في اطراف قرية ابو كرمة كبرى قرض حوض الوقف شمال شرق ديالى، يحاول احمد الربيعي وهو يحمل بندقية كلاشنكوف يرافقه شقيقه واحد ابناء عمومته من دخول بستان اسرته التي توارثته جيلا بعد اخر لاكثر من 80 سنة، لكن يتوقف فجأة بانتظار مفرزة امنية ترافقهم الى عمق البساتين في مسعى لتامين الطريق من اجل العمل في قطع اشجار البستان التي تحولت الى حطب منذ سنوات.
ويقول الربيعي لـIQNEWS، "نحصد الحطب بدل البرتقال"، مبينا ان "بساتين ابو كرمة هي جزء من بساتين الوقف الذي يعد اهم واكبر بساتين الحمضيات في ديالى وتحول الى حطب بسبب التنظيمات المتطرفة التي هي لعنة سوداء ضربت هذه الارض بعد 2004 لتسحق بنيرانها جهود مئات السنين من الجهود في ارض كانت مصدر خيرات لاتنتهي".
واضاف الربيعي ان "دخول بساتين ابو كرمة او ايا من بساتين الوقف بدون كلاشنكوف ضرب من الجنون، مشددا على ضرورة "الاستداد للقتال بيد واخرى تحمل الفاس لتقطع الاشجار لتعيل اطفالك".
فيما اشار قاسم الربيعي وهو مختار قرية ابو كرمة الى ان "القرية هي من اكبر قرى الوقف وتضم اكثر من 4200 دونم من البساتين المثمرة من الحمضيات والنخيل لكنها الان مجرد حطب بعدما اضظر 90% من اهلها الى هجرها بسبب كمائن الموت للجماعات الارهابية من القاعدة وداعش".
واضاف الربيعي ان "القرية كانت تضم اكثر من 600 اسرة لكن ما موجود حاليا لايزيد عن 60 اسرة بسبب الارهاب الذي يحيط بها ويتربص بهم شرا في بساتين الوقف"، مؤكدا ان "من يدخل البساتين الان هم لقطع الاشجار وبيعها لتامين لقمة الخبز".
وتابع "المفارز الامنية تدعم المزارعين من خلال مرافقتهم لتامين الطرق ومنع اي اعتداءات ارهابية تطالبهم"، مشيرا الى ان "ديالى فقدت اهم واكبر بساتين الحمضيات في تاريخها وكانت تنتج الاف الاطنان سنويا من اجود الفواكه والتمور".
واكد ان "كثرة الالغام والعبوات ووجود نشاط للخلايا الارهابية كلها عوامل تمنع عودة المزارعين لاحياء بساتين الاجداد".
وتابع ان "ابو كرمة والكبة وجلبي وهي قرى كبيرة في الوقف فقدت بشكل كلي اكثر من 6 الاف دونم من اهم واشهر بساتين ديالى ما يوضح حجم الكارثة الانسانية"، مشيرا الى ان "الاستقرار وانهاء ملف دواعش البساتين هي من تؤمن عودة الاف الاسر الى بساتينها التي دمرت بنسبة كبيرة في السنوات الماضية".
ولفت الى ان "قرية جلبي فارغة تماما من وجود الاسر منذ اشهر طويلة لنزوحهم بسبب الارهاب".
عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي اشار الى ان "الوقف اكبر حوض زراعي في ديالى وهي يمتد بين ناحيتي ابي صيدا والعبارة وتنتشر به اكثر من 10 قرى زراعية ويضم بساتين ربما تصل الى 10 الاف دونم وتعد من اخطب الاراضي في ديالى".
واضاف العزاوي ان "الوقف يعاني من مشاكل امنية منذ 2004 وحتى يومنا هذا"، لافتا الى ان "الارهاب وجماعات العنف ساهمت في نزوح الاف الاسر ودفع بساتين كبيرة الى حافة الهلاك التام ما اسهم في فقدان الكثير مصادر رزقهم الاساسية".
وتابع ان "الوقف لايزال غير امن في قواطع عدة وما شهدته العبارة مؤخرا من خروقات وخطف مدنيين كلها مؤشرات على نشاط لجماعات ارهابية تحاول زعزعة الامن والاستقرار"، نةضحا ان "الوقف يحتاج الى خارطة طريق وطنية مدعومة من قبل بغداد في تعزيز الامن وتعويض الاهالي ودفع النازحين للعودة من جديد".
اما بسام الخيلاني وهو مهندس زراعي متقاعد قال ان "الوقف هي ارض الملوك كونها تقع في حوض نهر ديالى وهي الاكثر خصوبة وتمتد لعشرات الكليومترات مشكلة اكبر غابة للحمضيات في العراق".
واضاف الخيلاني ان "70% من بساتين الوقف دمرت تقريبا وهي خسارة كبيرة لانها كانت مصدر رزق لالاف الاسر وتؤمن كميات كبيرة من الحمضيات والتمور للاسواق العراقية لافتا الى ان اللعنة السوداء في اشارة منته الى التنظيمات المتطرفة كانت وراءفاجعة حوض الوقف المستمرة منذ 17 سنة".
وتابع انه "زار الوقف قبل عامين ودخل الى بستان قريبه الذي كان مدجج بالسلاح وكانه ذاهب للحرب وليس لبستان اسرته"، لافتا الى ان "الوضع غير مطمئن والرحلة لاي بستان محفوفة بالمخاطر بسبب كثرة الالغام والعبوات الناسفة".
مصدر امني افاد بـ"وجود المفارز المشتركة تحيط بالقرى في حوض الوقف وهي تؤمن دخول المزارعين الى بساتنيهم لكن بالمقابل كثرة العبوات والالغام مشكلة لانها تنصب بين فترة واخرى لافتا الى ان البساتين مساحتها كبيرة جدا".
واضاف ان "الاعتداءات ارهابية انخفضت بسبب الجهود الامنية لكنها لم تنتهي"، مؤكدا "وجود مساعي لتامين اكبر مساحة ممكن من البساتين لكن الامر يحتاج الى دعم اكبر خاصة واننا نتعامل مع طبيعة وجغرافية معقدة جدا".
واختطف داعش الاسبوع الماضي 3 عمال من حقل للدواجن في اطراف ناحية العبارة ضمن حوض الوقف، حيث عثر على جثتي اثنين منهم قبل 3 ايام بعد اعدامهما، فيما لا يزال مصير الثالث مجهولا.