يرجح البدء بتنفيذ مشروع الربط السككي بين العراق وإيران في غضون ثلاثة أشهر، بطول 32 كليومترا بين مدينتي الشلامجة الايرانية والبصرة، لربط العراق بميناء (الإمام الخميني) الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج العربي، مع ميناء اللاذقية السوري في البحر الأبيض المتوسط.
وأعلن العراق موافقته على الربط السككي، والعمل بنظام النقل العابر (الترانزيت) مع الجانب الايراني، استناداً الى الامر الديواني الصادر مسبقا، والذي يتيح للعراق العمل بالترانزيت مع الدول المجاورة مثل تركيا و سوريا والأردن.
وبحسب مدير الشركة العراقية لخطوط سكك الحديد جواد كاظم، فإن المشروع حدودي وهام بالنسبة للعراق، مشيرا إلى أن العراق كان في السابق وقع عقودا لتنفيذ مشاريع مع شركات إيرانية، لكنها تأخرت في تنفيذ تعهداتها، مؤكدا أن بلاده تريد تنفيذ المشروع على أكمل وجه ومن دون تأخير.
التأثير على ميناء الفاو
يقول النائب السابق ومحافظ البصرة الأسبق وائل عبد اللطيف لموقع IQ NEWS، إن "خبراء المواقع والنقل يؤكدون أن العراق هو قلب الشرق الأوسط، وهو أقصر طريق إلى أوروبا إذا كان الطريق قادما من الصين وموانئها، مرورا بميناء الفاو ثم إلى منطقتي المعقل والشعيبة ثم إلى برلين ولندن"، معتبرا أن "أي ربط سككي مع العراق يعتبر تأخيرا وتعطيلا لمشروع ميناء الفاو الكبير".
ويوضح عبد اللطيف، أن "فائدة العراق الأكبر بميناء الفاو من خلال الواردات التي تأتي منه ومن خلاله تشغيل الشباب، وهكذا تنخفض أسعار السلع، لكن لو أنشئت سكك حديدية لذهبت البواخر إلى موانئ في إيران ومنها تأتي البضائع إلى العراق، وهذا ما سيتسبب بزيادة الاسعار ويؤثر على كفاءة الميناء بشكل كبير، خاصة وأن الكويت أقصر من حيث المسافة إلى إيران وهذا ما سيشجعه على إكمال ميناء مبارك، ولكن العراق سوف يخسر موانئه مثلما سيخسر مبالغ طائلة، لأن عملية رسو البواخر هي أجور من خلال اقلاعها وتحميلها، واستثمارها يعني أن العراق سوف يحقق ثروة هائلة، وخصوصا عند انجاز 180 رصيفا على ميناء الفاو والحصول على مساحات واسعة من البحر الذي يواجه الميناء، لذا فاي مطالبة بالربط السككي مع العراق هي بمثابة رسالة أن يعطل مشاريعه مقابل دفع أموال".
وبشأن المعلن من أن الهدف من الربط السككي هو نقل الزائرين، يشير الى أن "الأمر غير مجدٍ، على اعتبار أنهم لن يقطعوا هذه المسافات البعيدة من والى مشهد او طهران، وصولا الى الحدود العراقية ليستقلوا القطار، لذلك فإن الهدف من الربط واضح وهو نقل البضائع، وهذا يعني أن العراق سوف يخسر كثيرا في المستقبل"، منوها الى "ضرورة ان يكون لميناء الفاو 750 رصيفا بدلا من 180، ضمن 32 ميناءً متنوع الاختصاصات، بالاضافة الى تحويل شبه جزيرة الفاو إلى جزيرة".
طريق وحيد للعراق نحو الحرير
يقول أستاذ علم الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي لموقع IQ NEWS، إن "هناك ممرين لطرق الحرير، أحدهما بحري والآخر بري، والبحري يمتد من شمال الصين إلى أوروبا وأفريقيا عبر البحر الأحمر، والطريق الآخر يمتد من الصين إلى موانئ إيران الجنوبية التي تتمتع بموقع جيوستراتيجي مهم، ومنها تشحن البضائع، اما الطريق البري فيمتد من جنوب الصين إلى كازخستان ثم آسيا الوسطى ثم غرب إيران، ومن غرب إيران تتفرع ثلاثة طرق أحدهما يذهب إلى إسطنبول ثم إلى أوروبا والآخر إلى أذربيجان"، مبينا أن "الطريق الثالث هو الذي يهم العراق وهو الذي يربط إيران مع العراق وسوريا، وهو الطريق الوحيد الذي يربط بطريق الحرير، أو من خلال ميناء الفاو الكبير".
ويضيف المرسومي، "من المتوقع بدء تنفيذ سكك الحديد قريبا وهو الذي يربط مدينة المحمرة الايرانية بمدينة البصرة، ومن ثم يذهب إلى منطقتي البو كمال ودير الزور في سوريا، والمشروع قدرت كلفته بـ10 مليارات دولار، وتأمل ايران تنفيذه بتمويل ايراني، لكن العراق رفض هذا المشروع، وتم الاتفاق على أن تقوم كل دولة بتحمل كلفة إنشاء هذا الخط، وربما تتم بطريقة الاستثمار".
تنشيط اليد العاملة
يرى الباحث في الشأن السياسي رحيم الشمري، في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "الربط السككي بين العراق وإيران يشكل أهمية من محورين، الأول يتمثل باستكمال منظومة نقل بين دول الشرق الأوسط لتكون واسطة بين الشرق والغرب، خاصة دول آسيا والاتحاد الاوروبي"، مبينا أن "المحور الآخر يتمثل برخص وأمان وسرعة النقل بالسكك الحديد، وذلك افضل من النقل الجوي المكلف والنقل البري والبحري المتأخر والذي يتعرض دائما إلى حوادث وتقلبات المناخ، مشيرا إلى أن خطوة الربط ستعكس ازدهار اقتصادي وتشغيل المدن التي يمر بها وتنشيط اليد العاملة".