قبل اسابيع معدودة نفذت مفارز استخبارية مشتركة كميناً نوعياً في الاطراف الشمالية الشرقية لمحافظة ديالى لتطيح بممول محلي لتنظيم "داعش".
وعمِل هذا الممول لأشهر طويلة في ايصال مبالغ مالية ومواد دعم لوجستي لخلايا نائمة في بعض مناطق المحافظة بشكل سري قبل أن تثير علامة على ورقة نقدية الانتباه اليه ليتم مراقبته قبل الاطاحة به.
5 وسائل تمويل محلية
ويقول المتحدث باسم محور ديالى للحشد الشعبي صادق الحسيني لموقع IQ NEWS، إن "داعش وخلاياه النائمة اعتمدت على 5 وسائل للتمويل المحلي بعد 2014 وهي الخطف والابتزاز وفرض الإتاوات على بعض المزارعين بالإضافة الى عمليات سرقة قطعان الاغنام، لافتاً إلى أن التمويل الخارجي انخفض بشكل واضح لكنه لم ينتهي".
ويضيف الحسيني، أن "عمليات التعقب المشتركة بين استخبارات الحشد الشعبي واستخبارات ومكافحة الارهاب في وزارة الداخلية اعطت ثماراً كبيرة في انهاء اكثر من 90% من مصادر التمويل الداخلي خاصة ملف الاتاوات على المزارعين في مواسم جني المحاصيل وخاصة الحنطة، بالإضافة الى ملف الخطف على الطرق الخارجية، وكلاهما من ابرز مصادر التمويل".
ويشير الحسيني إلى أن "من 4-5 من ممولي داعش سقطوا في قبضة العدالة في الاشهر الماضية بعد عمليات نوعية، لافتا إلى أن "احد الممولين تم الوصول اليه من خلال عبارة على ورقة نقدية اثارت الشكوك في بادئ الامر ما استدعى تشكيل لجنة تحقيق وتم تعقب المشتبه به لأكثر من 5 اسابيع متواصلة، قبل ان يسقط في الفخ ويتم اعتقاله بالجرم المشهود".
اهم مصادر تمويل داعش .. الخطف
بدوره، يؤكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي، أن "الخطف كان اهم مصادر تمويل داعش في ديالى وبعض المحافظات من خلال الحصول على فدية، لكن الامر تقلص كثيراً بسبب الاستقرار الامني ومسك الطرق البرية عقب موجة خروقات في بعض المناطق"، مشيراً في ذات الوقت "انخفاض ملف فرض الاتاوات على المزارعين".
ويضيف العزاوي، لتنظيم أن "داعش يعتمد حالياً على التمويل الخارجي، وهذا أمر واضح جداً لان التنظيم ببساطة يمثل اجندة دولية تحاول اثارة الفوضى في بعض الدول لتحقيق مصالحه"، متسائلاً "كيف يحصل التنظيم على الاجهزة والمركبات ووسائل الاتصال الحديثة".
ويشير إلى أن "ما تعثر عليه القوات الامنية في مضافات داعش من مواد غذائية واجهزة تتدلل بأن التمويل سواء أكان داخلياً أو خارجياً لم يتوقف لكنه أقل من ما قبل 2014".
التمويل الداخلي شبه انتهى.. لكن الخارجي موجود
اما عدي الزيدي وهو قيادي في الحشد العشائري فيقول، إن "بعض المضافات التي تم العثور عليها في حمرين مثلاً قبل اشهر كانت كبيرة وتضم مواد غذائية ومنتجات نفطية وحتى مولدات كهربائية"، لافتاً إلى أن "الدعم من الصعوبة نقله الى عمق الوديان ويحتاج الى جهد كبير".
ويضيف، أن "تمويل تنظيم داعش الداخلي شبه انتهى، لكن التمويل الخارجي موجود، وهو ما يفسر بقاء خلاياه تنشط في البعد الامني رغم الضربات القاسية".
خليل التميمي مراقب امني، يقول إن "العديد من عمليات الخطف التي تشهدها المناطق المحررة لا يجري الابلاغ عنها في اغلب الاحيان من قبل ذوي المختطفين من قبل داعش بل تجري المساومة واخذ الفدية بعيداً عن الاضواء، مؤكداً أن "هذا أمر خاطئ لكن الاسر تلجأ الى أن هذا الخيار الصعب لحماية ارواح ابناءها من بطش تنظيم متطرف".
ويضيف التميمي، أن "الفدية تصل الى عشرات الاف من الدولارات، وبعض الاحيان تتسرب معلومات الى مواقع التواصل الاجتماعي عن حجم الفدية لكن ذوي المختطفين ينفون ذلك لتفادي الوقوع في المحظور والمسائلة القانونية لكنها الحقيقة في نهاية المطاف".
واشار الى ان "ممولي داعش هم بالأساس ليسوا من يقدموا الاموال بل هم اشبه بدكاكين تؤمن احتياجات التنظيم من المواد والادوات"، مؤكداً أن "اغلب من جرى اعتقالهم وضعهم المادي لا يسمح لهم بالتمويل بل ايصال المواد لخلايا التنظيم وهناك فرق بين الإطارين".
وتابع، ان "داعش يعتمد الان بنسبة 60% على التمويل المحلي من خلال الخطف تارة او الابتزاز وفرض الاتاوات تارة اخرى، بالإضافة إلى أن التنظيم اخفى اموالاً طائلة من سرقاته للمدن المحررة بعد 2014".