم "بدأ حرب الكهرباء مبكراً وهذا ما دفعنا الى تكثيف الكمائن النوعية في العمق لإحباط أي محاولات اثمة لاستهداف الأبراج".
أما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي قال، إن "ديالى هي الاعلى بين محافظات العراق استهدافاً لأبراج الكهرباء، وسجلت اكثر من 20 اعتداء في العامين الماضيين اغلبها ادت الى قطع خطوط هامة وكلفت عمليات الاصلاح مبالغ مالية كبيرة".
ويرى العزاوي عبر حديثه لموقع IQ NEWS، إن "حرب الكهرباء هدفها الاضرار بمصالح الناس وتكون اعلى في الصيف"، لافتا الى "حماية ابراج الكهرباء مهمة ليست سهلة في ظل التعقيدات الجغرافية".
ودعا العزاوي الى "ضرورة وضع خطط وقائية من الان لتفادي أي سيناريو استهداف يسبب ضرر للمناطق والاهالي".
من جانبه دعا النائب عن ديالى مضر الكروي الى "اجراء تغييرات جوهرية في خطط حماية ابراج الكهرباء والاستعانة بالتقنيات الحديثة من خلال الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة الحرارية من اجل رصد أي محاولات تسلل والقضاء عليها".
ويؤكد الكروي لموقع IQ NEWS، أن "استهداف أبراج الكهرباء، هي اعمال ارهابية تحتاج الى خطط استثنائية من اجل دحر الخلايا التي تقوم باستهداف الابراج وتأمين الاخير باعتبارها منشئات استراتيجية مهمة".
أما قصي التميمي وهو "مراقب امني" قال، إن "60% من عمليات استهداف الابراج في ديالى تطال خطوط نقل الطاقة الكهربائية المستوردة من ايران سواء من سربيل زهاب أو ميرساد"، مؤكدا أن "تلك الخطوط تمر في مناطق نائية جدا في حوض حمرين قبل أن تصل بعقوبة وبقية المناطق".
ويضيف التميمي لموقع IQ NEWS، أن "القاعدة كانت أول من استهداف ابراج الكهرباء في 2006 وكانت أسوأ مرحلة بين عامي 2009-2012 لأن نسبة عمليات الاستهداف فيها كانت مرتفعة"، لافتا الى أن "الاشهر الماضية سجل 8 عمليات استهداف احدها في جنوب بعقوبة وهو الاول من نوعه منذ سنواتـ ما يدل أن هناك نشاطا لخلايا داعش خاصة في مناطق بزايز بهرز".
أما أبو عبد الله الزيدي وهو عامل في طواقم صيانة الابراج في ديالى يقول لموقع IQ NEWS، إن "عملية اصلاح الأبراج المستهدفة من قبل داعش مهمة خطيرة"، لافتا الى أن "التنظيم يلجأ الى صنع كمائن من نصب عبوات ناسفة لاستهداف الطواقم وقدمنا بالفعل شهداء وجرحى وخسائر مادية في السنوات الماضية".
ويؤكد الزيدي، أن "أي عملية اصلاح تتطلب تمشيط للهندسة العسكرية وبالفعل يتم ابطال عبوات ناسفة بعضها موجودة في قواعد الابراج ولم تنفجر بعد"، مستذكراً احد زملائه الذي قتل قبل عامين او اكثر بانفجار ناسفة اثناء وجوده في طاقم اصلاح ابراج مستهدفة.