يقف العراق أمام مفترق طرق، إما مسك الأمور أو خروجها عن نطاق السيطرة، مع بدء الموجة الثانية للوباء وتفشي فيروس كورونا المحور.
وثمة تصاعد مقلق في الإصابات، وسط تحذيرات من أن التهاون يعني السير الى الكارثة، فهل يتم الالتزام بالإرشادات والتعليمات الصحية لتنجب ما هو أسوأ؟ أم سيسود اعتقاد "كل واحد يموت بيومه" ولا داعي للقلق؟
الإجراءات تتطلب تعاونا حقيقيا
يقول عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة الدكتور وسام حسين لموقع IQ NEWS، إن "وزارة الصحة تحتاج إلى تعاون العديد من الجهات لتحقيق السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد في العراق، ومنها جهات أو مؤسسات حكومية مثل وزارتي الدفاع والداخلية والوزارات الساندة الأخرى لدعم جهود وزارة الصحة".
ويضيف حسين وهو اختصاص صحة عامة، أن "التعاون يكمن في تمكن وزارة الصحة عبر فرقها الجوالة من رصد المخالفات، وينبغي على القوات الأمنية تطبيق العقوبات ضد المخالفين سواء أكانوا أشخاصا أو أسواقا أو تجمعات أو أي أماكن اكتظاظ أخرى، كما تحتاج وزارة الصحة إلى تعاون شيوخ العشائر ورجال الدين ووجهاء المناطق ومنظمات المجتمع المدني فيما يتعلق ببث رسائل وزارة الصحة وكذلك منظمة الصحة العالمية إلى عامة الناس لكي اكون أكثر مقبولية"، مشيرا إلى أن "تعاون كل هذه الجهات جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة في الفترة الحالية كفيل بالسيطرة على الوباء ومنع ظهور موجات كبرى في قادم الأيام".
مع الحظر الشامل لمدة شهر
أستاذة علم الفيروسات والمناعة في جامعة بغداد الدكتورة رغد السهيل ترى، أن هناك ضرورة لفرض حظر شامل لمنع زيادة الإصابات لمدة شهر على أقل تقدير، إذا كنا نريد فعلا قرار علمي، لكن هذا صعب جدا.
وتقول السهيل لموقع IQ NEWS، إن "العبرة ستتمثل بتطبيق القرارات ومدى تطبيق العقوبة خاصة لبعض الموظفين غير الملتزمين بإجراءات الوقاية، ومنها لبس الكمامة على سبيل المثال"، مؤكدة أن "الخطر كبير وكبير جدا على دولة مثل العراق".
ثقة زائدة تقود للهلاك
وعن عدم التزام الكثير من العراقيين بإجراءات الوقاية وتعليمات وزارة الصحة، يؤكد رئيس الجمعية النفسية العراقية البرفسور قاسم حسين صالح، أن هناك ثلاثة أسباب أولها أن العراقي في تاريخه وطبيعته لا يحب أن يطيع أوامر الحكومة.
ويقول صالح لموقع IQ NEWS، أن "السبب الثاني هو توالي المحن والكوارث عليه عبر أربعين عاما، جعلته لا يكترث لكورونا بل يسخر منها، أما السبب الثالث فهو ضعف الوعي الصحي وإيمانه بالقدر، ولديه اعتقاد أن كل واحد يموت بيومه، ولن تستطيع كورونا قتل أحد إلا إذا كان مكتوب موته فيها".
وكانت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية أصدرت، السبت المنصرم، مجموعة قرارات بعد ارتفاع الاصابات بفايروس كورونا، أبرزها فرض حظر للتجوال من الثامنة مساءً للخامسة صباحاً بدءاً من الثامن عشر من الشهر الحالي ولمدة أسبوعين، وفرض حظر التجول الشامل أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع اعتبارا من يوم 18 شباط ولغاية 8 آذار.
كما قررت منع سفر المجاميع السياحية من العراق الى دول العالم كافة والى اشعار آخر، والسماح بالانتقال بين المحافظات لظروف انسانية، وبدخول البضائع والحاويات عن طريق المنافذ الحدودية، وعدم السماح بوجود اكثر من (4) أشخاص داخل سيارات الصالون بضمنهم السائق، وأن يكون دوام موظفي الوزارات والدوائر غير المرتبطة بوزارة والمحافظات (50%) من الدوام الرسمي باستثناء وزارة الصحة قررت عدم السماح بوجود اكثر من (6) اشخاص داخل سيارات نقل الركاب سعة (11) راكبا (الكيا) بضمنهم السائق، عدم السماح بوجود اكثر من (8) اشخاص داخل سيارات نقل الركاب سعة (21) راكبا (الكوستر) بضمنهم السائق، وعدم السماح بوجود اكثر من (2) شخص في سيارات الحمل بضمنهم السائق، والزام جميع الركاب بضمنهم السائق بلبس الكمامات، عدم السماح لــ(الستوتات) بنقل أكثر من شخص واحد مع السائق.