برزت جرائم الابتزاز الالكتروني في ديالى لاول مرة منذ قرابة 10 سنوات لكنها تصاعدت بين اعوام 2015-2020 بسبب كثرة الاقبال على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنوعت تطبيقاتها واصحبت متاحة لشرائح واسعة من المجتمع خاصة الصبية والمراهقين والشباب مع الطفرة الكبيرة في الهواتف النقالة.
ورغم انها تمثل جرائم مستحدثة غير مالوفة لكنها شكلت مصدرا ماليا كبيرا للكثير من محترفي الابتزاز خاصة للشباب والشابات، حيث بدأت قصص بعض الضحايا تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي بين فترة واخرى رغم حساسية الوضع بالنسبة للفتيات.
وقال مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي في حديث لموقع IQNEWS، ان "الابتزاز الالكتروني من الظواهر السلبية التي برزت مع الطفرة الكبير في هواتف النقالة التي اتاحت التعامل مع كل تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة بالغة سواء للمراهقين والصبية وسجلت العديد من عمليات الابتزاز لمختلف الشرائح لكن ابرز الضحايا هن الفتيات اللائي لم يكن يدركن اهمية تامين حساباتهن".
واضاف مهدي ان "معدلات الابتزاز الالكتروني سجلت انخفاض غير مسبوق هو الاكبر من نوعه منذ 10 سنوات"، لافتا الى ان "الظاهرة كانت واضحة ومصدر قلق مجتمعي قبل 3-2 سنوات لكنها في انحسار كبير في الاشهر الماضية".
واشار الى ان "اسباب عدة تقف وراء انخفاض معدلات الابتزاز الاكتروني ابرزها انها تحولت الى وصمة مجتمعية قاسية بحق الجناة تلاحقهم اينما ذهبوا خاصة اذا كانت الضحية فتاة بالاضافة الى دور مهم للقوى الامنية ونجاحها في اعتقال البعض منهم كما ان هناك عامل مهم وهو تنامي وعي المجتمع خاصة الشباب في تامين حساباتهم وادراك المحاور التي من خلالها ينجح المبتزين في الايقاع بضحاياهم خاصة الفتيات".
وتابع ان "طبيعة مجتمع ديالى المحافظ ساهمت الى حد كبير في خفض الابتزاز الالكتروني لانها ستحول الى وصمة تلاحق الجناة وتضرر بسمعة اهاليهم".
مصدر امني في ديالى افاد بـ"اعتقال من 7-8 من المبتزين في السنوات الماضية اغلبهم من الشباب والضحايا من الفتيات والشبان معا"، لافتا الى ان "الاسباب التي تؤدي الى وقوع الابتزاز متعددة بعضها بسبب اغفال الضحايا لتامين حساباتهم او بفعل خداعهم من قبل المبتز خاصة للفتيات".
واضاف ان "اغلب الضحايا يرفضون البوح بقضاياهم امام المجتمع بسبب الوضع العام خاصة اذا كانت فتاة لذا فان اغلب الانشطة في تعقب المبتزين واعتقالهم واسماء الضحايا تبقى طي الكتمان لكن مع التنويه لعمليات الاعتقال والحسم في اغلب الاحيان".
شاكر حسن وهو طالب جامعي قريب احد ضحايا الابتزاز الالكتروني، قال ان الابتزاز ليس حصرا للفتيات فقد يكون الضحايا شباب كما حصل مع قريبي الذي تعرض لخداع من قبل مبتز كان يوهمه بان انثى"، لافتا الى ان "الموضوع تم معالجته فيما بعد بجهود القوى الامنية المختصة التي تمتلك الامكانيات الفنية في تعقبهم".
واضاف حسن ان "اقسى ما في الابتزاز هو التهديد بفضح شاب او شابة من خلال نشر صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الامر يمس سمعة ذويهم لذا فان الكارثة لاتنحسر في سمعة الشاب او الشابة بل اسرتيهما بشكل كبير".
اما خميس عبدالله موظف متقاعد من اهالي اطراف بعقوبة قال انه "احد المبتزين الذي كشف قبل عام تقريبا وحصلت بسبب جلسة عشائرية مع ذوي الضحية اضطر لمغادرة المنطقة الى منطقة اخرى لان الناس اعتبرت فعلته جريمة مخلة بالشرف ووصمة عار بحقه".
واضاف عبدالله ان "ابتزاز فتاة او شاب امر معيب جدا والمجتمع في ديالى لايسامح في هكذا افعال"، مبينا ان "فضح اي انسان من اجل مال او اي اغراض دنيئة تصرف مخجل جدا لايمكن التهاون معه".
فيما بين قاسم وادي وهو ناشط حقوقي ان "الشرطة المجتمعية وبقية التشكيلات الامنية وحتى مفوضية حقوق الانسان كان لها موقف ايجابي جدا في السنوات الاخيرة من خلال اقامة ورش وندوات عن الابتزاز الكتروني للشباب في مناطق متفرقة وبينت اليات تحصين الحسابات لمنع اختراقها من قبل المبتزين".
واضاف ان "الندوات كانت مفيدة جدا بالاضافة الى انها خلقت وعي عام بخطورة الابتزاز وطرق التعامل معه من خلال الاجهزة الامنية المختصة".
اما ابو سلام وهو شاب محترف جدا يطلق عليه زملائه بالهكر الصديق والذي ساعد العديد من الضحايا في مواجهة المبتزين من خلال احترافيه في التعامل مع هكذا حالات، قال "نساعد من يطلب النجدة ونقدم النصح دائما دون اي مقابل مادي"، لافتا الى ان "المبتزين هم بالاساس يحاولون الحصول على اموال بعضهم عاطل عن العمل والبعض الاخر يمارس افعاله من باب المرض النفسي ليس الا".